المواصلات المائية في دبي تربط تراث الماضي بالحاضر

أحمد النجار (دبي) كثيرة هي المعالم والمزارات السياحية في الإمارات التي تجعل السائحين يقبلون عليها زرافات ووحداناً على مدار العام، خاصة مع استخدام أساليب ترفيهية مميزة لخدمة القادمين إلى الدولة من أنحاء العالم، ومنها شبكة المواصلات المائية بالغة الرقي التي تعتمد عليها مدينة دبي كواحدة من أهم وسائل المواصلات الجاذبة للسائحين على اختلاف فئاتهم، حيث تعمل هذه الشبكة وفق أرقى المعايير والمواصفات التي تجعل منها نزهة فريدة ووسيلة مواصلات ممتعة في آن، بحسب عبدالله يوسف، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة. مواصفات عالمية يقول يوسف، إن وسائل النقل البحري في دبي تعد وسيلة نقل ترفيهية ووجهة جذب سياحية معاً، مؤكداً أن وسائل النقل البحري المملوكة لهيئة الطرق والمواصلات من أفضل الوسائل الموجودة في العالم التي تم بناؤها وفق أحدث الاشتراطات والمواصفات العالمية، حيث صنعت من قبل أفضل وأكبر الشركات المصنعة للقوارب، كما تعد من أفضل الوسائل من حيث الراحة والسلامة. فضلاً عن كونها توفر أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة ووسائل مكيفة وتتكامل مع وسائل النقل العام الأخرى بالإمارة مثل المترو والحافلات العامة. وأوضح أن شبكة المواصلات البحرية تختلف عن غيرها من وسائل النقل الموجودة في العالم، كون هيئة الطرق والمواصلات، أحدثت نقلة كمية ونوعية في مجال النقل البحري للركاب بإمارة دبي من مجرد عبرات تقليدية إلى منظومة نقل مكتملة في عناصرها، متكاملة مع بقية أنظمة النقل الجماعي، وذلك عن طريق جلب أفضل الممارسات في مجال النقل البحري للركاب، وتبني أعلى معايير السلامة والمحافظة على البيئة. روعة التصميم وذكر أن الهيئة وفرت «فيري دبي» التي تعد أحدث وأكبر وسائل النقل البحري التابعة لهيئة الطرق والمواصلات، وتتسع كل منها لـ 100 شخص، ويتم استخدامها كوسيلة نقل بحرية إضافية سريعة تربط خور دبي مع مرسى دبي، ويتميز «فيري دبي» بروعة التصميم وبهيكل ثنائي القاعدة منخفض الأمواج «Catamaran Low Wash»، والتكييف المركزي والمقاعد المريحة التي تتسع لـ 100 راكب، بواقع 84 مقعداً للدرجة السياحية الفضية، و14 مقعداً لدرجة رجال الأعمال للدرجة الذهبية، إلى جانب مقعدين لذوي الإعاقة، وزودت العبارات «الفيري» بأربع شاشات (LCD & DVD)، وثلاث دورات مياه (للرجال، والنساء، وذوي الإعاقة)، إضافة إلى كشك مخصص لبيع الهدايا والوجبات الخفيفة. أسرع وسيلة أما عن خدمة تاكسي دبي المائي، فيعتبر بحسب يوسف، مشروعاً سياحياً فريداً لكونه أول وسيلة نقل بحرية فخمة مصنوعة من ألياف الكربون وفق تقنية عالية تضاف إلى وسائل النقل البحري لتسهيل وصول الركاب إلى الأماكن التي يقصدونها في أنحاء مدينة دبي بأقصر مدة ممكنة، وبسرعة قصوى ذات مواصفات عالمية وفريدة عبر التنقل ما بين 32 محطة. وأشار إلى أنه تم مؤخراً تشغيل العبرة التراثية المكيفة التي تتميز بروعة تصميمها التراثي الذي يجمع بين الشكل التقليدي للعبرة، وبين الحداثة والاستفادة من التقنيات الحديثة، وسقفها البانورامي، والتكييف المركزي الذي يغطى كابينة الركاب، ومقاعدها المريحة التي تتسع لـ 20 راكباً، كما تتميز بهيكلها المصنوع من مادة (الفايبر جلاس) أحادي القاعدة منخفض الأمواج، ووجود محركين صديقين للبيئة، يستخدمان «بنزين» عالي الأوكتين لا يخلف إلا انبعاثات كربونية بسيطة. قوارب ذكية وبالحديث عن خطتهم الاستراتيجية لتعزيز وتنويع تلك الوسائل في المستقبل، أوضح يوسف قائلاً: «نعتزم بناء وسائل إضافية وفق خطة عمل تستمر حتى عام 2020، والتوسع في بناء محطات لخدمة المقيمين والسياح في الإمارة، وبناء قوارب تعمل بالطاقات البديلة كالطاقة الشمسية وتطوير الخدمات الذكية لمستخدمي وسائلنا البحرية». وبالحديث عن وسائل النقل البحري في دبي من الناحية السياحية ومدى اجتذابها للزوار والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، التقينا منصور الفلاسي مدير إدارة النقل البحري مؤسسة المواصلات العامة الذي قال: «خدمات النقل البحري، سواء في القنوات المائية الداخلية كخور دبي ومرسى دبي أو على ساحل الخليج العربي، مروراً بالمشاريع الساحلية كنخلة جميرا وجزر العالم تجتذب السياح من مختلف الجنسيات لكونها تتيح لهم التعرف إلى تفاصيل ثرية وجماليات عمرانية وأجواء بحرية منعشة، وإطلالات خلابة على مناظر رائعة تتمتع بها إمارة دبي». أماكن حيوية وأشار إلى أنواع تلك الوسائل والأماكن الحيوية والسياحية التي يمكن اكتشافها قائلاً: «لدينا وسائل متميزة أبرزها التاكسي المائي والباص المائي –وفيري دبي والعبرة التي تنقسم إلى العبرة المكيفة، العبرة الكهربائية، العبرة بالبترول، حيث تشمل مناطق حيوية منها المناطق التراثية في خور دبي، ومرسى دبي ونخلة جميرا وسوق الواجهة البحرية، إلى جانب أماكن مستقبلية، منها مشروع قناة دبي المائية والخليج التجاري». العبرة المكيفة العبرة المكيفة يبلغ طولها عشرة أمتار، وعرضها 3.4 متر، وهي مزودة بخمس وحدات تكييف بقوة 5 أطنان، وتم فيها تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة، وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، وكذلك سماكة البدن الذي يؤمن مستوى سلامة عالية للعبرة، وسهولة القيادة لتوفر زاوية رؤية 360 درجة، مع إمكانية تحريك العبرة بشكل جانبي وسهولة المناورة، لافتاً إلى أنها حالياً تعمل العبرة المكيفة في المرحلة الأولى من محطة الجداف للنقل البحري، إلى محطة فستيفال سيتي للنقل البحري. أرقام في ارقام يقول عبدالله يوسف، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، إن عدد مرتادي الوسائل البحرية يبلغ 14,494,837 راكباً لعام 2015 موزعة على الوسائل بين التاكسي المائي: 31,222، والعبرة: 13,778,969، والباص المائي: 582,84، وفيري دبي: 102,462.