الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التطعيم والإكثار من السوائل أفضل سبل مواجهة فيروس «الروتا»

التطعيم والإكثار من السوائل أفضل سبل مواجهة فيروس «الروتا»
12 مايو 2014 20:50
مع حلول فصل الصيف، حظيت موافقة اللجنة الوطنية العليا للتحصينات الخميس الماضي، بإضافة تطعيم فيروس «الروتا» الذي يعطى للأطفال للوقاية من النزلات المعوية والإسهال، بارتياح كبير لدى الآباء والأمهات، ليكون اللقاح رقم 13 الذي توفره الدولة بالمجان لجميع الأطفال ضمن البرنامج الوطني لتحصين الأطفال. هذا اللقاح يعطي مناعة تتجاوز 80 % ضد الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز الهضمي للأطفال، والتي تسبب النزلات المعوية الشديدة ولا سيما في فصل الصيف، وقد باشرت الأجهزة المعنية في وزارة الصحة، وهيئتي الصحة في أبوظبي ودبي باتخاذ التدابير اللازمة للبدء بتنفيذ حملة التطعيمات على مرتين للأطفال حديثي الولادة وللأطفال الذي تقل أعمارهم عن عام.فما حقيقة هذا الفيروس؟ وكيف يمكن الحد من إصابة الأطفال به؟. خورشيد حرفوش (أبوظبي) يُعد فيروس الروتا - بحسب منظمة الصحة العالمية، السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بمرض الإسهال الحاد لدى الأطفال الصغار، ويتسبب في وفاة أكثر من 500,000 طفل تحت سن الخامسة كل عام في جميع أنحاء العالم. ويسبب هذا الفيروس المُعدي للغاية القيء والإسهال الحاد الذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف والوفاة المحتملة. ويُعتبر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين عرضة بشكل خاص للإصابة. فيتسبب فيروس الروتا في 37% من مجموع الوفيات الناجمة عن الإصابة بالإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة، وتحدث 95% من تلك الوفيات في البلدان النامية، وأنَّ 42% من جميع الأطفال دون سن الخامسة الذين يدخلون المستشفيات في آسيا يُعانون الإسهال الناجم عن الإصابة بفيروس الروتا، وأن 188,000 طفل دُون سن الخامسة يموتون كل عام من جراء الإصابة به. وفي حين يمكن معالجة الإصابة بهذا الفيروس عن طريق توفير السوائل والأملاح، فإن منظمة الصحة العالمية أوصت منذ عام 2009 باستخدام لقاح فيروس «الروتا» في جميع أنحاء العالم لمنع أو تقليل شدة أول إصابة أو إصابتين لدى الأطفال الصغار. العدوى الدكتورة راوانا جوني، اختصاصية الأطفال تشير إلى أن فيروس «الروتا» أو فيروس «العجلية» يُعتبر من أشهر الفيروسات المزعجة المسببة للنزلة المعوية والتهابات القناة الهضمية التي يصاب بها الأطفال ما بين عمر سنتين وخمس سنوات، ويُصاب به معظم الأطفال بنوبة واحدة على الأقل حتى سن ثلاث سنوات، وبنسبة تصل 95%، كما أنه يصيب الكبار أيضاً، لكنه يكون أكثر خطورة على الأطفال، خاصة من عمر 6 أشهر إلى 24 شهراً، وفي معظم الأحوال ينتقل الفيروس إلى الطفل بالعدوى عن طريق الأيدي الملوَّثة بالبراز أو الاستخدام الجماعي للمناشف الخاصة بالأطفال في دور الحضانة والروضة، كما أنه قد ينتقل أيضاً بطريقة انتقال عدوى نزلات البرد نفسها، أي عن طريق السعال والعطس أو الأشياء الملوثة، مثل لعب