تنظم وزارة العدل في أبوظبي الأحد المقبل ولمدة يومين مؤتمراً عالمياً حول بدائل حل المنازعات والعدالة التصالحية ''القضاء البديل'' بمشاركة نخبة من خبراء القانون في كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا وألمانيا والمملكة المتحدة والنرويج وأيرلندا، بالإضافة إلى خبراء ومتخصصين من الدولة·
وأكد معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل أهمية المؤتمر الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة ويواكب توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' واستراتيجية الحكومة بشأن تسريع الإجراءات الخاصة بالتقاضي وإقرار العدالة بين المتقاضين واستخدام أحدث الأساليب العلمية والتطبيقية التي تكفل اختصار إجراءات التقاضي والعمليات الإدارية المرتبطة بها·
وقال: ''إن القضاء البديل يهدف إلى تخفيف العبء على القضاة والدوائر القضائية من خلال توظيف مفهوم التوفيق في حل النزاعات القضئية بين مختلف الأطراف، كإحدى الوسائل المتطورة في حل النزاعات وإقرار حقوق المتقاضين فيها قبل وصولها إلى الدوائر القضائية·
وأشار الظاهري إلى أن هذا المؤتمر يمثل ''خطوة متقدمة من جانب الوزارة نحو اختصار الوقت والجهد في مختلف مراحل التقاضي بما يحقق استراتيجية الوزارة بشأن إقرار العدل وتوفير البيئة القضائية المناسبة التي تمكن جميع أطراف النزاع من الحصول على حقوقهم كاملة في ضوء ما يقره دستور الدولة والقوانين المنظمة لمختلف مجالات التقاضي''·
ولفت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت سباقة في إصدار القانون الاتحادي رقم 26 لسنة 1999 بإنشاء لجان التوفيق والمصالحة بالمحاكم الاتحادية، وهو القانون الذي يمثل ''خطوة استشرافية متقدمة نحو تسوية المنازعات المدنية والتجارية والعمالية عن طريق الصلح''، وذلك من خلال إنشاء لجنة أو أكثر في مقار المحاكم الابتدائية الاتحادية برئاسة أحد القضاة وعضوية اثنين من أعضاء السلطة القضائية أو من ذوي الخبرة المشهود لهم بالحيدة والنزاهة، وتعمل هذه اللجان وفق هذا القانون على حل النزاعات صلحاً وخلال 30 يوماً على الأكثر من تاريخ حضور الأطراف أمامها·
ويحظى المؤتمر بمشاركة خبراء عالميين من بينهم البروفيسورة تانيا سوردين بالمركز الأسترالي للسلام ودراسات النزاعات بجامعة كوينز لاند، حيث تقدم ورقة حول ''إدارة النزاعات·· العوائق المنهجية والحلول الودية''، ويقدم القاضي وين برازيل من الولايات المتحدة الأميركية دراسة علمية حول تطور بدائل حل النزاعات في المحاكم الأميركية ودور القضاة في تفعيل مفهوم القضاء البديل كأحد الأسس الرئيسية للتقاضي، ويتحدث المحامي غارث براون من أستراليا عن التوفيق كمفهوم جديد في إقرار العدالة والآليات المرتبطة بتدريب ''الموفقين''، وإكسابهم المهارات الخاصة بالاستماع والنظر في المستندات ودراسة الحجج والبراهين المقدمة من الطرفين ومن ثم استخدام أساليب توفيقية تعزز من آليات التصالح·
كما يناقش المؤتمر أيضاً ورقة علمية للقاضي المستشار عبيد محمد إبراهيم المفتش المقيم لمحكمة الشارقة الشرعية حول دور لجان التوفيق والمصالحة ومراكز التوجيه الأسري في حل المنازعات في الدولة، ويتحدث البروفيسور آندرو بيري من جامعة فيكتوريا بكندا حول التوفيق القضائي ومفهوم القاضي ''المُيسّر للحلول''، ويتطرق خلال محاضرته في المؤتمر إلى دور القاضي في ممارسة التوفيق بين المتنازعين، كما يتحدث القاضي هاغ لادركن من كندا عن تطور بدائل حل نزاعات في المحاكم الكندية ودور القضاة في التوفيق بين المتنازعين وفق المفهوم المتعارف عليه في تلك المحاكم والمعروف بـ''محكمة من هذه التي أنا القاضي فيها''، وهو نوع من المحاكم يقوم فيه القاضي بدور توفيقي بين أطراف النزاع، وغالباً ما ينتهي به الأمر إلى الصلح بينهما·
ولفت معاليه إلى أن جلسات المؤتمر سيرأسها كل من القاضي حسين محمد الجهازي للجلسة الأولى، والدكتور جاسم علي الشامسي عميد كلية القانون بجامعة الإمارات للجلسة الثانية في اليوم الأول، والقاضي شهاب عبدالرحمن الحمادي للجلسة الأولى يوم الاثنين المقبل، والقاضي جمعة إبراهيم للجلسة الثانية·
عدد اليوم
