مبيعات الأجانب تقود تراجعاً جماعياً لمؤشرات الأسهم المصرية

تراجعت مؤشرات البورصة المصرية بصورة حادة الأسبوع الماضي، تقودها حركة تسييل من قبل المستثمرين الأجانب والأفراد الذين أصابهم الفزع بسبب الخروج الجماعي للاستثمارات العربية والأجنبية· ومع بدء حركة التداول صباح الثلاثاء الماضي -بعد انتهاء اجازة عيد الفطر- قاد الأجانب حركة بيع عشوائية، متأثرين بالهلع والذعر مما يجري في بورصات العالم الغربي بسبب الأزمة المالية الراهنة التي بدأت أميركية وتحولت إلى عالمية عصفت بمعظم الأسواق· وغلب اتجاه البيع على تعاملات المستثمرين الأجانب سواء بالجنيه او بالدولار الأسبوع الماضي، فعلى صعيد التعامل بالجنيه بلغت مشتريات الأجانب 647 مليون جنيه تمثل 21 بالمئة من مشتريات السوق وبلغت مبيعاتهم ملياراً و287 مليون جنيه تمثل 42 بالمئة من المبيعات· وبلغ نصيب مشتريات الأجانب بالدولار 2,3 مليون تمثل 17 بالمئة من المشتريات، وبلغت مبيعاتهم 5,2 مليون دولار تمثل 37 بالمئة من المبيعات· ومع حركة البيع العشوائية التي شملت أكثر من 90 بالمئة من الأسهم المتداولة في البورصة المصرية، اندفع المستثمرون المحليون والعرب في حركة بيع مماثلة مما عصف بالمؤشر العام للسوق لتحدث حالة من الانهيار المفاجئ أدت إلى تراجع الأسعار 16,5 بالمئة لتخسر القيمة السوقية للأسهم المصرية نحو 54 مليار جنيه في يوم واحد· وجاء اليوم الثاني -الاربعاء- ليكمل سلسلة الخسائر ليغلق المؤشر العام على هبوط قدره 7 بالمئة في نهاية يوم التداول، رغم أن أعلى معدل للخسارة بلغ 13 بالمئة خلال منتصف التعاملات، وهكذا تراجعت السوق 23 بالمئة خلال أول يومين بعد إجازة العيد· ورغم تدخل الشركات المصدرة في نشاط السوق عبر عمليات شراء للأسهم وقيام صناديق الاستثمار التابعة للبنوك المصرية الكبرى -خاصة الحكومية- بالدخول كمشترين في البورصة، إثر اتصالات واجتماعات مع مسؤولين ماليين حكوميين، أغلق المؤشر العام للسوق بنهاية تعاملات الخميس الماضي على خسائر أسبوعية فادحة قدرها 333,2 نقطة، كما خسر مؤشر شركات الاكتتاب العام 360,7 نقطة ومؤشر شركات الاكتتاب المغلق 273 نقطة· أما مؤشر ''كاس ''30 الذي يقيس أداء الشركات الأكثر نشاطاً في السوق، فقد نزف ثلث نقاطه خلال يومين حيث تراجع في اليوم الأول بمقدار 1162 نقطة ليكسر حاجز ستة آلاف نقطة هبوطاً -بعد أن كان قد بلغ 11 ألف نقطة قبل ثلاثة أشهر فقط- ليبلغ نحو 5896,8 نقطة، وهو المستوى الأدنى في تاريخه خاصة بعد وقف التداول على كافة أسهم المؤشر حيث تجاوزت نسبة الانخفاض في سعر الأسهم أكثر من 20 بالمئة خلال جلسة واحدة· أما في اليوم الثاني، فقد خسر مؤشر ''كاس ''30 نحو 418 نقطة ليغلق على 5478,5 نقطة بعد أن بلغ صافي مبيعات الأجانب في ذلك اليوم نحو 264 مليون جنيه· ونتيجة التراجع الكبير في المؤشرات، سيطر اللون الأحمر على حركة أسعار معظم الأسهم المتداولة خلال الأسبوع المنصرم لتغلق على انخفاض كبير، وتم التداول على أسهم 177 شركة حققت من بينها 158 شركة انخفاضاً في أسعار أسهمها، بينما اقتصر الارتفاع على أسهم 8 شركات فقط، وثبتت أسعار 11 شركة· وبلغ عدد العمليات 98 ألفاً و891 عملية شملت 209 ملايين و931 ألفاً و367 ورقة مالية قيمتها السوقية ثلاثة مليارات و125 مليوناً و943 ألفاً و482 جنيهاً بمتوسط تداول يومي يزيد قليلا على مليار جنيه· وحقق سهم ''المجموعة المالية هيرمس