الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغيوم تلبد سماء صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا

الغيوم تلبد سماء صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا
29 ابريل 2012
باريس (أ ف ب) - من شركة “فوتوات” في فرنسا إلى شركة “فيرست سولار” في ألمانيا، تكثر مشاكل قطاع الطاقة الشمسية، لا سيما في أوروبا حيث يعاني مصنعو الألواح فائضا في المعروض يتخطى الحاجات، فضلا عن تراجع الإعانات الحكومية. يشرح جايتن ماسون وهو كبير الاقتصاديين في الرابطة الأوروبية لمصنعي الألواح الفوتوفلطية لوكالة فرانس برس “شهدت السوق ازدهارا شديدا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بحيث يصعب الحفاظ على هذه الوتيرة على المدى الطويل”. فخلال العام الماضي مثلا، تم إرساء ألواح شمسية بطاقة توازي 28 جيجاوات في أنحاء العالم أجمع، منها 22 جيجاوات في أوروبا، أي تقريبا ضعف الطاقة التي استحدثت في العام الذي سبق. وكانت حصة الأسد من نصيب ألمانيا وإيطاليا. وكانت الحكومات الأوروبية قد دعمت هذا النمو الجامح من خلال تقديم أسعار شراء تفضيلية للكهرباء التي تولدها الطاقة الشمسية، بغية مراعاة البيئة، لكنها تخفف حاليا من دعمها هذا الذي عول عليه قطاع الطاقة الشمسية للازدهار. وقد خفضت إيطاليا خلال الشهر الحالي الدعم الذي تقدمه لقطاع الطاقة الشمسية، حاذية حذو فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، وهي بلدان خففت من تدابيرها التحفيزية، أو حتى ألغتها. وفي المقابل، وصلت الطاقة العالمية لصناعة الألواح الشمسية إلى 55 جيجاوات خلال عام 2011، أي ضعف الطلب الإجمالي تقريبا، فانخفضت بالتالي أسعار المبيعات. وقد أدت هذه المعادلة، على حد قول جايتن ماسون، إلى “تساؤل بعض الجهات الفاعلة في القطاع عن قدرتها على الاستمرار في الإنتاج.. فبدأنا نشهد سلسلة من عمليات الإغلاق والإفلاس وتجميد القدرات الإنتاجية”. ويوضح جان إيف ليندهايمر مدير الفرع الفرنسي لشركة “صنتيك” الصينيــة العملاقة التي تعتـبر أول مصنــع عالمي للألواح الشمسية “دخلت السوق في مرحلة نضوج هي طبيعية ومفيدة في الوقت عينه، مع العلم أنه من غير الممكن أن تواصل السوق نموها الشديد”. ويعتبر جان إيف ليندهايمر أن “الانخفاض الأكبر من المتوقع الذي شهدته أسعار الشراء في أوروبا يفرض على بعض الشركات مشاكل خاصة بالاستراتيجيات وآليات التمويل، لكن من شأنه أن يسمح بتقويم وضع القطاع ودفع الشركات التي تبذل جهودا في مجال البحث والتطوير بغية تخفيض أسعار الإنتاج في مرحلة لاحقة”. وقد بدأت عملية اللجم المفاجئة هذه في أوروبا تلقي بظلالها على الساحة العالمية. فقد أعلنت شركة “صن باوير” التابعة لشركة “توتال” والتي تتخذ في الولايات المتحدة مقراً لها عن إغلاق مصنع في الفلبين الأسبوع الماضي، في خطوة تندرج في إطار البرنامج الذي اعتمدته لتخفيض تكاليفها. وأغلقت الأميركية “فيرست سولار” مصنعها الألماني في مدينة فرانكفورت، وهي تعتزم تعليق أربع وحدات إنتاج في ماليزيا. وفي هذا السياق، غالبا ما يتهم المصنعون الآسيويون باعتماد سياسات إغراق السوق على حساب منافسيهم الغربيين. لكن مدير الفرع الفرنسي لـ”صنتيك” يدحض هذه الاتهامات بصورة قاطعة. وهو يؤكد أن المصنعين الصينيين يحصلون على تمويل بنسب فائدة مماثلة لتلك المعتمدة في أوروبا (بين 4% و5% سنويا)، أي أعلى بكثير من التمويل الذي منحته واشنطن للمجموعة الأميركية “سوليندرا” (بين 1% و2%). من ثم، يعزى الانخفاض في أسعار المصنعين الآسيويين إلى ابتكارات تكنولوجية تساعدهم على الإنتاج بكلفة أقل. ويلفت ختاما إلى أن معامل التصميم والتجهيز والصيانة الخاصة بالألواح تستحدث في نهاية المطاف فرص عمل في بلدان المقصد، أكثر من الصناعة بحد ذاتها التي تعتمد على الآلات بشكل كبير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©