الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شكري سرحان أفضل ممثل عربي في القرن العشرين

شكري سرحان أفضل ممثل عربي في القرن العشرين
29 ابريل 2012
مرت الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الفنان شكري سرحان في هدوء لم يقطعه إلا بعض المقالات أو التنويهات التي تناثرت هنا أو هناك عن ذكراه، ورغم أن العديد من الفضائيات السينمائية عرضت بعضاً من أفلامه، إلا أنها كانت موضوعة سلفاً ضمن خرائطها البرامجية. ويعد الراحل من أعظم ممثلي السينما العربية، حيث استطاع بمهارة شهد لها الجميع أن يقدم مختلف الشخصيات، ومنها الفتى الوسيم والمتمرد والخائن والسجين الهارب والمغلوب على أمره وغيرها، في العديد من أعماله التي تنوعت بين الدينية والتاريخية والوطنية والاجتماعية والرومانسية والكوميدية والاستعراضية. سعيد ياسين (القاهرة) - أختير شكري سرحان كأفضل ممثل في القرن العشرين متفوقاً على أبناء جيله من أمثال عمر الشريف وأحمد مظهر ويحيى شاهين ومحمود مرسي ورشدي أباظة وعماد حمدي، أو الأجيال التالية له ومنهم أحمد زكي ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز، باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما بعدد 15 فيلماً بين بطولة مطلقة وجماعية. الذوبان في الشخصية وامتلك شكري قدرة هائلة على التقمص والذوبان في الشخصية التي يجسدها، ومرونة لا نهائية في التعامل مع مدارس إخراجية مختلفة منها يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ وتوفيق صالح وعز الدين ذو الفقار وحسين كمال وبركات، وحالفه التوفيق في التعاون مع كبار الكتاب من أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف ادريس وعبدالحميد جودة السحار. ويرى كثيرون أن شكري سرحان عاش ومات مظلوماً ولم يحظ بالاهتمام الاعلامي مقارنة بأفلامه العظيمة، ويرجع من عاصروه ابتعاده عن الأضواء الى تدينه الفطري وطبيعته الريفية وأخلاقه النبيلة وتواضعه الشديد، وإخلاصه لمهنته، واكتفائه بعدما بلغ الخمسين من عمره بالمسلسلات الاجتماعية والدينية. أدوار صغيرة ولد محمد شكري الحسيني سرحان في إحدى قرى محافظة الشرقية في 13 مارس 1925، وكان الأخ الأوسط لشقيقين عملا في التمثيل الأكبر صلاح الذي ابتعد سريعاً بعدما قدم شخصية الأخ الشرير في فيلم «الشموع السوداء» مع نجاة وصالح سليم، والأصغر سامي سرحان الذي اشتهر بأدواره الثانوية. وعشق شكري الرياضة في صغره حيث كان يهوى الملاكمة والمصارعة وكرة القدم، وانتقل في صباه مع أسرته الى حي الحلمية في القاهرة، واستهواه الفن أثناء دراسته في مدرسة الإبراهيمية، وقرر لاحقاً دراسته في معهد التمثيل الذي تخرج فيه عام 1947، وكان الأول على دفعته التي ضمت فريد شوقي وصلاح منصور ونبيل الألفي وعبد الرحيم الزرقاني. وبدأ مشواره الفني أثناء دراسته في المعهد، حيث شارك بأدوار صغيرة في أفلام «جنة ونار» و«نادية» و«اوعى المحفظة» و«كرسي الاعتراف» الى أن أسند إليه المخرج حسين فوزي عام 1949 دور البطولة في فيلم « لهاليبو» أمام نعيمة عاكف. تغيير جلده وفي عام 1951 منحه المخرج يوسف شاهين فرصة كبيرة لتغيير جلده الفني من خلال فيلم «ابن النيل» أمام فاتن حمامة الذي يعد أول أفلامه المهمة، وانتقل بعده لصفوف الكبار، حيث أصبح فتى الشاشة الأول والبطل المطلق أمام أعظم ممثلات عصره ومنهن فاتن حمامة وسعاد حسني وشادية وتحية كاريوكا وماجدة ومديحة يسرى، وظل خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بمثابة فرس الرهان لجميع المخرجين الكبار بلا استثناء. ومثلما برع شكري في تجسيد شخصية الفلاح في «ابن النيل» و«الزوجة الثانية» الذي يعد من أجمل كلاسيكيات السينما المصرية وأكثرها تجسيداً للبيئة الريفية بمصداقية عالية و«شباب امرأة» الذي مثل مصر في العديد من المهرجانات العالمية، و«النداهة»، برع في نماذج أخرى منها «البوسطجي» في الفيلم الذي حمل نفس العنوان، والضابط الوطني في «رد قلبي» واللص في «اللص والكلاب» والأخ الأكبر القاسي في «عودة الابن الضال» والحبيب الكهل في «ليلة القبض على فاطمة» والطبيب العائد من الخارج في «قنديل أم هاشم» والشاب الطائش في أكثر من عمل. وقدم نحو 150 فيلماً من بينها «درب المهابيل» و«امرأة في الطريق» و«إحنا التلامذة» و«لا تطفئ الشمس» و«رنة الخلخال» و«البيوت أسرار» و«الطريق المسدود» و«وراء الشمس» و«زائر الفجر» و«شيء في صدري» و«المتمردون» و«ابن كليوباترا» و«قصة ممنوعة» و«سنوات الحب» و«سجين الليل» و«صراع الأبطال» و«السفيرة عزيزة» و«جسر الخالدين» و«المرأة المجهولة» و«أنا حرة» و«الهاربة» و«طريق الأمل» و«بورسعيد» و«شاطئ الذكريات» و«الله معنا» و«بائعة الخبز» وغيرها. وقدم العديد من المسرحيات منها «آه يا ليل يا قمر» و«ياسين ولدي» و«أولاد الشوارع» و«السيرك» و«رجال الله». أفضل ممثل كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات الاذاعية والتلفزيونية ومنها «الكعبة المشرفة» الذي جسد فيه شخصية «عبد المطلب» جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقدم شخصية عمه «أبو طالب» في مسلسل «على هامش السيرة»، والجزآن الأول والثاني من «القضاء في الاسلام» والأول والثاني من «محمد رسول الله»، و«دموع الشموع» و«ينابيع النهر» و«المشربية» و«رفاعة الطهطاوي» و«الساقية تدور». وحصل خلال مشواره على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ومنها وسام الدولة وجائزة أفضل ممثل عن أدواره في أفلام «شباب امرأة» و«اللص والكلاب» و«الزوجة الثانية» و«النداهة» و«ليلة القبض على فاطمة» وغيرها، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم «قيس وليلى» الذي قدمه عام 1960، وجسد فيه واحداً من أروع أدواره وهو شخصية الشاعر «قيس بن الملوح» الذي تيمه العشق والوجد. رد الاعتبار جاء التكريم الأهم لشكري سرحان، والذي رد له الاعتبار من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1996 عن مجمل مشواره في سباق مئوية السينما، علماً بأنه اعتزل طواعية بداية من 1991 وحتى رحيله في 19 مارس 1997، وقضى سنواته الأخيرة في التعبد وقراءة القرآن لدرجة أنه لقب بـ «عاشق القرآن» وتزوج مرتين الأولى من الراقصة المعتزلة هيرمين، والثانية من سيدة من خارج الوسط الفني هي «ناريمان عوف» التي أنجبت له ولديه «صلاح» الذي مارس الفن فترة مؤقتة قبل أن يهجره نهائياً، و»يحيى» الذي يعمل سفيراً للنوايا الحسنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©