الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشارقة القرائي 4» يؤسس لعلاقة ارتباطية بين النشء والكتاب

«الشارقة القرائي 4» يؤسس لعلاقة ارتباطية بين النشء والكتاب
29 ابريل 2012
تحت شعار “اكتشف أصدقاء العمر” انطلقت مؤخراً فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في موسمه الرابع، لتحتفي بعرسها الثقافي المميز وتحتضن بين جنباتها نخبة من الكتّاب والمؤلفين المتخصصين في أدب الأطفال مع عدد من دور النشر المحلية، العربية والعالمية، الذين جاؤوا لاستعراض آخر مستجدات أعمالهم الأدبية ونتاجهم الفكري، مع أحدث إصداراتهم العلمية والأكاديمية، والتي تدور في مجملها حول شؤون الطفل لتعنى باهتماماته، وتكتشف مواهبه في إطار ترفيهي وتربوي هادف وصولا إلى بناء جيل يحب القراءة. في سبيل إنشاء أجيال جديدة تتسلح بالعلم والمعرفة، انطلق مهرجان الشارقة للقراءة في دورته الرابعة معلنا الاهتمام بقراءة الطفل وما يتلقنه من الآداب والعلوم، فالقراءة أمر مهم يحتم المتابعة الأسرية والتوجيه السليم نحو كل ما هو جيد ومفيد ومّطور في هذا المجال، لأن ما يكتسبه الأطفال أثناء القراءة من معلومات ومهارات مختلفة تؤثر بشكل فعال وكبير على مداركهم العقلية فتوجه أفكارهم وتحفز خيالهم، وتفتح أمامهم آفاق معرفية أخرى تسهم غالباً في بناء الشخصية وتحدد إطارها، لذا فقد جاء تنظيم فعاليات المهرجان بكل ما تحتويه من زخم وغزارة كبادرة راقية من إمارة الفنون والثقافة شارقة الإمارات لتؤسس من خلاله لبيئة علمية ثقافية مستدامة تبني فيها الإنسان وتستثمر فيه. تظاهرة ثقافية اعتمدت أجندة المهرجان في أروقته المختلفة الكثير من البرامج والأنشطة التي تشتمل شتى ميادين العلم والأدب، إلى ذلك، يقول أحمد العامري، المدير العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب “المهرجان تظاهرة ثقافية وأدبية مخصصة للأطفال، تجدد دور الكتاب الورقي وتعزز أهميته والحاجة الملحة من وراء تطوير صناعته، ويجتمع فيها كل من له باع في هذا الشأن ومن مختلف دول العالم، من الخبراء والمؤلفين والكتّاب والفنانين الضالعين بفن الرسم والتلوين، ليطرح كل منهم عصارة أفكاره وخلاصة تجاربه وخبرته في أدب الطفل ومستجداته وآفاقه المستقبلية، لاعتماد الاستثمار في الكتاب الورقي المطبوع وإعادة الاعتبار إليه كرافد معرفي رائد في مجال الثقافة والعلوم، وسط انتشار موجة التكنولوجيا الحديثة وتفشي ظاهرة الثورة الإلكترونية في عالم المرئيات والإنترنت وخلافه، والتي أثرت سلبا على توجهات النشأ وسلوكياتهم واهتماماتهم”. ويضيف “عملنا في هذا المهرجان القرائي بروح الفريق، ولم ندخر جهداً في سبيل توفير كل الإمكانيات المتاحة لنجاحه، مهتمين باحتوائه على الكثير من الخيارات والعديد من الأقسام والقاعات، والتي استعرضت على رفوفها آلاف العناوين والمؤلفات التي تتناول شتى المواضيع وبعدة لغات وأساليب، لنتيح للأطفال وأسرهم أجواء ممتعة ومفيدة، بمنظومة راقية من الخدمات والبرامج التي أعددناها خصيصا لهذا الغرض، وفق جداول زمنية محددة بأوقات مرنة وموزعة بين الصباح والمساء”. عن مشاركتهم ضمن فعاليات المهرجان، يقول محمد بحسون، من دار الفكر اللبناني للنشر والتوزيع “جئنا بآخر مطبوعاتنا وإصداراتنا الأدبية المخصصة لقراءة الطفل، كما وفرنا كتبا منهجية متنوعة في مواد العربي والعلوم والرياضيات