باركليز البريطاني يدير عملياته في الأسواق الناشئة انطلاقاً من الدولة

كشف مسؤول بارز في بنك باركليز البريطاني عن اختيار البنك دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مقراً لإدارة عملياته في الأسواق الناشئة التي ينشط فيها البنك حالياً وتبلغ 15 بلداً تمتد من روسيا إلى أفريقيا مروراً بدول جنوب وشرق آسيا· وأكد أحمد خضر خان الرئيس التنفيذي لبنك باركليز للأسواق الناشئة- قطاع التجزئة والتجارة العالمي أن اختيار الإمارات لتصبح مقراً لإدارة عمليات البنك في هذه الاسواق جاء بعد أن نجحت في ترسيخ مكانتها كسوق صاعدة، بحيث أصبحت واحدة من أفضل أسواق الخدمات المالية على مستوى العالم، ومركزاً مالياً للشرق الأوسط· وتوقع خان في تصريحات لـ''الاتحاد'' أن تحافظ الإمارات مثلها مثل بقية دول مجلس التعاون الخليجي على تحقيق معدلات نمو اقتصادي جيد خلال السنوات المقبلة بالرغم من تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة وذلك نتيجة نجاح سياستها في تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط· ويزاول ''باركليز'' نشاطه في الإمارات منذ ما يزيد على 30 عاماً، وبدأ من عامين تطبيق خطة لتوسيع أعماله في الدولة وذلك في إطار استراتيجيته الرامية إلى تعزيز التواصل مع الأسواق الصاعدة التي تتمتع بجاذبية كبيرة، إضافة إلى توسيع نطاق الخدمات المصرفية للأفراد· وكان باركليز قد أطلق خدمات التمويل العقاري في الإمارات في العام ،2006 وعززها بتقديم منتجات أخرى تتعلق بتمويل السيارات ومنح بطاقات الائتمان والتي ساهمت بقوة في تعزيز عائدات البنك خلال النصف الأول من 2008 بحسب التقرير النصف سنوي وأكد خان أن النمو المستدام في اقتصاد دولة الإمارات وخاصة إمارتي أبوظبي من خلال الصناديق السيادية التي أسستها حكومة أبوظبي على سبيل المثال وسياساتها الاستثمارية لبناء اقتصاد متنوع غير مبني على عوائد البترول بإمكانه تحقيق النمو المضطرد من خلال إنشاء قاعدة مالية واستثمارية ومناخ اقتصادي يدعم النمو المرجو وتحقيق مستوى معيشة مرتفع لمواطنيها،لافتا إلى أن ارتفاع حجم السيولة في دول مجلس التعاون الخليجي مكن حكوماتها من تنويع اقتصاداتها بشكل زاد الفرص أمام البنوك العالمية، لافتا إلى إن قطر هي أحد النماذج الأخرى التي بدأنا العمل فيها من خلال المنطقة الحرة، ثم انطلقنا إلى داخل البلاد· ولفت خان إلى أن البنك حقق معدلات نمو سريعة في قطاع التجزئة والقطاع التجاري بعد التوسع في عملياته في دبي وأبوظبي متوقعا أن يستمر التوسع للوصول إلى الشارقة وبقية الإمارات، إلى جانب التوسع في بقية دول مجلس التعاون الخليجي· واعتبر خان أن الأزمة المالية العالمية الحالية أثرت سلبا على الاقتصادات الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة، بقدر ما أظهرت فرصا في الأسواق الصاعدة التي كان الأقل تأثرا، وهذا ما يؤكد نجاح استراتيجية باركليز في التركيز على الأسواق الناشئة والتي كان أحدثها دخول السوق الاندونيسي من خلال الاستحواذ على اكيتا الاندونيسي والذي يمتلك عشرة أفرع في المدن الرئيسية في أندونيسيا· وأوضح خان أن الأشهر الأخيرة شهدت توسعات ضخمة لبنك باركليز في الأسواق الصاعدة والتي بلغت حتى الآن خمسة عشر سوقا تغطي الشرق الأوسط وإفريقيا وروسيا وباكستان والهند وآسيا باسيفك، الأمر الذي ضاعف عدد فروع البنك في هذه البلدان من 321 فرعا ومركزا للمبيعات إلى 871 فرعا في نهاية العام الماضي وأكثر من 890 جهاز سحب آلي· ولفت خان إلى أن التوسع في تقدم خدمات التجزئة المصرفية والتي يقوم عليها عمل باركليز في فروع البنك المختلفة شمل كروت الائتمان والأنشطة العقارية في بعض الأسواق وقروض السيارات والقروض الشخصية، مشيراً إلى أن هذا هو السوق الشامل الذي يسعى البنك للوصول إليه لتقديم العديد من الخدمات المالية لأكبر عدد ممكن من العملاء، ثم يأتي النشاط التجاري والمعني بالتداولات التجارية والنقدية· وأكد خان أن استراتيجية البنك في دخول الأسواق الصاعدة تعتمد على حجم هذه الأسواق وإمكانياتها الاقتصادية وعدد سكانها وناتجها القومي إلى جانب التشريعات والقوانين المعمول بها هناك، لافتاً إلى أن باركليز ينظر إلى الدول التى يتواجد بها على أنها تتمتع بنمو جيد في إجمالي الناتج المحلي وتحقق أسواقها ثروات جيدة وتحتاج لهذه المنتجات المالية كما تتمتع بتعداد سكاني مرتفع· وأضاف: ''إننا نضع معايير محددة في الاعتبار قبل دخول السوق ويشمل أيضاً معدل نمو إجمالي الناتج القومي كما يشمل أيضاً كيفية تنمية الثروات في الدولة ومتطلبات العملاء وأهم ما نركز عليه هو القدرات الإدارية المتوافرة في السوق المحلية''· وحول الأزمة المالية التى تواجه أهم وأكبر المؤسسات المالية في العالم ومتى يتوقع أن تنتهي أكد خان أن التساؤل ليس عن الوقت الذي ستنتهي فيه تلك الأزمة، بل هل ستنجح المؤسسات في تطوير الأنشطة والمحافظ الائتمانية والاستثمارية في ظل وجود تلك الأزمة· وأشار إلى انه وبالنسبة لبنك باركليز، فقد حقق بالفعل العديد من الإنجازات سواء من حيث التجزئة المصرفية أو الخدمات التجارية أو حتى الاستثمار البنكي، ليكون بذلك الأقل تأثراً بتلك الأزمة، إن نشاطنا الرئيسي قوي للغاية، مما يعطينا ميزة فريدة في ظل هذا الوقت العصيب· وشدد خان على أن الأسواق الناشئة هي أحد أهم الأسواق التي يرى فيها بنك باركليز فرصاً هائلة، وذلك بدعم من مجموعة باركليز والإدارة العليا في لندن، فقد أعلن الرئيس التنفيذي للمجموعة أنه يعتزم التوسع في منطقة دول الشرق الأوسط ومنها دول آسيا المطلة على المحيط الهادىء وروسيا والشرق الأوسط وشرق لندن، وقد أكد مساهمو البنك ومجالس الإدارة دعمهم الكامل، لذا فإننا نرى في ذلك الاتجاه مجرد بداية، لأننا كما رأيتم قد بدأنا بالفعل تحقيق الكثير من الإنجازات في الهند والشرق الأوسط، وباكستان وروسيا ومصر والإمارات، كما أننا من أكبر البنوك العاملة في منطقة جنوب الصحراء الأفريقي·