الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأزهر يرفض الهجوم على الخطاب الديني

الأزهر يرفض الهجوم على الخطاب الديني
30 ابريل 2015 22:57
حسام محمد (القاهرة) طالب علماء الدين، المشاركون في الندوة التحضيرية لمؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي، بضرورة مشاركة علماء الإسلام من بلاد العالم كافة في المؤتمر الذي يعقده الأزهر خلال الشهر المقبل، من أجل وضع وثيقة تحدد المعنى الحقيقي لمفاهيم، مثل: الجهاد والخلافة والإرهاب والحاكمية، وغيرها من المفاهيم التي يستبيح بسببها الإرهابيون دماء الناس. وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته في بداية الندوة: «إنه سيعمل على التواصل مع كل المجامع الفقهية في شتى ربوع العالم الإسلامي، وتحديداً رؤساء تلك المجامع، وأنه سيطالب علماء الإسلام من كل دول العالم العربي والإسلامي بالمشاركة في المؤتمر، من أجل وضع إحصاء واضح بأهم المفاهيم التي يجب وضع تعريف إسلامي وسطي لها، لقطع الطريق على ترويج الجماعات الإرهابية لتعاريف تحث على العنف والإرهاب بالمخالفة للمعنى الإسلامي لها، في ظل غياب تعريف يقوم به علماء الأمة الحاليون». التعريف الحقيقي وأضاف الطيب: «إن العالم كله وليس العالم الإسلامي فحسب ينتظر من المجامع الفقهية، ومن علماء الأمة، تقديم ذلك التعريف الإسلامي الحقيقي لمفاهيم الخلافة والجهاد، بسبب انتشار تلك المصطلحات حول العالم، وتحكمها في فكر الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وعلى الرغم من أن تلك المفاهيم تمت مناقشتها طوال القرون الماضية، إلا أن الحاجة أصبحت ماسة لصدور وثيقة تجمع كل علماء الإسلام من كل أنحاء العالم حتى تكون ملزمة للجميع، ونعلن خلالها كعلماء براءة الإسلام من تلك الجماعات الإرهابية، وخطأ الربط بين ما يروجه الإرهابيون في (داعش) وغيرها وبين المفاهيم الإسلامية الصحيحة». وأشار إلى أن الوقت لا يحتاج لاعتذار أي مؤسسة دينية، ومن لا يستطيع الحضور عليه إعلان موافقته على التوقيع على تلك الوثيقة، لأن الأمر في تلك الظروف التي يعيشها المسلمون يحتاج لاجتهاد جماعي وليس مؤسسة، لأن تشتت المؤسسات الدينية الإسلامية وعمل كل مؤسسة بمفردها بعيداً عن الأخرى أدى لظهور تلك الجماعات الإرهابية وترويجها لأفكار ما أنزل الله بها من سلطان. غموض والتباس وأضاف شيخ الأزهر: «إن تجديد الفكر الديني يزداد غموضاً والتباساً من كثرة ما تناولته وسائل الإعلام بغير إعداد علمي كافٍ لبيان مفهوم التجديد، وهو ما جعل بعض أصوات العلمانيين المتطرفين تنادي بإلغاء الخطاب الديني أو اعتباره جزءاً من الأزمة، وهي أصوات تحمل في طياتها تحويل مؤسسة الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ». وقال شيخ الأزهر: «إن ماكينة التكفير والإقصاء والجدل الكريه لم تترك للعلماء فرصة للانكباب على ترسيخ ثقافة تدفع بأوطانهم إلى مكانة لائقة». القيادات السياسية و قال المفكر الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبو المجد: «إن القيادات السياسية في العالم العربي لديها استعداد قوي لخدمة قضية التجديد في الفكر الإسلامي، وعلى العلماء فقط أن يطرحوا رؤاهم تلك على القيادة السياسية في بلادهم، لأن مشكلة أوطاننا اليوم أننا كعلماء نتراجع في أحيان كثيرة عن التواصل مع قياداتنا، وهو ما أوجد حالة من البعد بين الرؤية السياسية والرؤية الدينية لمختلف القضايا الحياتية التي تواجهنا». وأشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على سبيل المثال، لديه أفكار جيدة بخصوص قضية التجديد في الفكر الإسلامي، ولكن غياب العلماء عن الدائرة الضيقة التي تحيط به منعت وصول تلك الأفكار للمؤسسة الدينية، لهذا فعلى العلماء العمل بشكل دؤوب ليكونوا ضمن الدوائر الاستشارية للحكام العرب والمسلمين. شقا الرحى وأكد أبو المجد أن مشكلة عامة المسلمين اليوم هي أنهم يقعون بين شقي الرحى، فهم إما ضحايا لمتطرفين ومتشددين يروجون لهم الشاق من الدين على أن هذا هو التدين الحقيقي، وإما ضحايا للعلمانية المفرطة التي تروج لهم أن الدين عبء عليهم، وأن التحرر من الأفكار الدينية هو الوسيلة الوحيدة للحياة برفاهية وترف، وهكذا، وفي ظل غياب الرؤية العلمية الشرعية وقف عامة المسلمين حيارى لا يعرفون أي فكر يتبعون، فيجب على العلماء تغيير الصورة النمطية للمتدين المتجهم، والتأكيد للناس على أن الدين يعني الوسطية في كل شيء، وأن الداعية ليس حاكماً على الناس، ويجب علينا التوقف عن الترويج للإسلام كدين لا يضحك أصحابه، بل هم دائماً متجهمون. وأضاف أبو المجد: «الأمة تحتاج اليوم لأبنائها كافة، فالعلماء يقع عليهم عبء الاجتهاد في مجال الأحكام الشرعية الصحيحة». التقدم المنشود الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري الأسبق، أكد من جانبه أن الجمود الفكري تسبب في تأخر الأمة حضارياً، ولهذا فلابد من تضافر جهود عقلاء الأمة، ومواجهة قوى التطرف، والإرهاب، والجمود الفكري، حتى يتحقق للمسلمين التقدم المنشود، ولابد أن يعي الجميع أن التطور الفكري لا يعني إلغاء الثوابت أو النيل من التراث الإسلامي، ولكن المطلوب هو تنقية ذلك التراث، والعمل على دفع العقل العربي للتفكير والإبداع على المستويات كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©