الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جيش التحرير الشعبي» مؤامرة إيرانية جديدة

«جيش التحرير الشعبي» مؤامرة إيرانية جديدة
3 سبتمبر 2016 19:43
حسن أنور (أبوظبي) التعنت الذي يبديه الانقلابيون حيال أي بادرة أمل في طريق حل الأزمة اليمنية على الرغم من كل المكاسب التي تحققها قوات الشرعية على مختلف جبهات القتال، سواء في تعز أو الجوف أو صنعاء، يثير الدهشة. ولعل آخر المبادرات التي رفضها الحوثيون والمخلوع صالح هو رفض المبادرة التي نتجت عن اجتماع جدة الذي عقد مؤخراً بمشاركة وزراء خارجية دول مجلس التعاون وجون كيري وزير الخارجية الأميركي، والذي دعا إلى سحب الأسلحة من صنعاء، متزامناً مع تشكيل حكومة وطنية. هذا الرفض لا يدع مجالاً للشك في أن القرار الذي يتبناه الانقلابيون ليس قرارهم، ولكنْ قرار قوى تأبى عودة الاستقرار إلى اليمن، فضلاً عن الرغبة في زعزعة الاستقرار في منطقة الخليج كله. ولقد وضح ذلك بجلاء من اللقاء الذي جرى مؤخراً بين وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري بصفته الرسمية، ووفد جماعة الحوثي. وللتعرف إلى مغزى اللقاء يجب إدراك أن إبراهيم الجعفري يعتبر من الأعضاء البارزين في حزب الدعوة المدعوم من النظام الإيراني، وكان له مقرات أصلية لسنوات طويلة في طهران ودمشق. وينتمي للحزب نفسه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، وبالتالي يمكن القول أن إيران أرادت من خلال هذا اللقاء أموراً مهمة عدة ، أولها إظهار أن مواقف أذرعها في اليمن والعراق، ممثلة في الحوثيين وحزب الدعوة، موحدة من دون أن تظهر هي نفسها على الساحة. إضافة إلى ذلك إظهار وجود دعم للحوثيين في مواقفهم الرافضة للسلام، وإعادة الاستقرار إلى اليمن. ووفق آخر المؤشرات والتقارير، فقد طلب الوفد الحوثي في لقاءاته مساعدات عراقية في النفط والسلاح لدعم الانقلابيين في اليمن، وأيضاً بحث تشكيل ما يسمى «جيش التحرير الشيعي» في العراق وسوريا ولبنان واليمن برعاية إيرانية. و«جيش التحرير الشيعي» عبارة عن قوة عسكرية أنشأتها إيران لتجنيد أبناء الطائفة الشيعية في بعض الدول، خاصة العربية منها، عبر جيوش محلية تحقق مصالحها الاستراتيجية هناك بحماية أنظمة الحكم الحليفة لها، وتقي جيشها النظامي تبعات معارك الاستنزاف وحروب العصابات في هذه البلدان. ولعل هذا هو أخطر ما يمكن أن تكون قد تناولته الأحداث، وبذلك تكون الصورة قد اكتملت عن حقيقة مساعي إيران في زعزعة استقرار المنطقة كلها، بل والسعي لنشوب حرب طائفية من شأنها أن تأكل الأخضر واليابس. ومن هنا يتضح أن كل محاولات إيجاد حل للأزمة اليمنية ستعمل إيران على إفشالها حتى تحقق ما تصبو، مستغلة في ذلك نجاح الانقلابيين في المراوغة وإظهار التعنت في المواقف. وبالنظر إلى هذا التعنت برفض مبادرات التسوية تواصل قوات الشرعية اليمنية هجماتها على التجمعات الرئيسة لمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبهات القتال، خاصة في بلدة نهم شرق صنعاء، كما أفشلت هجمات للمليشيات لاستعادة مواقع خسرتها مؤخراً في تعز، وسط تكثيف طيران التحالف العربي غاراته على معسكرات ومقرات تابعة للانقلابيين في صنعاء وحجة وصعدة، استهدفت مقر الكلية الحربية، ومدرسة الحرس الجمهوري في حي الروضة شمال صنعاء، ومواقع ومناطق في بلدة عبس بمحافظة حجة. وأفشلت قوات الجيش والمقاومة هجمات متتالية للمليشيات لاستعادة مواقع جبلية خسرتها الأسبوع الماضي في منطقة الضباب جنوب غرب تعز، بينها جبل الصياحي، وأجبرت المهاجمين على التراجع، بعد اشتباكات عنيفة خلفت قتلى وجرحى. كما استمرت الاشتباكات في القطاع الشرقي للمدينة. واستمرت الاشتباكات بين قوات الشرعية والمليشيات في عسيلان شمال شبوة التي شهدت قصف مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للمتمردين