الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم الحدائق المنزلية تنطق بالإبداع وسحر الطبيعة

تصاميم الحدائق المنزلية تنطق بالإبداع وسحر الطبيعة
12 مايو 2014 20:40
الحديقة المنزلية تحمل أجواءً تعزف لحن الطبيعة، بموسيقاها التي تتناغم مع كل عناصرها الحية، لتعج بالحياة بصخب مبهج، منعمة برحلة السكون مع النفس، والتوق للخلود في نعيم الطبيعة الحالمة، بمفرداتها التي شكلت ووزعت بطريقة هندسية ممنهجة حتى تحولت إلى لوحات غاية في الإبداع والجمال المصور والمتماثل لنا في الردهات الخارجية، حيث يجتمع فيه الإبداع بسحر وخصوصية. تلك المناظر البديعة التي تلعب دوراً مهماً في إعادة التوازن في المكان، وخلق بيئة أكثر حيوية وجاذبية. خولة علي (دبي) نجد الكثير من الأفراد يحرصون على تصميم الحيز الخارجي للمنزل بإيجاد رقعة زراعية غنية بمكوناتها لتكتمل الصورة الخارجية وفق مساحة الفناء الخارجي المحدد وطبيعة البناء المعماري الهندسي، فلا تكتمل أطلال المكان إلا بتلك البقعة الخضراء لتكسر صمت الجدران، وتعمل على خلق أجواء أكثر تناغماً وتجانساً في المكان، ولكن عملية توزيع عناصر ومكونات الحديقة تحتاج لقواعد ونظام يجب عدم اختراقه حتى لا تظهر الحديقة بطريقة غير مريحة وغير موظفة بالأسلوب الذي لابد أن تظهر عليه الحديقة. دراسة المساحات ويوضح المنسق الزراعي عمر أحمد قائلاً، إن عملية تصميم الحدائق المنزلية، بحاجة إلى دراسة لمساحة المكان لتحديد شكل البناء الخارجي ونمطه، فالمساحة الخارجية لابد أن تكون متناغمة وتسير في وحدة واحدة، ويضيف أن هناك عدة أنظمة لعملية تنسيق وتخطيط الحدائق، منها النوع الذي يختص بعملية تخطيط وتقسيم المساحات والنوع الثاني المتمثل في تنسيق الحدائق بالنباتات المختلفة، وكذلك بعملية توزيع النباتات في الزوايا المختلفة من الحديقة مثل زراعة الأشجار والشجيرات والمسطحات الخضراء والمتسلقات بطريقة فنية متناغمة مع بعضها البعض، أما النوع الآخر من عملية التنسيق وهو النظام المتماثل بحيث يتم فيه توزيع المنشآت مثل النوافير والتماثيل وبعض الصور الجمالية في المكان بطريقة التماثل. مكونات الحديقة ويتابع أحمد قائلاً: هناك أيضاً عدة أنواع من نظام تنسيق الحدائق السائدة منها النظام الهندسي وهو نظام قائم على توزيع مكونات الحديقة كالأشجار في خطوط مستقيمة، وكما أن الأسوار والأسيجة النباتية تمشي في محاذاة الحائط أو الجدار أو سور البيت، فإن روح التماثل تغلب على تفاصيل المكان، فيما يتوسط المكان نافورة وعادة ما تكون في مقابل المدخل، ما يعكس هذا النمط إحساساً بالرسمية في أروقة المكان. ويلفت أحمد موضحاً: قد يخلق هذا النمط نوعاً من الملل، مع مرور الزمن، نظراً لمظهره وشكله العادي، وأيضاً هذا النوع يتطلب صيانة وعناية دائمة في عملية تشكل وتقليم النباتات بأشكال هندسية حفاظاً على مظهرها الهندسي وخطوطها المستقيمة التي تتمتع به، وهذه الحدائق عادة ما نجدها بكثرة في المنازل ذات المساحة الواسعة من الأمام، حيث تتربع هذه الحديقة بشكل أكبر في مقدمة المنازل. الطراز الطبيعي ويشير أحمد قائلاً: هناك نمط آخر من الحدائق التي نجدها قد انتشرت بكثرة في الحدائق المنزل، وهو الطراز الطبيعي فهو نظام غير متماثل قائم على العشوائية الأقرب إلى الطبيعة في توزيع وتشكيل عناصر الحديقة ومحتوياتها، وعادة ما يلائم هذا النظام المساحات الواسعة من الحدائق حيث يتم زراعة الأشجار