الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان وتشاد يتفقان على التطبيع وضبط الحدود ولجم المتمردين

السودان وتشاد يتفقان على التطبيع وضبط الحدود ولجم المتمردين
26 ديسمبر 2009 02:36
اتفق السودان وتشاد على تفعيل البرتوكول الأمني الموقع بينهما لضبط الحدود المشتركة ومنع نشاط المعارضة المسلحة في الدولتين. كما أعلنت الحكومة السودانية عن رغبتها في مشاركة تشاد المتاخمة لحدودها الغربية علي التماس مع إقليم دارفور في جولة مفاوضات الدوحة القادمة بشأن أزمة الإقليم بجانب دول الجوار المعنية بالأزمة. وكشف وزير الخارجية التشادية موسي فكي عن اجتماع في أنجمينا بعد أسبوعين يجمع قيادات عسكرية وأمنية لوضع الخطط اللازمة لتنفيذ بنود البروتوكول مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تمضي في اتجاه التحسن. ورحب فكي في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته الخرطوم أمس الجمعة بدعوة الأخيرة لبلاده المشاركة في مفاوضات الدوحة مؤكد استعدادها لدعم المفاوضات وقال “نحن ندعم هذا المنبر التفاوضي ومتى ما طلبت منا الخرطوم الدعم فلن نتأخر”. ولم يستبعد فكي عقد قمة بين الرئيسين السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي لكنه رهن ذلك بإحراز تقدم في ملف العلاقة بين البلدين. وكان الوفد الذي يضم 16 مسؤولاً سياسياً وعسكرياً من بينهم رئيس البرلمان التشادي وسفير أنجمينا بواشنطن قد زار السودان لمدة ثلاثة أيام اجرى خلالها محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من المسؤولين السودانيين ، حول سبل تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وقضية دارفور. وكان الوزير التشادي سلم البشير امس الاول رسالة من نظيره التشادي إدريس ديبي تناولت الرسالة سبل إصلاح العلاقات المتوترة بين الخرطوم وأنجمينا. وقد حضر اللقاء وزير الداخلية إبراهيم محمود والدفاع عبد الرحيم محمد حسين السودانيان. وصرح القائم بالاعمال في سفارة تشاد في الخرطوم حسين جده أن وزير الخارجية التشادي التقى مع قائد الاستخبارات وعدد من المسؤولين التشاديين الكبار الرئيس البشير. واضاف أنهم التقوا لاحقاً غازي صلاح الدين مستشار البشير الخاص والجنرال عطا المولى قائد الاستخبارات السودانية وأن اللقاء تواصل بعد المغرب. وأوضح أن “المشاكل الامنية” بين البلدين كانت في صلب المباحثات. وقال مسؤول حكومي سوداني إن مشاركة تشاد في الجولة المقبلة لمفاوضات الدوحة بشأن دارفور سيخدم عملية السلام ويسرع من إنفاذها علي ارض الواقع في الإقليم إلا أن محللين سياسيين يؤكدون أن الخطوة مرتبطة لأقصي حد بترتيبات مسبقة وتطبيع العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأنجمينا. وقال الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض الحكومي الشرتاي جعفر إن مشاركة تشاد في الجولة القادمة في ظل التطور الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستدفع بعملية التفاوض باعتبار أن حركة “العدل والمساواة”المتمردة في دارفور تجد المساندة والعون من تشاد وتنطلق منها ماديا ومعنويا، مشيرا إلى أن خيار توسيع دائرة المشاركات في المفاوضات جاء من أجل ضمان إيجاد حلول مرضية للجميع. ولا يزال موعد انعقاد الجولة المقبلة من مفاوضات الدوحة بشأن دارفور مجهولا بعد تأجيل الموعد السابق في الرابع والعشرين من الشهر الحالي ويبدي محللون سياسيون تفاؤلا بانضمام تشاد إلي قائمة المشاركين في الدوحة مؤكدين أن توسيع مشاركة الأطراف ذات الصلة بأزمة دارفور خاصة تشاد سيدعم حلول السلام في الإقليم. وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية إبراهيم دبلوك لـ”الاتحاد”إن دعوة الحكومة لدولة تشاد للمشاركة في المفاوضات تؤكد حرصها على حل الأزمة بكل أبعادها ولكن من المهم أن تسبق هذه الخطوة بتطبيع العلاقات بين الدولتين. وأضاف إن تحسن العلاقات مهم ويخدم مصالح الدولتين مشيرا إلي أن عناصر التقارب بين البلدين اكبر من أسباب التفرقة والمقاطعة وأن الدولتين لديهما تداخل حدودي كبير حيث هنالك 18 قبيلة تشادية لها ارتباط اجتماعي واقتصادي بقبائل السودان. ويرى دبلوك أن الاستعانة بالأصدقاء في المحيط الإقليمي سيكون مفيدا في دفع العلاقات باتجاه التطبيع ، مؤكدا أن الاتفاق علي تفعيل البروتوكول الأمني بين البلدين خطوة كبيرة تعزز الثقة في جدية الطرفين للمضي قدما في اتجاه التطبيع الذي توقع أن يكتمل عقده بداية العام المقبل. وتتعثر العلاقات بين السودان والتشاد منذ سنوات حيث تتبادلان التهم بدعم حركات التمرد. وفي أكتوبر أعرب البلدان الجاران بمناسبة زيارة وفد سوداني الى أنجمينا عن رغبتهما في “التعاون” من اجل إرساء “سلام نهائي” واتفقا على التلاقي في الخرطوم “لتعميق المناقشات بهدف تجسيد تلك الرغبة في السلام”. ويلجأ الى شرق تشاد آلاف السودانيين النازحين منذ 2003 بسبب الحرب الاهلية في دارفور. وفي يوليو رفع السودان شكوى أمام مجلس الامن الدولي بعد غارات شنها الطيران التشادي على اراضيه وأقر التشاديون بأنهم قصفوا مواقع للمتمردين التشاديين يقيمون قواعدهم الخلفية في دارفور. وكانت الحكومة السودانية أعلنت في سبتمبر الماضي استعدادها لتطبيع العلاقات مع دولة تشاد ودعم علاقات حسن الجوار. وقال مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع وقتها إنه يأمل أن يكون تطبيع العلاقة مع تشاد والحوار على أساس من الرؤى والمصالح المشتركة بعيدا عن أي تدخلات أجنبية. واعتبر المسؤول السوداني أن الدول الغربية لا تريد خيرا لشعبي البلدين وتود استمرار التشاكس بينهما لتحقيق أطماعها والحصول على موارد الإقليم. وتتهم تشاد منذ سنوات السودان بدعم التمرد الذي يسعى لإطاحة رئيسه ديبي، في وقت تتهم الخرطوم إنجمينا بدعم متمردين في إقليم دارفور السوداني. وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مايو 2008 بعد هجوم شنه متمردون على العاصمة السودانية الخرطوم، واتهم السودان تشاد بتقديم الدعم للمتمردين. ووقعت اتفاقيات مصالحة بين رئيسي البلدين في السنوات الأخيرة، إلا أن البلدين الجارين اتهما بعضهما بعضا بخرقها أحيانا بعد أيام من توقيعها
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©