لاعبو الدوري وثقافة مواد القانون

كنت أتمنى لو عمدت رابطة كرة القدم الاحترافية وقبل بدء موسمها الاحترافي الأول قبل أسبوعين على الأقل إلى نشر ثقافة الإلمام بمواد قانون اللعبة نصاً وروحاً بين لاعبي جميع الأندية المشاركة في هذا الدوري من دون استثناء من خلال تكليف محاضرين تحكيميين بزيارة كل نادٍ من هذه الأندية ولقاء لاعبيه لفترة زمنية لا تزيد على ساعات قليلة ومعدودة يتم فيها شرح مواد القانون من خلال شريط فيديو يشرح بالصوت والصورة التطبيق العملي لجميع مواد القانون، وخاصة منها المواد الخاصة بالتسلل والركلات الحرة، والأخطاء وسوء السلوك، وركلات الجزاء، على أن يتولى المحاضر في نهاية اللقاء الرد على كل أسئلة واستفسارات اللاعبين حول ما هو مسموح و محظور في مواد القانون· مثل هذه الخطوة الرائدة يحرص جميع مدربي أندية النخبة الأوروبية المحترفة على وضعها في أولويات اهتماماتهم في فترة الإعداد للدوري الاحترافي لديهم والتي تستمر من 4 - 6 أسابيع، وهذا ما شهدته شخصياً هذا الصيف في بعض الأندية التركية خلال الأسبوع الذي قضيته هناك بدعوة من لجنة الحكام التركية للمشاركة في إعداد الحكام والمراقبين للدوري الاحترافي التركي، وهذا ما شهدته سابقاً في بعض الأندية اليونانية والألمانية، مثل هذه الثقافة المتعلقة بمواد قانون اللعبة تسجل في صالح اللاعبين وطموحاتهم في تطوير أدائهم من أجل توظيفها خلال اللعب لصالحهم وصالح فريقهم· ولا زلت أذكر ما حدث في مونديال أميركا عام 1994 حين أصدرت لجنة الحكام في ''الفيفا'' شرحاً مفصلاً لمسألة التفريق بين موقف التسلل الذي لا يعتبر مخالفة، وجود اللاعب فيه، وبين مخالفة التسلل، التي تستوجب تحقيق شرطين اثنين أولهما الوجود في موقف التسلل، وثانيهما التداخل في اللعب أو التداخل مع الخصم، أو كسب الفائدة من الوجود في موقف التسلل، وكيف قام العديد من مدربي المنتخبات المشاركة في ذلك المونديال بتوظيف هذه المفاهيم الجديدة لمادة التسلل لصالح فرقهم من خلال أساليبب تكتيكية يوجد فيها أحد مهاجميهم في موقف تسلل حيث يتم تمرير الكرة باتجاهه من قبل أحد زملائه في الوقت الذي ينطلق فيه زميل آخر غير موجود في موقف التسلل ليتابع الكرة وينطلق بها محققاً فرصة تسجيل مشروعة لفريقه، ولا زلت أتذكر أكثر من ثلاثة أهداف سجلت بهذا الأسلوب من قبل المنتخب البرازيلي في ذلك المونديال· بقي القول إنه ما زال بإمكان رابطة الاحتراف الإماراتية طرح مثل هذه المبادرة الإيجابية في نشر ثقافة التحكيم والقانون بين اللاعبين في فترات التوقف خلال الأسابيع الأولى للدوري!·