يشارك الصندوق العالمي للحفاظ على الحبارى بجناح في المعرض الدولي السنوي للصيد والفروسية (أبوظبي 2008) المقام في العاصمة أبوظبي، يلقي من خلاله الصندوق الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ على تراث الصقارة والحبارى الآسيوية التي تعتبر الطريدة التقليدية للرياضة العربية للصيد بالصقور·
ويهدف الصندوق إلى دعم مبادرات ضمان بقاء أعداد كافية من الحبارى البرية في المستقبل، وذلك بما يشمل جهود إكثار الحبارى في الأسر التي يقوم بها كل من المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية بميسور في المغرب وغيرهما من المراكز والهيئات المختصة على امتداد نطاق الانتشار الطبيعي للحبارى في آسيا وشمال إفريقيا·
وسيعمل الصندوق على تشجيع حماية الحبارى من الانقراض في جميع مواطن انتشارها، وتشجيع المحافظة على التنوع والأصول الوراثية النقية لسلالات الحبارى على امتداد مناطق انتشارها (الجينات الوراثية والخصائص البيئية والسلوكية)، وإدارة مجموعات الحبارى البرية بهدف المحافظة عليها بأعداد تقابل توقعات الصقارين·
كما سيعمل على السعي لإنشاء آلية للتعاون الدولي في شأن صيد الحبارى بهدف إدارة مجموعات الحبارى في مواطنها الطبيعية بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالمحافظة على الحبارى وتراث الصيد بالصقور وتنسيق الأنشطة معها، والعمل على زيادة أعداد الحبارى البرية من خلال إكثارها في الأسر وإطلاقها إلى مواطن انتشارها فضلا عن تشجيع إقامة نظام إداري شامل لمجموعات الحبارى في مواطنها ونشر التوعية بقضايا الحبارى محلياً وإقليمياً·
ولتحقيق هذه الأهداف سيقوم الصندوق بوضع استراتيجية طويلة المدى في تحقيق أهدافه، وإجراء الدراسات والبحوث العلمية اللازمة لإدارة نشاطات الصيد والقضاء على الصيد غير المشروع بالشراك والمتاجرة بالحبارى البرية، وتشجيع تنفيذ سلسلة من إجراءات الحماية في أماكن الإطلاق والإكثار في الأسر·
وسيشارك الصندوق في توفير جهود الحماية الدولية وتشجيعها ودعمها واتخاذ المبادرات الهادفة إلى حماية الحبارى ومواطنها في شتى بلدان انتشارها وتطوير وتطبيق خطط ومشاريع تهدف إلى حماية طيور الحبارى والحفاظ على استدامة تراث الصيد بالصقور العربية على المدى الطويل، كما سيقوم بتعاون وتنسيق نشاطات الصندوق مع أيّة مؤسسة دولية تعنى بحماية طيور الحبارى والحفاظ على التراث العربي للصيد بالصقور·
ويشار إلى أن الحبارى الآسيوية تعاني من تزايد الضغوط الناجمة عن زيادة أنشطة الصيد في مناطقها المختلفة في آسيا خلال السنوات الأخيرة مما أدى إلى تناقص مستمر في أعدادها· كما ساهم صيد وتهريب الحبارى وتدهور المواطن الطبيعية في زيادة معدل هذا التناقص بصورة خطيرة·
وتشير نتائج الدراسات التي نفذها المركز الوطني لبحوث الطيور إلى أنه بين خريف عام 1998م وربيع عام 2007م، انخفضت أعداد الحبارى بما يزيد على 60%، ما يدل على معدل تناقص سنوي يتراوح من 5% إلى 8%· وتعزى نسبة 75% من المعدل الكلي للوفاة (المقدر بحوالي 28% في السنة) لأنشطة الصيد بالصقور والصيد غير القانوني من أجل التهريب·
ولوحظ أن معدل الوفاة في مواسم الصيد في الخريف والشتاء يزيد بحوالي (11) مرة عن نفس المعدل في موسم التكاثر في الربيع·
ويتم سنوياً أخذ حوالي 20,8% من الحبارى الموجودة حالياً بواسطة رياضة الصيد بالصقور والصيد غير القانوني من أجل التهريب· ويلاحظ أن هذه النسبة تزيد بثلاثة أضعاف عن ''الحصيلة القصوى المستدامة'' وهي نسبة الطيور التي يمكن أخذها سنوياً دون التسبب في القضاء على مستقبل هذا النوع في البرية· وبناء على تقديرات معدلات الوفاة ونسب نجاح التكاثر، فإن الحصيلة القصوى المستدامة يجب أن تكون في حدود 7,2%·
عدد اليوم