في عقبة القنذع، كانت في طريقها إلى البلدة قادمة من بيحان المجاورة، وهو ما تسبب في سقوط عدد كبير من الانقلابيين بين قتيل وجريح، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات العسكرية. وشن طيران التحالف أيضاً 10 غارات جوية على مواقع للمليشيات في بلدة كتاف بمحافظة صعدة، وأصابت غارات أخرى تجمعات للانقلابيين على الشريط الحدودي. احتجاجات ضد الانقلابيين لم يجد الموظفون العاملون في مؤسسات حكومية بصنعاء سوى النزول إلى شوارع العاصمة للمطالبة بصرف مرتباتهم ومستحقاتهم المالية التي تضررت بشكل كبير جراء السياسة المالية لمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. وتظاهر المئات من موظفي وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بجوار مبنى الوزارة في شارع المطار، ونصبوا خيمة كبيرة في إشارة رمزية إلى انتفاضة 2011 التي أطاحت نظام صالح، وتطورت التظاهرات لتتوج بتنظيم إضراب شامل، تم على إثره إغلاق «سنترالات» ومراكز خدمة العملاء كافة. وتجمع آخرون من موظفي وزارة الأشغال والطرقات أمام بوابة القصر الجمهوري وسط صنعاء، ورددوا هتافات منددة بالاستقطاعات المالية التي طالت مرتباتهم، ولجأ إليها الانقلابيون لدعم نشاطهم العسكري في البلاد تحت مسمى «المجهود الحربي». وكان مسلحون من الميليشيات قمعوا الشهر الماضي تظاهرة لموظفي وزارة الكهرباء والطاقة تجمعوا أمام مبنى البنك المركزي وسط العاصمة. ويشكو الموظفون من أنهم لم يتسلموا مرتبات شهري يوليو وأغسطس، وتم استقطاع نصف راتب شهر يونيو. وفي سياق متصل، قام موظفو ديوان وزارة الخدمة المدنية بإغلاق بوابة الوزارة في وجه القائم بأعمال الوزير «المعيّن من الانقلابيين» للمطالبة بمستحقاتهم المالية. على صعيد آخر، اشتكى سكان محليون في إب من استمرار المليشيات بابتزاز ونهب الموطنين والتجار المحليين في المحافظة تحت مسمى «المجهود الحربي»، وقالوا: «إن المليشيات تقوم باعتقال واختطاف أبناء التجار المحليين من دون أي تهم من أجل ابتزاز آبائهم لدفع غرامة مالية». وفي الإطار نفسه، تظاهرت مئات النساء أمام مقر اللجنة الدولية للمطالبة بالإفراج فوراً عن المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون المتمردين. ورفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها باللغتين العربية والإنجليزية «أين منظمات المجتمع المدني من ملف المخفيين قسراً»، و«مختطفينا دون ذنب في السجون يئنون.. فأفرجوا عنهم»، وعبارات أخرى. ودعت التظاهرات في بيان «الصليب الأحمر» لتمكين المعتقلين من حقوقهم الإنسانية، باعتبارهم الجهة المخولة عالمياً والأقدر دولياً. استغلال الحجـاج للعام الثاني على التوالي، يجد اليمنيون أنفسهم مهددين بعدم أداء مناسك الحج لهذا العام؛ على خلفية الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب مليشيا الحوثي وصالح على الشرعية. فقد قام الحوثيون بتعطيل اكتمال إجراءات تسجيل الحجاج اليمنيين، فضلاً عن سيطرة ميليشياتهم على البنوك اليمنية، مما يحول دون إكمال الإجراءات المالية المطلوبة، إلى جانب انتهاكهم للطرق التي يسلكها الحجاج. ويعزز انتهاك الحوثيين للطرق، وقيامهم بعملية فرز للمسافرين، خصوصاً في خط صنعاء-ذمار-البيضاء المؤدي إلى مأرب، وهو المنفذ الوحيد تجاه السعودية من الأراضي اليمنية الشمالية، في تصعيب الأمور على الحجاج، ويزيد من المخاطر عليهم. ومعروف أن الحوثيين تسببوا في حرمان نحو 85% من الحجاج اليمنيين من أداء مناسكهم العام الماضي، وشنوا حملة إعلامية واسعة مدعومة من وسائل الإعلام الإيرانية والشيعية، تزعم أن السعودية تمنع بيت الله الحرام عن المسلمين، وخرجوا بتظاهرة في صنعاء، العام الماضي، وهم يرتدون لباس الإحرام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©