تدشن دائرة القضاء في أبوظبي الأحد المقبل أول أكاديمية للقضاء في منطقة الخليج بالتعاون مع جامعة زايد، لتأهيل العاملين في الدائرة من قضاة ووكلاء نيابة وفق معايير علمية عالمية في مختلف العلوم والمعارف القضائية، بحسب مسؤولين أشاروا إلى أن البرنامج العلمي والتطبيقي للأكاديمية ''يمثل خطوة رائدة في هذا المجال''·
وتم وضع منهج أكاديمية القضاء من خلال عملية متواصلة لتعليم وتدريب جيل من القانونيين المواطنين لإعدادهم لتولي المهام المختلفة في سلك القضاء والنيابة في الإمارة، بحسب ما أكد سلطان البادي وكيل دائرة القضاء في أبوظبي رئيس مجلس إدارة الأكاديمية·
وتم توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة زايد للتعاون في إنجاز المحتوي العلمي للأكاديمية التي أكد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد أهميتها، مشيراً إلى أنه تم وضع منهج متميز بمعايير عالمية للأكاديمية والقيام بدراسة استطلاعية شملت المعاهد والمؤسسات الدولية التي تقوم إما بتدريب القضاة ووكلاء النيابة قبل التحاقهم بالمهنة، كما في القارة الأوروبية وجنوب شرق آسيا، أو تلك التي تقوم بتدريب القضاة ووكلاء النيابة أثناء ممارستهم للمهنة، كما في الولايات المتحدة الأميركية وكندا·
كما تمت دراسة مناهج كليات الحقوق في الدول التي لا تلجأ لتأسيس هذه المعاهد والأكاديميات، لأن برامجها التعليمية في مرحلة البكالوريوس تتضمن المهارات والكفاءات اللازمة حتى يصبح خريجوها قضاة أو وكلاء للنيابة، حيث تم الاطلاع بعمق على مناهج جامعتي هارفارد وستانفورد، وكذلك تم الاطلاع على مناهج مقابلة في جامعتي أكسفورد وكمبردج·
كما روعي الاطلاع على مناهج الجامعات الوطنية التي يتخرج منها المواطنون المراد إلحاقهم بالعمل في القضاء والنيابة حيث تمت مراجعة مناهج جامعتي الإمارات والشارقة، وكذلك الاطلاع على تجارب الإصلاح القضائي والقانوني في العالم العربي·
ولفت الجاسم إلى أن الدراسة خلصت إلى أن عملية التكوين العلمي والعملي للقاضي أو وكيل النيابة وحتى يستطيع أن يمارس العمل القضائي بكفاءة وفعالية تعادل أفضل الممارسات الدولية، يجب أن تشتمل على ثلاثة مجالات علمية وعملية هي المساقات القانونية المتخصصة، ويتم فيها تقديم القضايا العلمية والعملية في مجالات القانون المختلفة التي لم يحصل عليها الطالب في فترة دراسته الجامعية الأولى·
والمجال الثاني هو المهارات القضائية، ويتم فيها تناول مختلف المهارات اللازمة لممارسة العمل القضائي بمختلف تخصصاته، فيما يأتي السياق الاجتماعي في المجال الثالث، ويتم فيه تقديم المساقات التي تتعلق بالسياق الاجتماعي والثقافي لمجتمع الإمارات والذي يمثل المجال الحيوي الذي يمارس فيه القاضي ووكيل النيابة مهمته· وتهدف هذه المساقات إلى تحقيق المخرجات التالية استيعاب الإطار القيمي والأخلاقي لمهنة القضاء·
والمساقات المقترحة هي الكتابة القضائية والبحث القضائي، الكتابة القضائية المتقدمة لوكلاء النيابة، تحليل القضايا والوصول إلى حكم قضائي، المنطق والتفكير القانوني، الحلول البديلة لفض المنازعات القضائية، الإدارة الجماعية الفعالة للمحكمة، الأدلة العلمية وشهادات الخبراء، الإقناع وبناء الحجة، ومهارات وكيل النيابة، اللغة الإنجليزية للأغراض القانونية واللغة الإنجليزية للأغراض القانونية·
كما سيتم تقديم مساقات مهنة القضاء وأخلاق القاضي، مجتمع الإمارات في عصر العولمة، مهنة القضاء وأخلاق القاضي، وسوف يتم الدمج بين ما قدمته التجربة الإسلامية في هذا الموضوع وبين أفضل الممارسات العالمية المعاصرة بغض النظر عن خلفياتها الثقافية أو الدينية·
وأشار الدكتور نصر عارف رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة زايد إلى أن خطة التدريس تتضمن عدداً من الوحدات هي العدل القيمة العليا المطلقة في منظومة القيم الإسلامية، مهنة القضاء في القرآن والسنة، الأسس العقيدية لأدب القاضي وأخلاقه، أدب القاضي وأخلاقياته في نفسه وحياته الخاصة (أسس نظرية ونماذج تاريخية)، أدب القاضي وأخلاقياته في المجتمع (أسس نظرية ونماذج تاريخية)، أدب القاضي وأخلاقياته في قاعة المحكمة ومع المتقاضين والمعاونين (أسس نظرية ونماذج تاريخية)، أدب القاضي وأخلاقياته عند إصدار الأحكام وفض المنازعات (أسس نظرية ونماذج تاريخية)·
إلى ذلك، قال البادي إن الأكاديمية جاءت ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بشأن تنمية الكوادر البشرية، وكذلك توجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، بشأن تطوير الأداء في جميع الدوائر المحلية بما يواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين، كما أن الأكاديمية تترجم ما يوليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء في إمارة أبوظبي لإستراتيجية تطوير الدائرة والنهوض بها على أسس علمية دقيقة·
كما ثمّن البادي جهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد وتعاون الجامعة في إنجاز المحتوي العلمي للأكاديمية التي تنطلق ''من الرؤية المستقبلية لدائرة القضاء في أبوظبي، وتهدف إلى الارتقاء بأداء محاكم الإمارة والوصول بها إلى أعلى المستويات العالمية من حيث الأداء المتميز والسرعة في الإنجاز والدقة والنزاهة في تحقيق العدالة''·
عدد اليوم