القابضة'' أعلى قيمة تداول خلال الأسبوع الأخير ليستحوذ على 16 بالمئة بمبلغ 505 ملايين و610 آلاف و257 جنيهاً· أما أعلى كمية تداول، فقد كانت من نصيب سهم ''مجموعة طلعت مصطفى القابضة'' حيث استحوذ على 15,8 بالمئة من كمية الأسهم المتداولة، وحقق سهم ''مصر للفنادق'' أعلى ارتفاع سعري وقفز من 90,5 إلى 117,8 جنيه بزيادة 30 بالمئة، وحقق سهم ''المصرية للدواجن'' أكبر نسبة هبوط وفقد 76 بالمئة من قيمته ليتراجع من 28 إلى 6,7 جنيه· وتعرضت جميع المؤشرات القطاعية للانخفاض باستثناء قطاع تجارة الجملة والتجزئة الذي حقق ارتفاعاً لا يزيد على 2 بالمئة، وتراجع مؤشر قطاع الزراعة 75 نقطة، والتعدين 125 نقطة، والتشييد 20 نقطة والصناعات التحويلية 205 نقاط، والنقل والاتصالات 364 نقطة، والتمويل والتأمين والعقارات 722 نقطة، والخدمات 90 نقطة· وتراجعت أسعار جميع الأسهم المسجلة في قطاع الزراعة، وكان الأعلى خسارة سهم ''المصرية للدواجن'' 76 بالمئة، و''الدولية للمحاصيل الزراعية'' 27 بالمئة، و''القاهرة للدواجن'' 18 بالمئة، و''المنصورة للدواجن'' 15 بالمئة· وفي قطاع التشييد، أفلت سهم واحد فقط من دوامة الخسائر وهو سهم ''زهراء المعادي للاستثمار'' الذي ارتفع 3,9 بالمئة، بينما انخفضت أسهم ''المصرية لتطوير صناعة البناء'' 23 بالمئة، و''الجيزة العامة للمقاولات'' 22 بالمئة، و''النصر للأعمال المدنية'' 22 بالمئة، و''دلتا للانشاء والتعمير'' 21 بالمئة، و''الصعيد العامة للمقاولات'' 19 بالمئة، و''مساهمة البحيرة'' 14 بالمئة· وفي قطاع الصناعات التحويلية، جرى التداول على أسهم 71 شركة حققت من بينها 68 شركة خسارة رأسمالية، بينما حققت ثلاث شركات فقط أرباحاً لا تزيد على 3 بالمئة، وهي ''السويس للإسمنت''، و''مصر بني سويف للإسمنت'' و''إسمنت العامرية''· أما الأسهم الخاسرة، فقد كان في مقدمتها ''إسمنت طرة'' الذي فقد 58 بالمئة، و''العامة لصناعة الورق''، و''رويكس لتصنيع البلاستيك''، و''الاسكندرية للغزل''، و''اسمنت حلوان'' 25 بالمئة، و''العربية لحليج الأقطان'' 23 بالمئة، و''مطاحن مصر الوسطى'' 23 بالمئة، و''جنوب الوادي للإسمنت'' 22 بالمئة، و''النصر للملابس والمنسوجات-كابو''22 بالمئة، و''النصر لصناعة المحولات'' 21 بالمئة، و''الزيوت المستخلصة'' 21 بالمئة، و''الحديد والصلب المصرية'' 20 بالمئة، و''الشرقية للدخان'' 19 بالمئة، و''امون للادوية'' 19 بالمئة، و''كفر الزيات للمبيدات والكيماويات'' 19 بالمئة، و''النيل لحليج الأقطان'' 18 بالمئة، و''الدلتا الصناعية -ايديال'' 17 بالمئة، و''مصر للالومنيوم'' 16 بالمئة، و''مصر للزيوت والصابون'' 15 بالمئة، و''النساجون الشرقيون'' 14 بالمئة، و''غاز مصر'' 13 بالمئة، و''القومية للإسمنت'' 12بالمئة، و''سيدي كرير للبتروكيماويات''11 بالمئة، و''العز الدخيلة للصلب'' 10 بالمئة، و''مطاحن وسط الدلتا'' 9 بالمئة، و''الشرقية الوطنية للأمن الغذائي'' 8 بالمئة، و''مطاحن شرق الدلتا'' 7 بالمئة، و''بسكو مصر'' 6 بالمئة، و''المصرية لصناعة النشا'' 5 بالمئة، و''إسمنت قنا'' 4 بالمئة· وفي قطاع الاتصالات، تراجعت أسعار جميع الأسهم، وفي مقدمتها سهم ''العربية للشحن والتفريغ'' الذي تراجع 24 بالمئة، و''الاسكندرية لتداول الحاويات'' 23 بالمئة، و''المصرية للاتصالات'' 20 بالمئة، و''المصرية لخدمات النقل'' 16 بالمئة، و''المصرية لخدمات التليفون المحمول -موبينيل'' 2 بالمئة·