الأطفال. ورغم أنه فيروس مزعج، لكن علاجه بسيط، ويشمل بالأساس الإكثار من شرب الماء وحليب الرضاعة والسوائل لمنع الجفاف، وفي بعض الأحوال قد تكون هناك حاجة في حالات المرض الصعبة، لإعطاء السوائل عن طريق الوريد. وتضيف الدكتورة جوني: «الفيروس ينتقل بسهولة من اليدين إلى الفم عندما لا تحرص الأم أو المربية التي تتعامل مع الطفل المصاب بالعدوى على غسل اليدين بعد لمس الإفرازات الحاملة للفيروس، فإنه ينقله إلى كل من يلمسه، ومن هنا، فإنه قد ينقل العدوى إلى كل شخص يلمس الأسطح أو الأشياء أو الأدوات التي لمسها. كما يلاحظ أن للفيروس فصائل مختلفة عديدة، فمن الممكن الإصابة به مرَّات عدة، لكن العدوى الثانية تكون في أغلب الحالات أقل شدة». الأعراض عن الأعراض، تقول الدكتورة جوني: «إن أعراض الإصابة بهذا الفيروس تظهر في صورة إصابة الطفل بقيء شديد، يعقبه إصابة بإسهال مائي مصحوب بإفرازات ذات رائحة نفاذة للغاية، ويستمر هذا الإسهال لفترة تتراوح بين يومين إلى ستة أيام، وهذه الأعراض تظهر عادة بعد يوم ونصف اليوم إلى ثلاثة أيام من إصابته بالعدوى. كما يتلَّمس الأهل بسهولة ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 39,5 درجة أو أكثر، وفي بعض الأحيان أوجاع مزعجة في البطن، تسبب البكاء المستمر، وقد يقترن الإسهال بوجود قليل من الدماء، وقد تتزايد، مع تقيؤات متتابعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة. ومن السهولة أن تلاحظ الأم أعراض الجفاف في الفم، والبكاء دون دموع، والتقليل من التبول، والنعاس وعدم التفاعل الجيد. وأحسن الطرق للتأكد من الإصابة هو فحص إخراج الطفل للتأكد من وجود الفيروس من عدمه، وهذا أسهل وأفضل الطرق وأقلها تكلفة. وتجدر الإشارة إلى أن الإصابات الأولى «العدوى التي تحدث لأول مرة»، هي الأشد والأكثر احتمالاً أن تسبب الجفاف الذي يهدد الحياة. ويفضل لدى الرضع الزيادة من وجبات الرضاعة. أما الأطفال الذين يتغذون على بدائل الحليب، فيجب الاستمرار في إعطائها دون تخفيف تركيزها أقل من المعتاد، ويجب الامتناع عن تناول العصائر، أو منتجات الحليب، والأغذية الغنية بالسكر التي قد تزيد من حدة الإسهال». الوقاية أفضل السبل لحماية الأطفال إن الوقاية أفضل السبل لحماية الأطفال من الإصابة بالفيروس، ومن ثم ضرورة إعطاء الطفل التطعيم الواقي من الإصابة به، وذلك بدءاً من الأسبوع السادس وقبل إتمامه شهره السادس على أقصى تقدير. ووفقاً لنوعية أدوية التطعيم، ينبغي إعطاء الطفل الرضيع جرعتين إلى ثلاث جرعات من الدواء، بحيث يفصل بين كل منها أربعة أسابيع على الأقل، كما يمكن تلقي هذا التطعيم مع التطعيمات الأخرى، حيث يمكن للطفل أن يتحمله على نحو جيد، ودون متاعب، فتطعيم الطفل لن يعود بالنفع عليه وحده، وإنما على الأسرة بأكملها، حيث تضمن الأسرة بذلك عدم انتقال العدوى إليها عن طريق الطفل المصاب. ولتقليل الإصابة بالعدوى من فيروس «العجلية»، يجب التشديد على غسل اليدين بالصابون بشكل متواصل، خاصة بعد استعمال المرحاض، تبديل الحفاظات، ومساعدة الطفل بعد استعمال المرحاض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©