الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادات بسيطة تضمن بقاء العقل متقداً طوال العمر

عادات بسيطة تضمن بقاء العقل متقداً طوال العمر
29 ابريل 2012
تذهب إلى المطبخ لتجلب شيئاً ما، فتجد حين تصل إلى هناك أنك نسيت ما ذهبت لجلبه. تضع نظاراتك في مكان ما بالبيت، فتنسى أين وضعتها. تركن سيارتك عند وصولك لمقر العمل أو مركز التسوق، ثم لا تتذكر عندما تهم بالمغادرة أين ركنتها. تلتقي بصديق قديم، فيسلم عليك ويحضنك وتعجز أنت عن تذكر اسمه رغم تذكرك الكامل لشكله. يقول باحثون إن مثل مواقف النسيان هذه تُعد أمراً طبيعياً إذا كانت تحدث نادراً أو أحياناً قليلةً ومتباعدةً. لكن تكرار حدوثها عند التقدم في العمر يعني أن ذاكرة الشخص في طريق الانحدار، بيد أن هذا ليس مصيراً حتمياً أو ملازماً لمرحلة الشيخوخة، ولكن يمكن اتقاؤه أو إحالته إلى طريق تصاعدي بالمواظبة على خطوات بسيطة تُكلف قليلاً وتُفيد كثيراً، وتجعل الشعر المشتعل شيباً متوازياً مع عقل متقد ذكاء وبديهةً، وتجعله يعيش أرذل عمره في عزة. يقول الدكتور آرثر كرامو، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة إلينوي «من بين الوظائف التي تقوم بها الذاكرة أنها تُجمع المعلومات المختلفة قطعةً قطعةً وتضعها مع بعضها، ولكن الدماغ يُبدي مهارةً عاليةً في استرجاعها مصنفةً ومرتبةً، وتعويض ذلك بشكل مفاجئ مع التقدم في العمر. وتتميز بعض الذاكرات بقدرتها على تحسين أدائها أو المحافظة على حالها سالمةً معافاة مهما شاخ صاحبها. وبخلاف باقي أعضاء الجسم، فشيخوخة الذاكرة ليست قضاءً وقدراً على كل من شاب، وإنما يمكن تلافيه بتبني عادات طفيفة، وتغيير نمط الحياة من أجل الحفاظ على ألق العقل ووهجه. المشي بانتظام في المراحل الأخيرة من سن الرشد، يبدأ الحُصيْن-المنطقة المسؤولة في الدماغ عن تكوين بعض أنواع الذاكرة- في الانكماش بنسبة 1% إلى 2% سنوياً، ما يؤدي إلى الإصابة بمشاكل في الذاكرة وزيادة مخاطر الإصابة بالخرف. غير أن ممارسة تمارين آيروبيك على نحو منتظم يُشجع نمو خلايا دماغ جديدة حتى إن كانت هذه التمارين خفيفةً، لا هي بالشاقة ولا المكثفة. فلو حرص كل إنسان على ممارسة رياضة معتدلة مثل المشي أو قيادة الدراجة لمدة 30 دقيقةً فقط كل يوم، وبمعدل لا يقل عن خمس مرات في الأسبوع، فإنه يقي ذاكرته حتماً من بلايا الشيخوخة ورزاياها. النشاط الاجتماعي أظهرت دراسة سابقة نُشرت في مجلة جمعية علم النفس العصبي الدولية سنة 2011 أن الكائنات الاجتماعية تنجح في الاحتفاظ بحيوية أدمغتهم ونشاطها. وتوصلت هذه الدراسة إلى هذه النتيجة بعد إشراك 1,138 من المسنين غير المصابين بالخرف. إذ قام الباحثون بتقييم الوظائف الإدراكية والتفاعل الاجتماعي لهؤلاء المشاركين كل سنة، وسجلوا عدد مرات ذهابهم إلى المطاعم وارتيادهم الملاعب والمسارح لحضور فعاليات رياضية، أو النوادي لممارسة هواياتهم المفضلة، أو الانخراط في عمل تطوعي أو خيري، أو الذهاب في أسفار وعطل قصيرة، أو زيارة الأقارب أو الأصدقاء، أو المشاركة في أنشطة المجتمع المدني، أو حضور التجمعات الدينية. ولاحظ الباحثون أن نسبة تراجع القدرات الإدراكية لدى المشاركين النشيطين اجتماعياً كانت على مدار خمس سنوات أقل بنسبة 70% مما سُجل لدى المشاركين غير النشيطين اجتماعياً. ألعاب ذهنية يُجمع الخبراء على أن الأنشطة التي تتحدى العقل تُساعد على صقل القدرات الذهنية وتحفز خلايا الدماغ وتنشطها. وتُبين الدراسات أن المشاركة في تشكيلة واسعة من الأنشطة مثل الانضمام إلى ناد لقراءة الكتب، أو مشاهدة مسرحية، أو متابعة المناظرات الرئاسية، أو حضور محاضرات وحلقات نقاشية وندوات علمية، أو مزاولة إحدى الألعاب الذهنية، أو هذه الأنشطة جميعها، تُساعد على الحفاظ على جذوة الذكاء متقدةً. ويُضيف هؤلاء الباحثون أن كافة الأنشطة التي يكون الشخص قد قام بها في فترات متفرقة من ماضيه تتراكم وتسير به نحو الاتجاه الإيجابي نفسه، بما فيها المشاركة في أنشطة اجتماعية كالتزاور، والعزف على البيانو، وتعلم لغة أجنبية جديدة، وإطراق السمع إلى زقزقات الطيور صباحاً، والتأمل في جمال الطبيعة، والتدرب على مهارات شخصية جديدة، وغيرها. فلا شيء من هذه الأنشطة يضيع أو يذهب هباءً، وإنما يُخزن كله ويخدم الإنسان عندما تشيخ خلاياه. غذاء