استنكر رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف وصف بعض الصحف لجولته الخليجية الأخيرة التي شملت السعودية والكويت وقطر بأنها جولة تسول. وأكد أن مصر دولة إقليمية مهمة في محيطها العربي والافريقي، وأنها بعد الثورة بصدد استعادة دورها الريادي في منطقتها، وأن ذلك ما لمسه خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين في السعودية والكويت وقطر حيث رحبوا بالدور المصري المهم والرائد، مؤكدين أن قوة مصر قوة للعرب جميعا.
وأوضح شرف أن جولته الخليجية كانت تبعث برسالة تقول إن مصر بدأت صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية وتؤكد فيها توجهها العربي ودورها الإقليمي، مشيرا في هذا الصدد إلى نجاح مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، والتي جاءت بعد تغير المناخ في مصر. ونفى شرف ـ في مؤتمر صحفي أمس ـ ما تردد عن وجود ضغوط خليجية على مصر لعدم محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو ربط المساعدات بعدم إجراء هذه المحاكمة. وقال إن مصر دولة قانون ولا أحد في مصر فوق المساءلة القانونية.
وناشد الصحافة المصرية بوضع ميثاق شرف إعلامي يحول دون نشر التقارير التي تتسم بالمبالغة والتهويل عن وجود فساد في سوق العمل المصري، الأمر الذي يخيف المستثمرين الأجانب من الاستثمار في مصر. وأكد أن حكومته أمامها مهمتين على درجة عالية من الأهمية خلال الفترة الحالية هما تحسين الوضع الاقتصادي وتحقيق الأمن والأمان في الشارع المصري. موضحا أن الوضع الاقتصادي الحالي يمر بمرحلة عنق الزجاجة، مما يتطلب مزيدا من الجهد والعمل من جميع فئات المجتمع المصري لدفع عجلة الاقتصاد وزيادة معدلات الإنتاج.
وقال إنه على الرغم من أن الاحتجاجات الفئوية حق مشروع، إلا أن استمرارها لمدة طويلة يؤثر على دولاب العمل وعجلة الإنتاج ويؤثر سلبا على النشاط السياحي، مؤكدا أن الحكومة ستعمل على حل المشكلات التي تواجه العاملين بشكل عام وشامل وليس بشكل فئوي محدود يراعي فئات بعينها، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع جديد للأجور يراعي الحد الأدنى والأقصى وتقليل الفجوة بينهما.واكد شرف أنه لمس خلال جولته الخليجية الأخيرة طلبا كبيرا على الاستثمار في مصر، وأرجع ذلك إلى ما تتمتع به مصر من مقومات عالية للاستثمار وبنية تحتية متقدمة لم تتأثر سلبا بأحداث ثورة 25 يناير. وأشار أيضا إلى اهتمام المستثمرين المحليين بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية الواسعة التي تتمتع بقوة شرائية ضخمة.
وشدد على وجود تنسيق كامل بين مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بهدف إنشاء الدولة المدنية الحديثة التي تقوم على أسس ديمقراطية. وقال إن حكومته ليست حكومة تسيير أعمال كما يصفها البعض، بل حكومة تسعى للخروج من عنق الزجاجة في الفترة الانتقالية وتسعى لحل المشكلات الداخلية والخارجية، وهي حكومة قادمة من الشعب تهدف إلى تحقيق رفاهية المواطن رغم نقص الإمكانات، وأن هذا النقص أو الأخطاء التي قد تقع فيها لا ينبغي أن تحول دون عبور هذه الفترة الانتقالية إلى مستقبل مشرق لمصر، وأنه عندما تسلم هذه الحكومة الراية تكون قد وضعت الأسس والقواعد التي سيتم البناء عليها لتحقيق النهضة.
ونفى ما يردده البعض من أن الحكومة الحالية تتسم بالضعف، مؤكدا أنها تحاول البناء بشكل متواصل، رغم أنها جاءت وسط ظروف بالغة القسوة والتعقيد.
وقال إن الحكومة تتعامل مع شعب جريح تعرض لظروف سيئة في ظل النظام السابق ويجب التعامل معه بتفهم وحساسية والاستجابة لمتطلباته ورفع المظالم التي تعرض لها.
من جانب آخر أكد الدكتور وزير الخارجية المصري نبيل العربي أن البعدين العربي والافريقي على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية والتي تتفق في المقام الأول مع مصلحة وأمن مصر القومي. وقال “ليس لنا أية حساسيات مع أية دولة في العالم”.ووصف جولة رئيس الوزراء عصام شرف الأخيرة التي شملت السعودية والكويت وقطر بـ “المهمة” حيث تم خلالها تبادل الرؤى حول العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي والدولي واستعراض الأوضاع في مصر حيث وجد الوفد المصري اهتماماً خليجياً كبيراً بهذا الأمر وبأهمية دور مصر وضرورة دعمها في هذه المرحلة.
وعما إذا كان تم التطرق من جانب المسؤولين في السعودية والكويت وقطر لمسألة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وربطها بالتعاون المستقبلي مع مصر قال العربي إن المسؤولين هناك أعربوا عن مشاعرهم تجاه هذا الموضوع إلا أنهم لم يربطوه بأي شيء آخر مشيراً إلى أنه تم بحث سبل التعاون الثنائي مع هذه الدول خاصة في مجال التجارة والاستثمار. وقال إن المسؤولين في الدول الثلاث أبدوا اهتماماً كبيراً بالتعاون الاستثماري مع مصر وكذلك بالتعاون الاستثماري الثلاثي مع السودان التي كانت قد عرضت مشروعاً كبيراً للاستثمار الزراعي من خلال أراض سودانية وأيد عاملة مصرية وأموال خليجية.
وفيما يتعلق بإيران قال العربي “إن هناك نوعاً من التخوف من تنامي العلاقات المصرية الإيرانية خاصة من قبل الدول الخليجية” مشيرا إلى أن مصر أكدت أنها فتحت صفحة جديدة مع كل دول العالم وأن الوفد المصري أوضح للمسؤولين بدول الخليج أن مصر ليس لديها سفارة في إيران وأن الحكومة المصرية لم تحدد اتخاذ خطوة للأمام في العلاقات مع إيران.وحول القضية الفلسطينية أكد العربي أن التوجه المصري يشدد على ضرورة رأب الصدع بين كافة الفصائل الفلسطينية وليس فقط بين فتح وحماس حتى تتقدم القضية للأمام مشيراً إلى أهمية الدعم الخليجي للدور الذي تقوم به مصر تجاه القضية الفلسطينية.وذكر أن التصور المصري يصب في ضرورة إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وليس الاستمرار في المفاوضات إلى ما لا نهاية مشيرا إلى مطالبة مصر بضرورة عقد مؤتمر دولي لحل القضية الفلسطينية حيث يريد الفلسطينيون تكثيف الاعتراف الدولي بهم كدولة لتحسين موقفهم التفاوضي “ونحن ندعم ذلك”.
نفي إصابة مبارك بغيبوبة
القاهرة (الاتحاد) - نفى مدير مستشفى شرم الشيخ الدولي الدكتور محمد فتح الله أمس إصابة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بغيبوبة، مؤكداً عدم وصول أي تعليمات رسمية بنقله إلى أي مكان آخر خارج المستشفى.وأكد في الوقت ذاته تواجد مبارك داخل المستشفى، موضحاً أنه يتناول الطعام والشراب بطريقة طبيعية لافتاً إلى عدم استقرار حالته النفسية.
عدد اليوم
