الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

التوحد أصبح ثروة في قطاع الإلكترونيات

3 سبتمبر 2016 14:58
قد لا يكون كوري ويس ماهراً في التعامل مع المجتمع، لكن تركيزه على التفاصيل يجعل منه أشبه بخبير لدى مؤسسة «مايند سبايس» الإلكترونية التي تستفيد من مقدراته ومقدرات أمثاله من المصابين بالتوحد وتؤمن لهم العمل والتقدير الاجتماعي. ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 27 عاما والذي شخصت إصابته بالتوحد منذ طفولته «أستطيع أن أرى أشياء لا يراها الآخرون، وهذا الأمر يدفعني لأدقق أكثر في التفاصيل وأكون أكثر تركيزا». وبحسب منظمة «اوتيسم» الأميركية المعنية بمرضى التوحد، فإن 1% من سكان العالم مصابون بهذا الاضطراب الذي يمكن أن يظهر بدرجات مختلفة. فالمصابون به بشكل حاد يتجنبون النظر في العيون ويقلون من الكلام، ومنهم من يحسنون الكلام لكنهم يعجزون عن فهم المعايير الاجتماعية. وتركز شركة «مايند سبارك» على النوع الثاني من غير المصابين بتأخر عقلي كبير. فاهتمام هؤلاء المرضى بالتفاصيل وقدرتهم العالية على التركيز هي ثروة في قطاع المعلوماتية، بحسب شاد هان أحد مؤسسي الشركة الناشئة. وتوظف الشركة حالياً 27 مصاباً بالتوحد كخبراء، منهم خمسة يعملون بدوام كامل، ويتقاضى البعض منهم 35 ألف دولار سنوياً، حتى إن أكثرهم مهارة يصل راتبه السنوي إلى خمسين ألف دولار. وحسنت الشركة منذ تأسيسها قبل ثلاث سنوات عملها وآلية التوظيف المتبعة، ووسعت تدريجا قائمة الشركات التي تجري لها اختبارات على أجهزتها الإلكترونية، فأصبحت القائمة تضم «فوكس نتوورك» وشركة التأمين «ليبرتي ميوتشوال». وفي الأيام القليلة الماضية بدأت تعرض خدماتها على الصعيد الدولي. ويرى شاد هان أن ما تقوم به شركته يشكل «مثالا جيدا لإحداث تغير اجتماعي» وأن الشركات التجارية يمكنها أن تنجح في أعمالها وفي تحقيق مكاسب اجتماعية في الوقت نفسه. وتقول ديزيريه كاميكا المسؤولة في «اوتيسم فاندويشن» إنه «من المهم جدا أن تنشئ شركات التكنولوجيا بيئة تلحظ احتياجات المصابين بالتوحد، فمعظمهم غير قادرين على الحصول على عمل رغم أنهم قد يرغبون بذلك». وتشير تقديرات لمجموعة «مايكروسوفت» أن 80% من المصابين بالتوحد عاطلون عن العمل رغم أن كثيرين منهم يتمتعون بمواهب خارقة في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، وهي أطلقت العام الماضي برنامجا تجريبيا لتوظيف أشخاص منهم في دوام كامل. وهي تعاونت في ذلك مع مؤسسة دنماركية متخصصة تعاونت معها أيضاً مجموعة «ساب» الألمانية العملاقة حين قررت في العام 2013 توظيف مئات المتوحدين في العالم. وإذا كانت الشركات تتكبد عناء إعداد بيئة مناسبة للمتوحدين، فإنها تحظى بالمقابل بموظفين مهرة مخلصين في عملهم يقاربون المسائل بشكل مختلف عن باقي زملائهم. وتقول يان جونستون تايلر مؤسسة شركة «ايفوليبري» الاستشارية التي تساعد المتوحدين «لدينا أشخاص أكفاء في الوقت الذي يشكو قطاع التكنولوجيا الأميركي في سيليكون فالي من نقص المهارات، لكنهم للأسف ما زالوا يرفضون توظيف المصابين بالتوحد، فقط لأنهم أشخاص مختلفون». لكنها تؤكد أن عدداً كبيراً من الشركات توظف المصابين بالتوحد في مهن تتصل بالمعلوماتية، آملة أن يتسع الأمر لتفتح لهم وظائف على المدى الطويل وليس مجرد مهمات محددة.      
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©