باللغتين الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى قصص وحكايات كلاسيكية من الأدب العالمي وأخرى موجهه للفئات العمرية الصغيرة من أطفال الحضانة، من تلك النوعية التي تعلم الصغار الحروف الأبجدية والكلمات البسيطة والمسميات من الأشكال والألوان وغيره”. مشاركات فعالة من جهته، يقول الناشر أحمد أبو طوق من الأردن “هذه هي مبادرتنا الأولى في المهرجان القرائي الرابع، مع إننا مواظبون كدار نشر على المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب بكافة دوراته السابقة، وأنا بوصفي مهتم وباحث بكل ما هو جديد في مجال النشر الأدبي والثقافي أجد أن فكرته رائعة وستؤتي بأكلها في السنوات القادمة، لأن التخصص أمر ضروري في كل الأمور وقصور جميع أنشطة المهرجان على الصغار مشروع مبتكر وبديع. كما إن تربية النشأ والاستثمار في تنمية قدرات الطفل الذهنية والمهارية مسألة جادة ومحورية يجب أن تأخذ حجمها من الاهتمام في عالمنا العربي”. ويضيف “بالرغم من تواضع المبيعات في الأيام الأولى للمهرجان نسبة لمعرض الكتاب إلا أن مجرد المشاركة فيه هو أمر إيجابي وتجربة رائدة تستحق الخوض، خاصة مع كل الغنى والتنوع العلمي والأدبي الذي وفره المنظمون للمجمل الفعاليات، وقد استفدت شخصيا من حضور ندوات وحوارات قامت على هامش المهرجان للكاتبة ابتسام بركات من فلسطين، والمؤلفة فاطمة شرف الدين من لبنان حول أساسيات الكتابة القصصية للأطفال والعناصر التي يجب توافرها في سرد الحكاية”. وحول فكرة المهرجان، يقول مهند كامل، الناشر القادم من دمشق “يجب إقامة مثل هذه النوعيات من المعارض الثقافية التي تهتم بتعليم الطفل وتسعى لتطويره والارتقاء به، لترسخ هذه الثقافة في ذهن الجمهور العربي ويتعود على حضور هذه النوعية من الفعاليات، خاصة إنه يأتي بمواصفات عالمية ويطال كل مستلزمات الأطفال لناحية الفكر، الأدب والمواهب والتعليم، ونحن كدار نشر السباعي لترويج الوسائل الإيضاحية والتعليمية المبكرة كان لنا نصيب جيد من الاهتمام من قبل الصغار وذويهم على حد سواء، ربما لأننا نوفر وسائل تعليمية معاصرة وحديثة مصنعة بجودة وخبرة، لتأتي بأشكال وألوان وتصاميم مختلفة، فتجمع كل عوامل التسلية والمتعة مع التلقين والتثقيف، بالإضافة لألعاب ذكية من الخشب الطبيعي الملون، تمثل تحدياً ذهنياً لعقول الأطفال فتشجعهم على التفكير والاستنتاج، في حقول العلوم والحساب واللغات”. أدب الأطفال والتراث الإنساني للمكتبات ودور النشر المحلية ومن مختلف مناطق الدولة مشاركات فعالة ضمن أنشطة المهرجان وبرامجه الغنية، مستعرضة مجموعات كبيرة من العناوين الجديدة وعشرات من المؤلفات المتخصصة في أدب الأطفال، سواء من خلال القصص والحكايات التي تحكي عن مفردات التراث الإنساني لمنطقة الخليج العربي، أو بسلسلة الكتيبات الصغيرة التي تتناول بسلاسة وعفوية بعض السلوكيات والأخلاقيات الإيجابية التي يجب على الطفل الاقتداء بها مع إشارات توجيهية من التعاليم السمحة للدين الإسلامي الحنيف، كما تم من خلال هذا المهرجان التعرف على الكثير من المواهب الإماراتية الجديدة في مجال الكتابة والتأليف القصصي والروائي، مع أصحاب المهارات الفنية في الرسم التصويري والتعبيري الذي يعد مكملا هاما وجذابا لنجاح ترويج أي مطبوع أو كتاب من كتب الأطفال بشكل عام.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©