السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة السفن الكورية تعاني بشدة من تراجع التجارة العالمية خلال 2009

صناعة السفن الكورية تعاني بشدة من تراجع التجارة العالمية خلال 2009
26 ديسمبر 2009 23:42
تقدم واضعو السياسات في كوريا الجنوبية خلال الأسبوع الماضي بمقترحات تهدف للتصدي لمشكلة انخفاض طلبيات شراء السفن في كوريا الجنوبية التي تقودها سبع من أكبر عشر شركات لبناء السفن في العالم. ولكن وفيما يبدو فإن هنالك القليل من الفرص التي تتيح لهذه الشركات تفادي الخسائر الفادحة في الوظائف ومواجهة العديد من المصاعب المالية الشائكة في السنوات القادمة. علماً بأن الشركات العالمية في بناء السفن ظلت وحتى بعد بداية انتشار التباطؤ العالمي في العام الماضي تعمل بكامل سعتها في تركيب ولحام المئات من السفن التي تم شراؤها ما بين عامي 2005 و 2007، أي الفترة التي شهدت أكبر عدد من طلبيات السفن على الإطلاق. إلا أن هذه الطلبيات اتجهت الى انخفاض مريع في الأشهر القليلة الماضية مما يعني أن النشاط في أحواض السفن في جميع أنحاء العالم سوف يبدأ في التراجع والانحسار في العام المقبل قبل أن ينخفض بحدة في عامي 2011 و2012. ومما لا شك فيه فإن هذه الكارثة المؤجلة سوف توجه لطمة قاسية على وجه الخصوص لشركات بناء السفن في كوريا الجنوبية، حيث تساهم الصناعة بحوالي 10 في المائة من قيمة الصادرات الكورية، وهو الأمر الذي دعا شركات بناء السفن في الدولة الى مواجهة المشكلة عبر التحول الى بناء منصات النفط البحرية الخاصة بشركات الطاقة مؤخراً. أما الأهم من ذلك فقد تقدمت وزارة التجارة في كوريا الجنوبية في الأسبوع الماضي بمقترحات للرئيس لي ميونغ باك تهدف للتعامل بكفاءة مع الأزمة المحتملة. وتتضمن الخطة في مراحلها الأولى إعادة هيكلة أكثر الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم تأثراً بالمشكلة الى جانب توفير المساعدات والدعم المالي من أجل تشجيع شركات بناء السفن على الدخول في أعمال تجارية جديدة مثل بناء معدات طاقة الرياح البحرية المولدة للطاقة. ولكن الأمر ما زال يحتاج الى أشهر عديدة قبل أن تمضي الحكومة قدماً في تنفيذ هذه المقترحات، وذلك في الوقت الذي ذكر فيه التنفيذيون والاستشاريون في الصناعة أن الصناعة لن يمكنها تفادي انهيار حاد في الأنشطة في داخل الأحواض في السنوات القادمة ما لم يحدث انتعاش هائل في طلبيات الشراء في العام المقبل. ولكن مثل هذا الانتعاش ليس من المرجح أن يتحقق لأن كافة شركات الشحن البحري أصبحت تعاني من انخفاض بمعدل 12 في المائة في حجم التجارة العالمية. ولقد وجدت بعض هذه الشركات نفسها مجبرة على نقل البضائع بأقل من سعر التكلفة، بينما لجأ البعض الآخر الى ترك السفن متوقفة بالقرب من الموانئ في جميع أرجاء العالم. ويشير المحللون الى أن الأمر سوف يستغرق سنوات عديدة حتى تتمكن شركات الشحن البحري من امتصاص أعداد السفن الجديدة التي طلبت شراؤها قبل أعوام قليلة مضت وما زال العمل جارياً لإكمالها في داخل أحواض السفن. ويقول كي وون كانج نائب رئيس شركة دايو لبناء السفن والهندسة البحرية في مدينة جيوجي في كوريا الجنوبية “ظل ملاك السفن طيلة هذا العام يناضلون بسبب الوضع الاقتصادي المتأزم والنقص المريع في حجم التجارة. وكنتيجة لذلك فقد أصبحت صناعة بناء السفن تعاني الأمرين أيضاً ولا يوجد أحد يعرف حتى الآن متى سوف يعود السوق الى الانتعاش”. ويشار الى أنه وخلال الفترة حتى نوفمبر من هذا العام وصل مستوى طلبيات الشراء للسفن الجديدة الى ما يعادل 6,5 مليون طن من إجمالي “السعة المعوضة”، وهو المقياس المعمول به لمعرفة حجم السفن، وفقاً لإحصائيات شركة كلاركسونز بي إل سي للسمسرة والاستشارات في مجال الشحن البحري في لندن، وهو رقم يقل بكثير عن إجمالي ؛السعة المعوضة في السفن والتي تم طلب شرائها في كامل العام الماضي بمقدار 46,9 مليون طن وعن تلك التي تم طلبها بمقدار 89.7 مليون طن في عام 2007، أي العام الأكبر في طلبيات شراء السفن في كامل تاريخ الصناعة. وفي خضم فترة التباطؤ الاقتصادي، تفوقت شركات بناء السفن في الصين على نظيراتها في كوريا الجنوبية في تلقي طلبيات الشراء الجديدة على الرغم من أن الأرقام المفرج عنها من كلا الدولتين أقل بكثير من مستويات العام الماضي. ولكن شركات بناء السفن في كوريا أعلنت عن عدد من الصفقات الكبرى في الأسابيع القليلة الماضية وبشكل ربما يمكن الشركات المصنعة في كوريا الجنوبية إنهاء العام وهي في وضعية الريادة. وأعلنت شركة “دايو” لبناء السفن، ثالث أكبر شركة في العالم في هذا المجال من ناحية الإيرادات والسعة بالأطنان بعد شركة “هيونداي” للصناعات الثقيلة وشركة “سامسونج” للصناعات الثقيلة، الأسبوع الماضي أنها تلقت طلبيات للشراء بقيمة 1,1 مليار دولار من أجل بناء سفينتين للحفر البحري للنفط، على أن يتم تسليمهما في عام 2012، وفي وقت مبكر من هذا الشهر كانت شركة سامسونج قد أعلنت عن طلبية للشراء من أجل بناء سفينة عبارة بحيث يتم تصميمها لكي تصبح أحد المساكن الفخمة العائمة، وهي أول طلبية للشراء تحصل عليها شركة “سامسونج” خلال 2009، علماً بأن التنفيذيين في شركتي “سامسونج” و”دايو” كانوا قد ذكروا في العام الماضي أنهم يستهدفون الحصول على طلبيات بقيمة 10 مليارات دولار في هذا العام. وكنتيجة لذلك فقد أصبحت شركات بناء السفن تسعى للحصول على المزيد من الصفقات في مجالات أخرى أهمها بناء منصات النفط والغاز البحري عوضاً عن عقود بناء السفن، ولكن أعمال بناء المنصات البحرية لا يوفر سوى 20 في المائة فقط من إيرادات شركات بناء السفن، ولكن من المقدر لهذه الأعمال أن تشهد نمواً يتراوح ما بين 40 و 50 في المائة في السنوات القادمة، كما يشير المحللون. وهنالك بعض المستثمرين وشركات بناء السفن الذين أصبحوا يتطلعون لبناء المنصات البحرية التي تتركب عليها مراوح إنتاج طاقة الرياح الخاصة بتوليد الكهرباء. “عن وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©