الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بالهول: الابتكار يفتح أبواب المستقبل

بالهول: الابتكار يفتح أبواب المستقبل
31 ديسمبر 2015 22:12
أبوظبي (الاتحاد) يشهد العالم تغيرات متسارعة وتطورات مستمرة على كافة الأصعدة، بما فيها قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وهو ما جعل الأفكار الجديدة والابتكار والاستثمار في التقنيات الحديثة أمر لا بدّ منه للمحافظة على الموارد وتحقيق التنوع في مزيج الطاقة والحد من تبعات وآثار تغير المناخ. وعندما أعلنت الحكومة الإماراتية أن عام 2015 سيكون «عام الابتكار»، ضاعفت «مصدر» (مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة) جهودها لتطوير منظومة الابتكار خدمة للامارات بشكل خاص وللمجتمع الدولي بشكل عام. وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، في هذا الصدد «لقد أثبتت مصدر أن الابتكار هو الوسيلة المناسبة التي تمكّننا من فتح أبواب مستقبل الاستدامة، سواء كان ذلك عبر سعيها إلى تسخير الطاقة المتجددة لتحلية مياه البحر، أو جهودها لالتقاط انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وحقنها في آبار النفط الإماراتية»، واستخدامها وسائل نقل كهربائية رائدة من دون سائق». تحسين الوسائل وبالنسبة لـ«مصدر»، لا يكمن الابتكار في اختراع شيء أو وسيلة جديدة لم تكن موجودة من قبل وحسب، بل يكمن أيضاً في تحسين الوسائل والتقنيات الموجودة أصلاً، بالخروج عن قيود التفكير التقليدي. فعلى سبيل المثال، أطلقت «مصدر» برنامجاً تجريبياً لتحلية مياه البحر يهدف إلى تحقيق خفض كبير في الطاقة المستخدمة لتحلية المياه. وقدم المشروع 4 حلول ناجعة لتقنيات تحلية مياه البحر تعمل بالطاقة المتجددة وتتميز بكفاءتها، لتساهم في نقل قطاع تحلية المياه إلى نموذج أكثر استدامة يمكن تطبيقه واستخدامه على نطاق عالمي. ومن الأمثلة الأخرى على التطبيقات العملية لطرق التفكير الإبداعي، يأتي إطلاق شركة «الريادة»، أول شركة في الشرق الأوسط تركز على استكشاف وتطوير المشروعات التجارية الخاصة بالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه. وساهمت «مصدر» في تنفيذه بالتعاون مع شركتي بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» و«حديد الإمارات». وتتضمن أهداف المشروع بعيدة المدى بناء شبكة وطنية لالتقاط الكربون من مصانع ومشروعات توليد الطاقة والصناعة، واستخدام الكربون الملتقط لتحسين عملية استخراج النفط. وتشمل فوائد إعادة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون عوضاً عن استخدام الغاز الطبيعي للحقن، ضمان تخزين ثاني أكسيد الكربون على المدى البعيد، والحفاظ على الغاز الطبيعي النظيف لاستخدامه لتوليد الطاقة أو لوسائل النقل العامة. تطوير تقنيات الطاقة الشمسية علاوة على ما سبق، يعتبر «مركز مصدر للطاقة الشمسية» من بين المشروعات الرائدة التي أطلقتها «مصدر» لدعم مسيرة الابتكار في الدولة من خلال تسريع عملية تطوير تقنيات الطاقة الشمسية التي تتناسب مع المناخ الصحراوي. وهو المركز المستقل الأول من نوعه في المنطقة الذي يهدف إلى اختبار تقنيات الطاقة الشمسية عالية الجودة وإجراء عمليات البحوث والتطوير. وأصبحت الإمارات تتمتع بأنها وجهة رائدة للطاقة الشمسية، بعد أن وفر «مركز مصدر للطاقة الشمسية» أساساً صلباً لإجراء البحوث في قطاع الطاقة الشمسية العالمي، إضافة إلى إمكانية تطوير منتجات جديدة والتعاون مع شركات محلية وعالمية في هذا الخصوص. على صعيد آخر، تعتبر «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي» المبادرة الأولى من نوعها في المنطقة التي تهدف إلى مساعدة أصحاب الأفكار المبتكرة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة. وقد