الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربية الأبناء تقتضي تحمل ثماني مسؤوليات

تربية الأبناء تقتضي تحمل ثماني مسؤوليات
29 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - تعتبر الأسرة الخلية الأولى في تكوين المجتمعات، وهي ركن أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية لبناء شخصية الأطفال، ولها دور حاسم في توجيه سلوك الأبناء ورعايتهم من كافة الجوانب، هذا ما جاء في كتيب «مسؤولية الأسرة نحو أبنائها»، الصادر عن إدارة حقوق الإنسان بالتنسيق مع مركز رعاية الأحداث، ووزارة الداخلية. وركز الكتيب على أن مرحلة الطفولة والمراهقة يتوقف عليها بناء شخصياتهم وتحديد أنماط سلوكهم مستقبلاً، حيث يتميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى بحاجته إلى الرعاية والاهتمام في مرحلة الطفولة، إذ لا يمكن أن يستمر بدون تلبية حاجاته الأساسية، من قبل المحيطين به، إضافة إلى حاجاته الاجتماعية والنفسية. ومن الصعوبة أن تنمو وتتطور شخصية الطفل وتسير في السلوك السوي إذا تعرض في مرحلة مبكرة من العمر إلى الإهمال والإساءة وسوء الرعاية، وفي الأسرة تتشكل شخصية الطفل ويكتسب قيمه، وتتجدد تصرفاته، ويتعرف على عادات مجتمعية ولغته. كما جاء فيه «نسعى من خلال هذه المطبوعة إلى مناقشة مسؤولية الأسرة نحو رعاية الأبناء وتربيتهم التربية الاجتماعية والنفسية السليمة، وإرشادهم وتوجيههم الديني القويم، إضافة إلى توضيح أفضل الأساليب التربوية في مساعدة الأبناء على الابتعاد على السلوك العدواني». وطعم الكتب بالأدلة العلمية والبراهين الدينية التي تؤكد دور الأهل في حياة أولادهم، وشمل الكتاب عدة أقسام كانت عبارة عن عدة مسؤوليات كان منها المسؤولية الدينية، حيث جاء في هذا القسم أن التربية الإيمانية هي التي تعدل السلوك المنحرف، وتهذب النفس الإنسانية، وتتمثل هذه المسؤولية نحو الأبناء في غرس المبادئ الرئيسة القائمة على قيم إسلامية صحيحة تسهم في تقوية الصلة بين العبد وربه بما يُنمي الوازع الديني ليكون حصناً منيعاً من الانحراف. وفي قسم «المسؤولية الاجتماعية» ورد أن «ترتكز المسؤولية الاجتماعية للأسرة نحو الأبناء على إكساب الطفل معايير السلوك الحسن، حيث ينشأ الفرد في بيئة ثقافية زاخرة بالعادات والتقاليد والقيم والمعتقدات، والتي تعمل على تشكيل عاداته وسلوكياته وقيمه الاجتماعية بما يتفق مع طبيعة المجتمع، والقدرة على التكيف الاجتماعي». أما المسؤولية الثالثة فركزت على الجانب النفسي وجاء فيها «للأسرة دور بارز في تعليم أبنائها أساليب سلوكية ودوافع وقيم اتجاهات يرضى عنها المجتمع ويتقبلها، إضافة إلى أن عليها واجبات في عملية التشكيل والتغيير التي يتعرض لها الأطفال في تفاعلهم مع الأفراد والجماعات وصولاً بهم إلى مكانة بين الناضجين في المجتمع بقيمهم واتجاهاتهم ومعاييرهم وتقاليدهم». وشكلت المسؤولية التربوية المسؤولية الرابعة، وفيها ورد «أسلوب التربية الذي يسير عليه الآباء ووسائله من العناصر المهمة في توجيه الأبناء ليتعلموا التمييز بين ما هو خطأ أو صواب، ويدركوا كذلك نتائج الأنواع المتعددة من السلوك، ولذلك يعتبر القصور في التربية الأسرية، عاملاً مهماً في جنوح الأحداث. كما تعد عملية التربية ذات أثر فعال في حماية ووقاية الأبناء لما يترتب عليها من اكتساب الشخص لمعايير وقيم المجتمع الإيجابية وتكوين الضبط الاجتماعي والنفسي له، بالإضافة لترابط الأسرة مع وجود حوار وتواصل بين الآباء والأبناء وتوفير الإحساس بالأمن والطمأنينة لدى الأبناء». وخامساً كانت المسؤولية الصحية وجاء فيها «تمتع الأبناء بصحة جيدة وجسم يفيض بالحيوية والنشاط يعد من الأمور التي تدخل السرور إلى قلوب الوالدين، ودوام ذلك مرتبط بمحافظة الوالدين على صحة أبنائهم، وصحة الطفل في المفهوم العالمي تشمل صحته البدنية، والعاطفية، والعقلية، والاجتماعية، والبيئة الأسرية منذ ولادته وحتى نهاية سن المراهقة إلى أن يبلغ سن الرشد». أما سادساً فتحدث الكتيب عن حماية الأبناء من النزعة العدوانية. في هذا الإطار ورد «يعد السلوك العدواني سلوكاً منحرفاً لاعتماده على الإيذاء، وقد يكون لفظياً وجسمياً، كما يصاحب السلوك العدواني انفعالات سلبية ومظاهر عدوانية. وتمثل علاقة الآباء بالأبناء التي تتسم بالتوتر والعداء وعدم الاتزان بيئة مناسبة لاتجاه الأبناء نحو السلوك العدواني». في حين تحدث في القسم السابع الذي جاء بعنوان «كيف نحمي أبناءنا من رفقاء السوء» عن أن هناك علاقة بين ارتكاب الأبناء للسلوك المنحرف وبين ارتكاب أصدقائهم المقربين لذلك النمط من السلوك، وعلى الأسرة أن تدرك خطورة أصدقاء السوء على أبنائها، لكي تقوم بمساعدتهم على انتقاء أصدقائهم والإشراف والمتابعة لأنشطتهم. وشكلت المحافظة على البيئة من التلوث المسؤولية الثامنة، التي تناولها الكتاب، حيث بأن على كل أسرة تبحث لأبنائها المستقبل أن تغرس في نفوسهم قيم المحافظة على البيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©