محمد صلاح (رأس الخيمة)
بدأت دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة في تطبيق عدد من الإجراءات الجديدة لمحاصرة ظاهرة الحيوانات السائبة، وتشمل هذه الإجراءات وضع لائحة حديدة للغرامات على أصحاب هذه الحيوانات ومضاعفتها في حال تكرار المخالفة، وصادرت الدائرة منذ بداية العام الجاري 121حيواناً سائباً على طرقات الإمارة حتى الآن، وفرضت غرامات كبيرة على أصحابها تراوحت بين 500 و2000 درهم، فيما سلمت عدداً من الحيوانات المصادرة للجمعيات الخيرية التي قامت بذبحها والاستفادة من لحومها ضمن برامجها الخيرية، في الوقت نفسه طالب عدد من مستخدمي الطرق بتسييج هذه الطرق لمنع عبور الحيوانات السائبة لها، ومن ثم تلافي الحوادث المرورية الناتجة عنها والتي دفع بعض مستخدمي هذه الطرق حياتهم ثمناً لها في السابق، كما طالبوا بتعاون جميع الجهات لمحاصرة هذه الظاهرة والقضاء عليها بشكل نهائي. وقال المهندس أحمد الحمادي مدير عام الدائرة : إن هناك عدداً من الإجراءات التي اتخذتها الدائرة لتنبيه الأهالي لخطورة ترك الحيوانات السائبة، خاصة بالقرب من الطرق السريعة أو المناطق السكنية، وخطورة ذلك على مستخدمي هذه الطرق أو القاطنين في المساكن.
وأوضح الحمادي لـ «الاتحاد»، أن الدائرة نفذت حملة توعوية في جميع المناطق بالتزامن مع إنشاء 8 حظائر لحجز الحيوانات السائبة فيها، في مناطق: شعم، شمل، البريرات، الساعدي، الدقداقة، سهيلة، الجزيرة الحمراء والخران، حيث بدأت الدائرة حجز الحيوانات بها عقب الإمساك بها من قبل المفتشين وذلك ليتسنى لأصحاب هذه الحيوانات التعرف عليها، لافتاً إلى أن هذه الخطوات تأتي للقضاء على هذه الظاهرة التي تسببت خلال الفترة الماضية في العديد من الحوادث المرورية والتي راح ضحيتها عدد من مستخدمي الطريق.
وقال أحمد حمد الشحي مدير إدارة الخدمات بالدائرة : إن الدائرة نفذت خلال الفترة الماضية عدة لقاءات مع الأهالي الذين يقومون بتربية هذه المواشي لتوعيتهم بخطورة ترك الحيوانات، مشيراً إلى أن الدائرة قررت مضاعفة الغرامة الحالية التي تفرضها على أصحاب الحيوانات السائبة في حال ترك هذه الحيوانات مرة أخرى .
وتابع: الغرامات الحالية هي 500 درهم عن الماعز والأغنام ، و1000درهم عن الأبقار و1500 عن الجمال و2000 درهم عن الخيول، مشيراً إلى أن الدائرة وعقب الانتهاء من تشييد الحظائر في الأماكن المذكورة صادرت 121 حيواناً، وجرى تسليم بعضها لأصحابها فور دفع الغرامة، فيما سلمت الدائرة بعد انتهاء الفترة المحددة للحجز الحيوانات للجمعيات الخيرية التي تقوم بدورها بذبح الحيوان وتوزيعه حسب برامجها.
وذكر أنه في حال ضبط الحيوانات فإن هناك مهلة لدفع الغرامة تمتد لثلاثة أيام قبل اتخاذ الإجراءات السابقة، لافتاً إلى أن تشييد الحظائر الجديدة روعي فيها أن تكون قريبة من المناطق التي تكثر فيها تلك الظاهرة وللتخفيف على أصحاب هذه الحيوانات لتسهيل التعرف عليها، ومن ثم دفع الغرامات وأخذ التعهدات اللازمة على أصحابها لعدم تركها مرة أخرى للشوارع، موضحاً أن الدائرة فوجئت خلال الأسبوع الماضي بعبور عدد من الجمال أحد أكثر الشوارع في الإمارة ازدحاماً وهو شارع النخيل الذي يشهد كثافة مرورية عالية، وقد تمت السيطرة على الموقف والتواصل مع صاحب هذه الحيوانات.
إلى ذلك، طالب عدد من الأهالي والمقيمين في رأس الخيمة بإيجاد حل جذري لمشاكل الحيوانات السائبة، خاصة على الطرق الحيوية خارج مدينة رأس الخيمة وبالقرب من المزارع الخارجية، والتي تهدد فيها هذه الطرق حياة مستخدمي هذه الطرق.
وأكد عبد الله الشحي أن وجود الحيوانات السائبة على الطرق مشكلة يعاني منها العديد من مستخدمي الطرق السريعة على وجه الخصوص والذين يضطرون لقطع مسافات كبيرة للوصل لأماكن عملهم، مشيراً إلى أنه موظف خارج الإمارة ويضطر لاستخدام بعض الطرق المعروفة بكثرة وجود هذه الحيوانات التي تسبب مشاكل كبيرة في حال عبورها بشكل مفاجئ للطرق السريعة، مؤكداً ضرورة وضع سياج على هذه الطرق إلى جانب الإجراءات التي يتم اتخاذها حالياً بمصادرة هذه الحيوانات وتغريم أصحابها.
وقال: البعض فقد حياته بسبب عبور هذه الحيوانات بشكل مفاجئ للطرق، ما يحتاج للمزيد من الإجراءات بين مختلف الجهات وبالتعاون في المقام الأول مع أصحاب هذه الحيوانات، لافتاً إلى أن الجمال هي الأكثر خطورة على الطرق، كونها مسؤولة عن غالبية الحوادث المتعلقة يكون الحيوان طرفاً فيها.
وقال سعيد محمد أحد سكان الإمارة: كدت أتعرض للموت المحقق أنا وأسرتي حينما كنت أقود سيارتي على أحد الطرق الخارجية بالإمارة حينما عبر ثلاثة جمال الطريق فجأة، ما تسبب في اصطدامه بالجدار الفاصل بين مساري الطريق قبل أن تتوقف السيارة ويسارع بعض مستخدمي الطريق لإخراجه وأسرته من السيارة، لافتاً إلى ضرورة أن تكون هناك إجراءات رادعة ضد أصحاب الحيوانات السائبة لمنع تكرار الحوادث المرورية التي قد يدفع البعض حياته ثمناً لها، مشيراً إلى ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية لمنع هذه الظاهرة بشكل نهائي.
عدد اليوم