أتت هذه المبادرة كثمرة للتعاون بين كل من «مصدر» وشركة «بي بي» ومعهد «مصدر». وتتلقى «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي» تمويلاً بقيمة 5 ملايين دولار من شركة «بي بي»، وتسعى إلى دعم المبتكرين في قطاعات الطاقة والمياه والطاقة النظيفة من خلال توفير التمويل والتدريب والإشراف وبيئة العمل المناسبة. منصة مثالية للشركات وتعليقاً على المكانة المميزة لمبادرة «وحدة دعم الابتكار التكنولوجي»، قال الدكتور أحمد عبدالله بالهول «لقد تحولت مصدر منذ إنشائها قبل 9 أعوام من مجرد فكرة جريئة إلى شركة طاقة متجددة ناجحة تجارياً. ونحن نطمح إلى الاستفادة من خبراتنا وبنيتنا التحتية المميزة وأصولنا المتوفرة في مدينة مصدر لتكوين منصة مثالية للشركات الناشئة التي تملك أفكاراً ورؤى طموحة وجريئة في مجالات التقنيات المستدامة لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع تجارية على أرض الواقع». من ناحيته، يعد مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» مثالاً آخراً على جهود الابتكار، خاصة أن هذا المقر الذي تم افتتاحه في شهر يونيو 2015 يعتبر المبنى الأكثر استدامة في دولة الإمارات. ويقع مقر «آيرينا» في مدينة مصدر، وسيستخدم المبنى 42% طاقة أقل مقارنة بمعايير كفاءة الطاقة المتبعة عالمياً. ومن المتوقع كذلك أن يستخدم المبنى 50% كمية أقل من المياه، و64% طاقة أقل مقارنة بالمباني التجارية الأخرى في أبوظبي. وقال الدكتور أحمد عبدالله بالهول في هذا الصدد «لا شك في أن مقر آيرينا مثال عملي على مساهمة الابتكار وطرق التفكير الجديدة في دفع وتيرة الاستدامة. كما يعد برهاناً حياً على إمكانية تحقيق الاستدامة باستخدام المعارف والتقنيات المتاحة لنا حالياً. وسيتم عرض العديد من الأمثلة المبتكرة المماثلة خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة المقبل». وأشار بالهول إلى أن دورة عام 2016 من أسبوع أبوظبي للاستدامة تحمل أهمية خاصة نظراً إلى أنها الفعالية الأولى لقادة الفكر وصنّاع القرار والمستثمرين التي تمكّنهم من مناقشة تحديات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة عقب نجاح مؤتمر باريس للمناخ في الوصول إلى اتفاقية بشأن تغير المناخ. وقال بالهول في هذا الشأن «لا يعني انتهاء عام الابتكار أن الجهود الرامية إلى دفع وتيرة الابتكار ستتوقف، بل على العكس تماماً، إذ ستتواصل هذه الجهود طوال العام وكل عام في مصدر. وفي ضوء الاتفاقية الدولية حول تغير المناخ والتي تم التوصل إليها في مؤتمر باريس للمناخ، يتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بمضاعفة جهوده لتحقيق الابتكار والتصدي لتحديات الطاقة والاستدامة». أسبوع أبوظبي للاستدامة وتعليقاً على أسبوع أبوظبي للاستدامة، قال بالهول: «كونه التجمع الأكبر من نوعه حول الاستدامة في المنطقة، يلعب أسبوع أبوظبي للاستدامة دوراً هاماً في تشجيع الحوارات الدولية والخطوات العملية في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة. كما أن تبادل المعلومات والمعارف خلال الفعالية سيساعد على الخروج بحلول مناسبة للتحديات التي ستواجهها دول العالم خلال الأعوام القادمة». ويرى أن إعلان الحكومة الإماراتية أن عام 2016 سيكون «عام القراءة» هو أمر في غاية الأهمية وسيسهم في تحفيز الفكر الإبداعي والابتكار في المستقبل. ويعلق بالهول قائلاً «لا تتولد المعرفة من دون قراءة، ولا يتولد الابتكار من دون المعرفة، ولن يكون هناك أي تطور من دون الابتكار. لذا ومع دخولنا عام القراءة، ستواصل مصدر جهودها لتكون المنصة التي يختارها الجميع لاكتساب المزيد من المعارف حول الاستدامة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©