الفكر إن الاستهلاك المنتظم للأسماك والفواكه والخضراوات يُعين على الاحتفاظ بحدة الذهن وحيويته. وكان باحثون من جامعة بيتسبورج قد قاموا في هذا الصدد بتقييم أنظمة غذائية لنحو 260 متطوعاً مسناً يتمتعون بوظائف إدراكية طبيعية، وأخضعوا أدمغتهم لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم قدموا نتائج دراستهم هذه في شهر نوفمبر الماضي في جمعية علم الأشعة في أميركا الشمالية. وبعد مرور عشر سنوات، وجد الباحثون أن المسنين الذين كانوا يأكلون السمك المطبوخ أو المشوي مرةً كل أسبوع على الأقل كانت خلاياهم الدماغية أكبر وأصح في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، مقارنةً بالمسنين الذين كانوا يتناولون السمك مرات أقل. مراقبة الضغط إن الأمراض المزمنة التي تُسبب تلفاً للشرايين، وتُشوش من ثم على تدفق الدم إلى الدماغ من شأنها التأثير سلباً على سلامة الوظائف الذهنية والأداء العقلي. وهذا سبب آخر يستدعي علاج ارتفاع الكولستيرول وارتفاع ضغط الدم والسكري نوع 2 وإنقاص الوزن عند اللزوم. النوم الكافي من أبرز فوائد النوم أنه يُساعد على ترسيخ الذكريات وتخزينها وتنظيمها بدقة في ملفاتها بالدماغ ليسهل استرجاعها واستخدامها عند الحاجة. ليس من الغرابة إذن أن يجد العلم أن من يحظون بقسط كاف من النوم يتميزون عن غيرهم بالتفكير بوضوح وسرعة البديهة عبر الاستجابة السريعة لأي موقف. أما عدم منحنا الوقت الكافي لراحة الجفون، فإن نتيجته المباشرة تكون إعاقة قدرتنا على التذكر والتفكير المنطقي. ولذلك يتوجب على من يعاني من الأرق أو أحد اضطرابات النوم أن يتخذ كل ما يلزم لمواجهة هذه الآفة عبر سلسلة خطوات مثل جعل غرفة النوم هادئةً ومطفأة الأنوار، والامتناع عن شرب الكحول والكافيين والتدخين، وتجنب ممارسة الرياضة في المساء، وإيقاف تشغيل جهاز التلفاز وجميع المُلْهيات التكنولوجية بضع ساعات قبل التوجه لغرفة النوم، وليس قبلها مباشرةً كما يفعل غالبية الناس. تقليل التوتر إن التوتر يدفع جسم المصاب به إلى إفراز هرمونات لها آثار عديدة من بينها إضعاف الذاكرة وإتلاف بعض خلايا الدماغ. ولذلك ينصح خبراء الرعاية الصحية الإنسان بالابتعاد عن مسببات التوتر، والحرص عند التعرض له على القيام ببعض الأنشطة المخففة لآثاره مثل ممارسة اليوجا لمدة 12 دقيقة على الأقل كل يوم. إذ أظهرت دراسة سبق نشرها سنة 2010 في مجلة «مرض الزهايمر» أن ممارسة رياضات تفريغ التوتر وشحنات الطاقة السلبية التي تتراكم في جسم الإنسان تساعد على تحسين الوظائف الإدراكية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الذاكرة. ومن بين وسائل تفريغ التوتر التي يُجمع عليها خبراء الرعاية الصحية المواظبة على تمارين الآيروبيك، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، وممارسة التأمل، والصلاة، والكتابة. التدخين والكحول لا داعي للتذكير بأن التدخين يزيد مخاطر الإصابة باضطرابات الذاكرة عند الشيخوخة، لكن الإقلاع عنه في أي مرحلة عمرية من شأنه كبح هذه المخاطر. وفي أبريل من السنة الماضية، نشر باحثون في مجلة «نورو إيمج» نتائج دراسة أشركوا فيها مجموعةً من المسنين الذين أقلعوا عن التدخين منذ مدة، ومجموعةً أخرى من المسنين الذين لم يسبق لهم التدخين قط، فيما دعوا مجموعةً ثالثةً من المدخنين أن يلتحقوا ببرنامج للإقلاع عن التدخين مدته 12 أسبوعاً. وبعد مرور سنتين، وجد الباحثون أن معدل تراجع الوظائف الإدراكية للمسنين الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين كان مماثلاً للمشاركين المسنين الذين لم يسبق لهم التدخين قط، لكنه كان أكبر لدى أولئك الذين عجزوا عن مفارقة السيجارة. ويُشير الباحثون أيضاً إلى أن المشروبات الكحولية تُعد من أكثر المواد المدمرة للذاكرة، فشرب الكحول بمختلف أنواعه يُضعف قوة الذاكرة عبر تغيير تركيبة العناصر الكيميائية في الدماغ والتسبب في نقص عدد من الفيتامينات من قبيل الفيتامين «بي 1». وقد أظهرت دراسات عديدة أن شرب الكحول من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انكماش الدماغ، المؤدي بدوره إلى اضطراب الوظائف الذهنية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الشيخوخة. هشام أحناش عن «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©