الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة الإرهاب بالتفاوض!!

محاربة الإرهاب بالتفاوض!!
16 يوليو 2017 22:03
السؤال المهم الذي سيبقى دون إجابة في وعي الأجيال القادمة، هل هناك وساطة أو تفاوض مع الإرهاب؟! وهل هذه هي رسالة العالم الديمقراطي وحامل مشعل الحرية والعدالة، بأي منطق يتكلمون!. لم يعرف العالم قبل اليوم أن هناك «وساطة» يمكن أن تتم في ملف خطير، وتحت عنوان كبير مثل قضية محاربة الإرهاب، وهو أمر عجيب لم يكن يحدث في غير هذا الزمان العجيب. شاهدنا مؤخراً تردد وزراء خارجية أميركا وألمانيا وبريطانيا ونائب أمين عام الأمم المتحدة وحتماً سيأتي كثيرون غيرهم، تيلرسون جاءنا «فَرِحاً» بتوقيعه منفرداً مذكرة تفاهم مع قطر لمكافحة الإرهاب، وهو يعلم أنها لن تكون سوى حبر على وريقات ستستعمل عند الحاجة كورق لاستعمالات أخرى ربما. كنا نتوقع إدانة صريحة من المجتمع الدولي والعالم بخطوات فعلية وبحزم وفاعلية، ولكن تفاجئنا منهم بمواقف متناقضة ومتضاربة وصمت ونأي غريب وليس في جعبتهم سوى الوساطة، وإيجاد الحلول السياسية للأزمة، يبدو أنهم صَمّوا آذانهم جيداً. هل للوساطة دور في محاربة الإرهاب؟ سؤال جد خطير، هذا مفهوم جديد لم نألفه من قبل ولم نختبره، لقد قضى المجتمع الدولي على أنظمة ودول بحجة مكافحة الإرهاب ومن دون تردد وبأدلة مفبركة، ولم يتحدثوا حينها عن وساطة أو تفاهمات بل لجأوا لأكثر الحلول تطرفاً، والتي كان غايتها الدمار، رغم كذب زعمهم الذي تكشف مع الأيام، مر أكثر من شهر ولم نرَ منهم سوى الكلام في محافلهم الدولية، ورغم يقينهم من تورط «المتهم» وبالأدلة الدامغة بالإرهاب، في حين أنهم لم يترددوا حين اتفقوا مجتمعين على تدمير العراق وليبيا وسوريا واليمن ولايزالون. فما الذي حدث لهم اليوم، ليجعلهم مترددين بل ربما خائفين من اتخاذ قرار بالإدانة، الفرق هو أن «الكيان» الذي هم بصدده والمطلوب منهم إدانته اليوم، كان لعقدين من الزمان هو «القاتل المأجور» الذي كان ينفذ لهم الاغتيالات، ويجند المرتزقة ويمول المليشيات المتطرفة وكل المنظمات الإرهابية بكل تناقضاتها وبدون استثناء وكل مكان يتطلبه الأمر، لقتل وتشريد الأشقاء. ولكنه قاتل مأجور لا يسعى إلى المال، بل هو من يبذل الكثير منه في سبيل تنفيذ تلك المهمات، ولكنه في المقابل يسعى إلى شهوة النفوذ والكثير الكثير من إشباع شهوة الدم والانتقام، ومن هنا يظهر الشبه الغريب بينه وبين جماعة الإخوان ومن قبلهم إيران، اختلاف في الوجوه وتطابق في الأهداف. السؤال الأهم ألا يعلم حكام قطر أكثر من سواهم تأثير النفوذ الإيراني على كل البلاد التي تمددوا فيها وما ارتكبوه من مجازر لغرض تغيير هويتها، وبمساعدة ومباركة ودعم قطري، أم نسوا ذلك؟ ألا يخافوا من تكرار ما فعله من الإيرانيين ببلادهم وشعبهم الآمن، أم هم يعولون على القاعدة الأميركية، لكي تحميهم وتكون رمانة الميزان؟ ليسألوا أنفسهم، ماذا فعلت عشرات القواعد الأميركية ومئات الألوف من جنودهم للشعب العراقي؟ ألم يتركوهم وبضمير مرتاح تحت رحمة مليشيات إيران. منظومة الخليج العربي كقوة سياسية بكل «مضامينها» بقيادة السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر وكل الوطنيين والشرفاء، لم يعد يهمهم كثيراً أن وقف العالم معهم لإدانة الإرهاب، فالأمر والقرار رغم تأثره بمصالح الدول الكبرى، هو في النهاية بأيدينا، وما حك جلدك مثل ظفرك، فلا الأميركان ولا الغرب ولا كل المتفرجين سيحاربون عنا، وليسوا هم المكتوين بنار الإرهاب مثلنا، ولنا مثل وأُسوة بالشعب المصري وجيشه حين رفضوا الهيمنة بكل حزم وتحدوا العالم برمته وواجهوا بصدورهم وإرادتهم ولا يزالون كل أشكال الإرهاب. كلمة أخيرة لكل أشقائنا الذين أدمنوا الجلوس على مقاعد المتفرجين، لا أحد منّا بمنأى عن الشرر المتطاير فكلنا في الأمر سواء، ولكن الفرجة هي التي أوصلتنا لما نحن عليه وجعلت الشر ينتصر ببعض الجولات، ولكن النزال لم ينته بعد وفيه الكثير من الجولات.. وشكراً. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©