الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

المشركون لا يؤمنون بالله ويقسمون به

30 ابريل 2015 22:45
أحمد محمد (القاهرة) كان لرجل من المسلمين دين على مشرك فتقاضاه، وكان في بعض كلامه، والذي أرجوه بعد الموت إنه لكذا، فأقسم المشرك بالله لا يبعث الله من يموت، فأنزل الله: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، «سور النحل: الآية 38». الحياة الثانية قال محمد الطاهر ابن عاشور في «التحرير والتنوير»، هذا انتقال لحكاية مقالة أخرى من شنيع مقالاتهم في كفرهم، واستدلال من أدلة تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به إظهار لدعوته في مظهر المحال، وذلك إنكارهم الحياة الثانية والبعث بعد الموت، والقسم على نفي البعث أرادوا به الدلالة على يقينهم بانتفائه، كأنما أيقنوا بذلك فأقسموا عليه، لأنهم توهموا أن سلامة الأجسام شرط لقبولها الحياة، وقد رأوا أجساد الموتى معرضة للاضمحلال فكيف تعاد كما كانت. و«بلى»، أي بل يبعثهم الله، وشبه الوعد الذي وعده الله بمحض إرادته واختياره بالحق الواجب عليه، و«حقاً»، هنا بمعنى الصدق الذي لا يتخلف، والمراد بأكثر الناس، المشركون، وهم يومئذ أكثر الناس، وأنهم لا يعلمون كيفية ذلك فيقيمون من الاستبعاد دليل استحالة حصول البعث بعد الفناء. تغليظ اليمين وقال القرطبي، وأقسموا بالله جهد أيمانهم، هذا تعجيب من صنعهم، إذ أقسموا بالله وبالغوا في تغليظ اليمين بأن الله لا يبعث من يموت، ووجه التعجيب أنهم يظهرون تعظيم الله فيقسمون به ثم يعجزونه عن بعث الأموات. وقوله «يبعثهم» يدل على الوعد، أي وعد البعث وعداً حقاً، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنهم مبعوثون. وفي البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله - تعالى - كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي فقوله لن يعيدني كما بدأني وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد». وقال ابن كثير، يقول تعالى مخبراً عن المشركين أنهم حلفوا فأقسموا بالله جهد أيمانهم، أي اجتهدوا في الحلف وغلظوا الأيمان على أنه لا يبعث الله من يموت، استبعدوا ذلك، فكذبوا الرسل في إخبارهم لهم به، وحلفوا على نقيضه، فقال تعالى مكذباً لهم ورداً عليهم بلى سيكون، وعداً عليه حقاً لا بد منه، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فلجهلهم يخالفون الرسل ويقعون في الكفر. وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين في أيمانهم وأقسامهم، ولهذا يدعون يوم القيامة إلى نار جهنم دعا، وتقول لهم الزبانية: (هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، «سورة الطور: الآيات 14 - 16». وعد مؤكد وقال الشنقيطي في «أضواء البيان»، ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار حلفوا جهد أيمانهم، واجتهدوا في الحلف وغلظوا الأيمان على أن الله لا يبعث من يموت، وكذبهم الله في ذلك بقوله، بلى وعداً عليه حقاً، وكرر في آيات كثيرة هذا المعنى من إنكارهم للبعث وتكذيبه لهم في ذلك، كقوله: «زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن»، وقوله: «فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة». وقوله بلى، نفي لنفيهم البعث، تدل على نفي قولهم لا يبعث الله من يموت، ونفي هذا النفي إثبات، معناه لتبعثن، وهذا البعث المدلول على إثباته معناه أن وعد الله مؤكد له.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©