أكدت نشرة ''أخبار الساعة'' أن الزيارة التي قام بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بغداد يوم الثلاثاء الماضي تجسد سياسة إماراتية ثابتة في التعامل مع العراق منذ عام ·2003
وقالت إن هذه السياسة تقوم على أسس عدة: أولها الوقوف إلى جانب الشعب العراقي في أزمته والعمل بكل الطرق من أجل تخفيف معاناته والمشاركة الفاعلة في عمليات إعادة الإعمار وفتح الباب للعراقيين للعمل والإقامة في الدولة، حيث إن هناك أكثر من مائة ألف عراقي يقيمون في الإمارات·
وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''دعم إماراتي متواصل للشعب العراقي''، إن ثاني هذه الأسس هو دعم وحدة العراق الوطنية وسيادته وسلامة أراضيه ونموذج التعايش الوطني والسلمي بين فئاته المختلفة في مواجهة أي تصنيفات طائفية أو مذهبية أو عرقية في هذا الإطار تجيء مساندة الإمارات كل جهود المصالحة الوطنية بين القوى العراقية المختلفة·
وأشارت إلى أن ثالثها الإدانة الشديدة لعمليات الإرهاب والعنف التي شهدتها الأراضي العراقية أو تشهدها والنظر إليها على أنها موجهة إلى الشعب العراقي وإلى مستقبل أبنائه وتنميته والدعوة إلى تجاوز أي توترات داخلية يمكن أن تؤدي إلى العنف بين القوى والتيارات المختلفة·
ورابعها رفض التدخل في الشؤون الداخلية العراقية أو محاولة استغلال بعض الخلافات والتناقضات على الساحة من أجل تحقيق مصالح خاصة على حساب مصالح العراق وشعبه·
وخامسها تأكيد موقع العراق في إطاره العربي باعتباره دولة عربية كبيرة لها وزنها وتأثيرها النوعي في حركة التفاعل السياسي وخريطة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط برمتها·
وأوضحت أنه في هذا الإطار، يأتي الانفتاح التجاري والاقتصادي والسياسي الإماراتي على العراق الذي عبر عن نفسه من خلال العديد من المظاهر أهمها زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأخيرة لبغداد التي تجيء بعد زيارة قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى العاصمة العراقية في يونيو الماضي وكانت الزيارة الأولى لوزير خارجية خليجي إلى العراق منذ عام ·2003
ونوهت بأن دولة الإمارات عبرت عن دعمها لعراق الدولة والشعب من خلال خطوات عملية على أرض الواقع، حيث أعلنت خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إليها في يوليو الماضي إلغاء جميع ديونها المستحقة على العراق البالغة نحو سبعة مليارات دولار·
كما عينت سفيراً في بغداد قدم بالفعل أوراق اعتماده أوائل سبتمبر الماضي، فضلاً عن ذلك فإن الإمارات في مبادرتها إلى الانفتاح على العراق لم تكن داعمة لطرف أو جهة وإنما وقفت وتقف على مسافة واحدة من كل القوى العراقية؛ لأنها تنطلق في سياستها من دعم الشعب العراقي والحرص على وحدة العراق واستقراره، وهذا ما يفسر الترحيب بها والتقدير لدورها من كل التيارات العراقية·
وأكدت ''أخبار الساعة'' في ختام مقالها الافتتاحي أن دولة الإمارات كانت سباقة إلى اتخاذ خطوات جادة عربياً تجاه العراق الشقيق، وها هي مظاهر الانفتاح العربي على أرض الرافدين تتصاعد، وهذا يؤكد بعد نظر الدبلوماسية الإماراتية والرؤية الواعية التي توجهها وتتحكم في تحركاتها·
عدد اليوم
