يوسف العربي (دبي) - ارتفعت قيمة استثمارات الإماراتيين في القطاع العقاري في المملكة المتحدة بنسبة 5%خلال العام الماضي مقارنة بعام 2011، بحسب دراسة لشركة هامبتنز إنترناشونال البريطانية.
وأرجعت الشركة زيادة استثمارات الإماراتيين في القطاع العقاري في المملكة المتحدة إلى تعافي القطاعات الاقتصادية في الدولة، وتحسن مستويات السيولة النقدية، فضلا عن استفادة المستثمرين من الانخفاض النسبي لسعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل سلة من العملات الأخرى بينها الدرهم.
وقدرت نسبة انخفاض سعر العقار التي يستفيد منها المستثمر العقاري في الإمارات عند شرائه إحدى الوحدات العقارية في المملكة المتحدة بنحو 18%، نتيجة تراجع سعر الجنية الاسترليني أمام العملة الأميركية خلال العامين الماضين.
يأتي ذلك في الوقت الذي نشطت فيه شركات تسويق عقاري بريطانية في طرح مشاريع سكنية ومكتبية في لندن وباقي أنحاء المملكة المتحدة للبيع أمام المستثمرين الإماراتيين الذين يبدون اهتماما متزايدا بالاستثمار العقاري في المملكة، بحسب مسؤولين تنفيذيين بهذه الشركات.
إلى ذلك، نظمت شركة “هامبتنز إنترناشونال” نظمت معرضاً باسم “ذي كوليكشن” في دبي على مدار يومي الجمعة والسبت الماضيين لإتاحة الفرصة أمام المستثمرين في الإمارات لشراء عقارات فاخرة في مواقعٍ حيوية وسط لندن.
وأتاحت الشركة للمستثمرين المحليين خيار تسديد دفعة مقدمة 10% من قيمة العقار وتسديد الباقي عند استكمال إنجاز المشروع بالتزامن مع زيادة الطلب المحلي على الاستثمار العقاري في المملكة المتحدة، خاصة العاصمة البريطانية.
كما أطلقت مجموعة إيه تو دومينيون البريطانية في دبي مشروع “وارف رود” العقاري، الواقع في منطقة “ايسلنجتون” وسط العاصمة البريطانية، ويوفر المشروع باقةً من الشقق الفاخرة المؤلفة من غرفة نوم واحدة أو غرفتين أو ثلاث غرف بجوار “قناة ريجنت” التي تعد واحدةً من معالم لندن، والتي تتيح وصولاً سريعاً ومريحاً إلى منطقة “سكوير مايل” في المدينة.
واستعرض مطورو المشروع العقاري “فيتزروي بليس” الواقع وسط مدينة لندن على مدار اليومين الماضيين الفرص الاستثمارية التي يتيحها المشروع للمستثمرين الإماراتيين.
ويوفر المشروع، الذي يضم 235 شقة سكنية بالإضافة إلى مطعم ومتاجر تجزئة ومرافق تعليمية وساحات عامة تمتد على مساحة تتجاوز 300 ألف قدم مربع، فرصة استثمارية للمستثمرين الإماراتيين الراغبين في الاستثمار في العقارات الحديثة ذات المواقع المتميزة في العاصمة البريطانية لندن.
ويقع مشروع “فتزروي بليس” في منطقة “دبليو 1” في لندن، والتي تعد من أكثر المناطق حيوية في العاصمة البريطانية، حيث تعج بالنشاط التجاري وتقع بالقرب من أحياء مايفير، وسوهو، وماريليبون، وبلومزبري وريجنت بارك، بالإضافة إلى قربها من عدد من المتاجر العالمية الشهيرة مثل “ليبيرتي” و”سيلفريدجز”.
