مسيرات «انفصالية» بلا صدامات في جنوب اليمن

تظاهر المئات من أنصار “الحراك الجنوبي” الانفصالي أمس بمحافظتي الضالع ولحج جنوب اليمن، فيما كشفت صنعاء عن هوية عنصر سعودي كان ضمن خلية نائمة لتنظيم “القاعدة” هاجمها الأمن اليمني بحضرموت الاثنين الماضي. وقال شهود عيان لـ(الاتحاد) إن العشرات من أنصار الحراك تظاهروا بمدينة الضالع في الذكرى الأسبوعية لما يسمى بـ”يوم الأسير الجنوبي”، مشيرين إلى أن المسيرة جابت الشارع العام بالمدينة، دون وقوع أي صدامات مع القوات الحكومية. كما جابت مسيرة مماثلة لأنصار الحراك الجنوبي شوارع مدينة الحبيلين بمنطقة ردفان محافظة لحج. وحسب مصادر عسكرية بالمدينة تحدثت لـ(الاتحاد) فإن المسيرة لم تشهد أي صدامات بين القوات الحكومية والمحتجين الانفصاليين. وقد رفع المتظاهرون في المسيرتين رايات خضراء وأعلام دولة ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، وصوراً للمعتقلين، ولنائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994.كما رفعوا لافتات منددة بالوحدة اليمنية التي تحققت في العام 1990، وأخرى داعية إلى الانفصال. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية إصابة ثلاثة جنود ومدني أمس الأول في انفجار عبوتين ناسفتين “زرعتهما عناصر خارجة على القانون في الطريق العام” بمدينة الضالع. وذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن الجنود المصابين “من أفراد شرطة النجدة” وأنهم “ كانوا يقومون بمهمة” أمنية “للحفاظ على الأمن والاستقرار في مدينة الضالع”، موضحا أنه “تم إسعاف” المصابين “إلى المستشفى لتقي العلاج” اللازم. كما فجر مجهولون “قنبلة صوتية” بالقرب من معسكر “الجرباء” المطل على مدينة الضالع، دون أن “يسفر الحادث عن أي خسائر مادية أو بشرية”، حسب المصدر السابق. إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع اليمنية استمرار الإجراءات الحازمة “ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي”. وكشف الموقع الإخباري لوزارة الدفاع “26 سبتمبر نت”، نقلا عن وزارة الداخلية، أن الخلية النائمة لتنظيم القاعدة التي هاجمها الأمن اليمني بحي “فوه” بمدينة المكلا بحضرموت الاثنين الماضي “كانت تخطط لاستهداف مقرات أمنية ومنشآت حيوية” بالمحافظة. كما كشف الموقع الأمني عن هوية سعودي “من ضمن أعضاء الخلية” يدعى “عبد الله فراج محمد محمود لجوبر”، مشيرا إلى أنه من المطلوبين أمنياً للسلطات اليمنية والسعودية، وأنه تمكن من الفرار خلال عملية المداهمة. وأوضح أن أجهزة الأمن عثرت خلال مداهمتها للمنزل “الذي كانت تختبئ فيه خلية من عناصر تنظيم القاعدة في منطقة فوه (...) على حزام ناسف كان معداً للتفجير، بالإضافة إلى قنابل يدوية وجهاز كمبيوتر محمول، وعدد من شرائح الاتصالات، وأشرطة الفيديو وقصاصات أوراق تحتوي على معلومات مختلفة لم يتسن للعناصر الإرهابية إحراقها”. في هذه الأثناء، دان الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، أحداث العنف التي شهدتها مدينة عدن أمس الأول. وكانت الأجهزة الأمنية بعدن فرقت مسيرة لأنصار الحراك الجنوبي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، وسقوط قتيلين و7 جرحى. وأعلن على ناصر والعطاس، في بيان مشترك نشره موقع “الصحوة نت” التابع لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض لهما، عن “كامل مساندتهما ورفضهما القاطع لكل أشكال ووسائل العنف والقمع الذي تستخدمه السلطة ضد المواطنين العزل الذين يطالبون بحقوقهم السياسية المشروعة بوسائل ديمقراطية حضارية وسلمية”. وطالبا “بإطلاق سراح المعتقلين فوراً والسماح بتشييع جثامين الشهداء ومعالجة الجرحى، ومحاسبة المتسببين بأحداث القتل في هذه المناسبة وغيرها من فعاليات الحراك التي قوبلت بالدبابات والمصفحات وإطلاق الرصاص الحي”.