على مسافات غير منتظمة من الفراغ، ليغطي المكان مسطحاً أخضر، وتخترق أجزاء الحديقة «مشايات» في خطوط منحنية يتم وضعها بعناية تامة وفقاً لعملية توزيع محطات الحديقة الرئيسية، فلا تقود هذه الممرات إلى طرق مسدودة أو غير مشيدة بالجمال والإبداع، فالمشايات دائماً ما تتحف الزائر بالمشاهد الذي سيمر من أمامها أو يمكن أن يتوقف عندها، فهي قطعة هامة في النمط الطبيعي يتم وضعه بطريقة مدروسة. كما يحتوي النمط الطبيعي من الحدائق في تفاصيله على مسطحات مائية كالبرك المائية ومنابع الأنهار بحيث توزع على جوانبها بعض النباتات والشجيرات والنباتات المتهدلة، ويمكن أيضاً أن تثبت بعض الحجارة الطبيعية والمتفاوتة الحجم وقد تتخللها نباتات من الشوكيات. تناغم وتوازن ويؤكد أحمد: لإثراء المكان يمكن تصميم جسر صغير للتنقل من ركن إلى آخر من المكان، ولابد أن لا ننسى أهمية توزيع بعض المقاعد التي تكون مستمدة من البيئة ذاتها، كمقعد خشبي من جذوع الأشجار يوضع في هذا الركن الجميل، ويمكن أن توزع أحواض الزهور بطريقة طبيعية غير محددة بخطوط مستقيمة بما أن هذا النمط يدعو إلى عدم التماثل إلا أنه لابد أن يكون هناك نوع من التناغم والتوازن بين أجزائها. ولابد من وجود جلسات في الحديقة في مكان غير بعيد من مصبات المياه أو البرك المائية بحيث يتلذذ المرء بأجواء المكان، ويأخذ قسطاً من الراحة فيه وهي الوظيفة الرئيسية التي تتحقق مع وجود الحديقة في أفينتنا الخارجية. ويضيف أحمد قائلاً: هناك أيضاً تصاميم قائمة على الربط بين التصميم الهندسي والطبيعي، بحيث يتداخل هذان التصميمان بطريقة متوازنة في صورة ووحدة متكاملة تريح النظر، ويطلق عليه «النمط المختلط». خطوط منتظمة وهندسية ويشير أحمد إلى وجود عدة معايير يجب أن تكون حاضرة عند توزيع مكونات الحديقة، وهي النسبة والتناسب، وهي القائمة على نظام تحديد أبعاد كل عنصر من عناصر الحديقة، كأبعاد الطرق وأماكن الجلوس والأحواض والمساحات بين النباتات وعدد من الأزهار، وأيضاً مراعاة التناسب بين حجم النبات والمكان الذي ستوضع فيه بحيث لا توضع النباتات القصيرة في مكان يتطلب وضع أشجار عالية فيه، وأن لا نضع الأشجار العالية في مكان قد يطغى على شكل ومظهر المنزل أو حتى الشروع في زراعة أشجار ضخمة في ممرات ضيقة، مما يجعل من الصعب المرور من خلالها. لذا لابد من توزيع الأشجار بشكل متوازن بدءاً بالمسطحات الخضراء التي تكسو أرض الحديقة ثم توزع الأزهار كخطوط منتظمة أو هندسية ثم على مقربة منها يمكن زراعة مغطيات التربة ثم الشجيرات وأخيراً الأشجار، وبذلك توزع النباتات بطريقة متوازنة من الأصغر ثم الأكبر فالأكبر. الأساور النباتية والأسيجة ويؤكد المنسق الزراعي عمر أحمد، أن عملية تحديد أبعاد كل عنصر من عناصر الحديقة أمر هام، حتى تظهر الصورة بشكل واضح ودقيق عند العمل على توزيع عناصر الحديقة، كتحديد الأبعاد، بحيث لا توضع النباتات القصير في مكان يتطلب منا وضع أشجار عالية حتى لا يؤثر على شكل ومنظر المنزل. ويضيف قائلا: لابد أن لا ننسى أهمية وجود الإطار في تحديد المكان وإبرازه، وهذا أيضاً يتجلى عند تنسيق الحدائق بشكل عام، فلابد من تحديدها بإطار حي بزراعة الأساور النباتية أو السياج، مع الحرص على توفر عنصر البساطة الذي يجعل من المكان بيئة جذابة للزائر، بخلاف الحدائق المزدحمة التي تتحول إلى بيئة طاردة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©