وقال أندرو فيليبس، مدير المبيعات الإقليمي بشركة “هامبتنز إنترناشونال” البريطانية لـ “الاتحاد” إن معدل الاستفسارات التي تتلقاها الشركة من مستثمرين إماراتيين حول العقارات في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 68% خلال الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح انه في ظل تراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني، سيستفيد المستثمرون العالميون الذين يقومون بشراء العقارات الفاخرة في وسط لندن من تخفيض بقيمة 27% نتيجة تراجع الاسترليني أمام الدولار السنغافوري.
واستكمل “يتمتع العملاء الذين يشترون بالرنجت الماليزي بخصمٍ يصل إلى 23%، أما بالنسبة للدولار، الذي يرتبط به سعر العديد من العملات الأجنبية مثل الدرهم ودولار هونج كونج، فيتيح للمستثمرين فرصة الاستفادة من خصم 18%”.
عائد استثماري
من جانبه قال تيم ميرفي، الرئيس التنفيذي “آي بي جلوبال” المتخصصة في تسويق العقارات الدولية إن 50% المشتريات الإماراتيين العقارية في الخارج تتجه إلى ثلاث وجهات رئيسية هي لندن وكوالالمبور ونيويورك.
وأضاف أن اهتمام المستثمرين العقارين بالسوق العقارية في لندن يشهد زيادة مطردة، حيث تتصدر المدينة الوجهات الاستثمارية المفضلة نظرا للمردود الاستثماري الجيد التي تحققه على رؤوس الأموال.
تكلفة الإقراض
وقال إن السوق العقارية في المملكة المتحدة تتمتع بعدة مزايا، من أبرزها توفيرها مستويات أمان عالية، والإطار القانوني الراسخ، وانخفاض تكاليف الاقتراض وقلة المعروض من الوحدات السكنية، لاسيّما في المناطق الحيوية بوسط لندن.
وأشار إلى أن المدن الرئيسية في بريطانيا لا تحظى بنفس الإقبال من قبل المستثمر العقاري في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث يسجل السوق العقاري في المملكة خارج العاصمة لندن معدلات أداء أقل كونها مركزاً رائداً للخدمات المالية.
ويشكل المستثمرين الأجانب نحو 48% من إجمالي المشترين في منطقة وسط لندن، ويأتي غالبيتهم من دول منطقة الشرق الأوسط وتحديدا دول الخليج، بالإضافة إلى آسيا وروسيا ويبلغ العائد الإيجاري المتوقع ما بين 4 و6%.
ونوه بضرورة قيام المستثمر العقاري في هذه الأسواق الخارجية إلى دراسة مستويات العرض والطلب قدر الإمكان وفهم ومعرفة القطاع الذي يرغب المستثمر دخوله ووضع استثماراته المقترحة بالنسبة لهذه السوق والتأكد من نظام الإقراض العقاري للبلد الذي يتجه المستثمر لشراء عقارات فيه وتشريعاته القانونية والاطلاع على عائدات الإيجار المتوقعة والنمو المتوقع لرأس المال.
وقال إن 50% من عدد المستثمرين العقاريين في منطقة الخليج تقريبا يقومون بشراء العقارات في الخارج استناداً إلى معرفتهم العامة بهذه الأسواق
ويلجأ باقي المستثمرين إلى شراء عقارات من خلال الاعتماد على شركات استشارية متخصصة في هذا المجال حيث تقوم هذه الشركات بالبحث عن فرص استثمارية غالباً ما تكون أقل من الأسعار المعروضة في السوق استنادا إلى الأبحاث والدراسات الدقيقة التي تقوم بها على أهم الأسواق العقارية في العالم.
من جهته، قال دانيال فان جيلدر، الشريك المؤسس لدى شركة “إكسمبلر” الشركة المطوّرة لمشروع “فتزروي بليس” إن عقارات منطقة وسط لندن تشهد إقبالاً كبيراً من المستثمرين الإماراتيين، وذلك لما تتمتع به المنطقة من مردود مرتفع لتأجير العقارات وفرص النمو المستمرة.
وقال إن وسط مدينة لندن تتميز بقربها من العديد المراكز التعليمية العالمية المرموقة، والشركات الشهيرة ووجهات الجذب السياحي.
عدد اليوم
