الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

6 مغامرين يتسلقون قمة الهيمالايا دعماً لمصابي «اضمحلال العضل»

6 مغامرين يتسلقون قمة الهيمالايا دعماً لمصابي «اضمحلال العضل»
12 مايو 2014 20:27
نسرين درزي (دبي) هاريسون سميث طفل إنجليزي عمره 8 سنوات يتمسك من خلال ضحكته البريئة بالحياة لكنه يعاني مرض الحثل أو اضمحلال العضل الذي يتسبب في الوفاة قبل بلوغ سن العشرين، وهذا الداء الفتاك بالعمود الفقري وبعضلات الجسم، بدءاً من القدمين إلى اليدين وحتى توقف عمل القلب، ليس له أي علاج حتى اليوم، حتى أن والدي هاريسون يتمنون لو أن ابنهم مصاب بالسرطان، الذي على خطورته تمكن العلم من اكتشاف وسائل طبية للشفاء منه، وحالهم يشبه جميع الأهالي الذين يشهدون يومياً على تفتت بنية أبنائهم وهم عاجزون عن مساعدتهم، ومع تزايد عدد الحالات المصابة، تتواصل حملات الدعم المجتمعي. وأحدث مبادرات لفت النظر العالمي باتجاه الضمور العضلي، كانت مع الرحلة المضنية حتى قمة هيمالايا التي تم تنظيمها دعماً لقضية هاريسون الإنسانية ورفاقه في المعاناة، فقد تمكن 6 مغامرين، بينهم 4 رجال وامرأتان من القيام برحلة طويلة بدأوها من مدينة دبي إلى النيبال حيث تسلقوا واحدة من أعلى قمم جبل هيمالايا الموازية لقمة إيفرست، وتسمى قمة جوكيوري وترتفع 5357 متراً عن سطح البحر. اجتياز الصعاب ويتحدث فيل روبسون صاحب فكرة إنشاء فرع لحملة هاريسون الخيرية في دبي، عن خطورة السكوت عن انعدام الأبحاث حول مرض الحثل من نمط دوشين، ويلفت إلى أن هذا الداء الخطير يتزايد في أنحاء العالم ليحصد أرواح آلاف الأطفال سنوياً، مشيراً إلى وجود 5 حالات منه في دبي، الأمر الذي جعل التحرك واجباً إنسانياً من خلال تنظيم أحداث غير عادية تلفت الانتباه باتجاه هذه القضية الحساسة. ويقول روبنسون، وهو من المشاركين في مبادرة تسلق أعالي قمم الهيمالايا، إن اجتياز الصعاب وصولاً إلى أعالي الهيمالايا كان بمثابة المغامرة الحقيقية لاسيما أن أعضاء الفريق ليسوا جميعاً من الرياضيين، إنما هم أشخاص آمنوا بمعاناة الطفل هاريسون وقرروا مساعدته ومن مثله على طريقتهم، وهذا ما يحاول تأكيده أمام العلن من أصحاب القرار لضرورة المساعدة وجمع التبرعات بهدف إجراء الأبحاث الطبية المكلفة للوقوف عند أفضل أساليب العلاج لقهر هذا الداء الأكثر من خبيث. توقف القلب عن النبض ويقول ريكس ويلليـجبي (70 عاماً) جد هاريسون وأحد أعضاء الفريق الذي تسلق قمة جوكيوري دعما لحملة التبرع، إنه لن ينسى اليوم الذي تلقى فيه حقيقة الوضع الصحي لحفيده، ويتحدث بألم عن أصعب شعور يمكن أن يختبره الأهل وهو العيش مع طفل يعلمون أن حاله تتردى يوماً بعد يوم، وأن الموت قادم إليه مع بلوغه سن المراهقة. ويذكر أن الجسم الطبي الذي يقف مكتوف الأيدي أمام مرض الحَثَل من نمط دوشين، يؤكد أن الحاجة لإجراء البحوث المخبرية ضرورية لاجتياز حال الصمت والجهل تجاهه، وإلا فإن أقصى صورة ترسمها المعلومات الأولية حول المرض، أن الطفل المصاب سوف يبدأ سريعاً بفقدان قدرته على الركض وحتى المشي إلى حين يتوقف قلبه تماماً عن النبض. ويوضح الجد المفجوع ويلليجبي أن أولى علامات الشك حول الوضع الصحي لحفيده اكتشفتها أمه عندما لاحظت عجزه على اجتياز خطوات سريعة أثناء الصعود على الدرج. وما أن طلب منها الطبيب إجراء فحص للدم وأطلعها على النتيجة حتى انقلبت حياتها رأساً على عقب، ومع ذلك فهي اليوم متماسكة أكثر من أي وقت مضى وكلها أمل بأن تتمكن من التغلب على مرض ابنها الذي تتمنى له أن يعيش سنوات أطول، وأن يتمتع بطفولته وبأقل احتياجاته لعضلات سليمة تساعده على التمسك بالحياة. ويقول ريكس ويلليغبي الذي يتمتع برشاقة واضحة أن تسلق سلسة الجبال لم تكن سهلة لا سيما أنه تعرض لوعكة صحية، ومع ذلك كان مصراً على تقديم كل طاقته الرياضية لجمع التبرعات، إذ يعتبر نفسه أكثر حظاً من هاريسون لكونه تمكن بالرغم من كبر سنه من مكافحة سرطان «البروستات»، في حين أن حفيده عاجز تماماً عن مقاومة اضمحلال العضل. تكثيف الأبحاث أما أليكس سميث، الذي يتابع مجريات حملة الدعم مع ابنه هاريسون من بريطانيا، فيذكر بكل حماس أن أعضاء الفريق المشارك بالرحلة من الإمارات إلى قمة هيمالايا هم بمثابة الأبطال بالنسبة لابنه، والأب الذي استيقظ من صدمته ليقف إلى جانب زوجته وابنه، لا يفوت فرصة إلا ويستغلها للحث على ضرورة دعم أبحاث مرض الحثل. ويقول إن هاريسون كان يتابع بلهفة كيف كان جده ريكس يتأقلم بسلاسة مع قائد الفريق فيل روبسون الملقب بـ «باتمان»، وهو يغمره الأمل بالتمكن يوماً ما من الشفاء، لا سيما أنه يثمن حملات الدعم التي يعتبرها بمثابة التحدي الأسطوري لجمع التبرعات وتكثيف الأبحاث حول العلاج لهذا المرض. ويورد مراد الخوري مدير عام فندق تاورز روتانا في دبي الجهة المنظمة للحملة، أن دعم حملة هاريسون في جمع التبرعات ورفع مستوى الوعي، يخدم استراتيجية الشركة في تنمية المجتمع، وما هو إلا رسالة إنسانية من أجل توفير التمويل للأبحاث المستمرة في سبيل إيجاد علاج لمرض اضمحلال العضل المعروف بالحثل من نمط دوشين القاتل، والذي يحصد ملايين الأطفال سنوياً ويحتاج إلى الدعم المستمر. داء الحثل مرض ضمور العضل أو ما يعرف طبياً بداء الحَثَل، وهو من أنواع الخلل في الجهاز العصبي الذي يصيب الذكور في الغالب، والسبب الرئيسي في الإصابة هو خلل خلقي في جين يدعى دي أم دي، وجميع المصابين بهذا الداء القاتل يعانون ضعف العضلات، ما يؤدي إلى وهن كامل في الجسم، أول ما يظهر في الجزء السفلي منه، ويصيب داء الحَثَل من نمط دوشين، واحدا من 3500 طفل ذكر حول العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©