شن نظام العقيد معمر القذافي أمس هجوما واسع النطاق على مدينة مصراته المحاصرة منذ شهرين، بينما تم تشييع اصغر أبناء الزعيم الليبي وثلاثة من أحفاده في طرابلس. ولم يحضر الزعيم الليبي دفن نجله الأصغر سيف العرب إلا أن ابنيه سيف الإسلام ومحمد كانا حاضرين ضمن عدد من المسؤولين الحكوميين.
وحاولت دبابات تابعة لقوات القذافي دخول مصراتة من مدخلها الجنوبي الغربي عبر قصف المدينة التي قتل فيها ستة أشخاص على الأقل في قصف ليلي، بحسب الثوار. وقال المصدر نفسه ان “دبابات القذافي تحاول دخول المدينة من الغيران” احدى ضواحي مصراتة قرب المطار التي تركزت فيها المعارك في الأيام الماضية. وقال مراسلو فرانس برس ان عدة انفجارات دوت في المدينة وضواحيها. وسمع اطلاق نار متقطع من رشاشات ثقيلة قبل أن يتوقف.
وقال متحدث باسم المعارضة إن قوات القذافي تقصف بعنف الميناء في مصراتة. وتابع حسن المصراتي لرويترز عبر الهاتف “الميناء يتعرض لقصف عنيف. قوات القذافي أطلقت نحو مئة صاروخ حتى الآن. لم يتوقف القصف على مصراتة خلال الستة والثلاثين ساعة المنصرمة”. واستطرد “يبدو أن حلف شمال الأطلسي نسينا وشجع هذا قوات القذافي. قوات حلف الأطلسي لم تفعل شيئا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة”.
وما زالت اربع سفن انسانية، خصوصا سفينة تابعة للمنظمة الدولية للهجرة تقف مقابل مرفأ مصراته بانتظار ضوء اخضر من الحلف الأطلسي لترسو في الميناء. وقالت مصادر من المتمردين ان القوات الموالية للقذافي زرعت ألغاما في المياه قبالة المرفأ وما زالت تشل الحركة.
من جهة اخرى، أفادت مصادر طبية ان المستشفى الرئيسي في المدينة لم يعد قادرا على استقبال ضحايا. وقال طبيب غربي إن “هناك سبعة اسرة في قسم العناية الفائقة الى حيث نقل ثمانية أشخاص. والجريح الثامن ليس لديه جهاز تنفس ويتناوب الممرضون لجعله يتنفس يدويا. اذا وصل جريح اخر مصاب بجروح بالغة فسيموت”.
وفي وقت لاحق قال متحدث باسم المعارضة لرويترز ان القوات الموالية للقذافي أوقفت قصفها لميناء مدينة مصراتة بعد ان تعرضت لهجمات جوية لحلف شمال الأطلسي لكن الميناء لا يزال مغلقا. وقال المتحدث ويدعى رضا “وقعت هجمات لحلف شمال الأطلسي على مشارف المدينة (اليوم) امس”. واضاف “الميناء لا يزال مغلقا. قصفته قوات القذافي في وقت سابق . وقد توقف القصف الآن”.
ويسود رعب في مصراته، وسط تقارير أن ما يربو على خمسة آلاف من قوات كتائب القذافي تتجمع في بلدة قريبة. وقال مجموعة من النشطاء في مصراته في بيان لهم إن الثوار فرضوا حظر تجول من غروب الشمس وحتى الفجر كرد فعل على تلك الأنباء. وذكر النشطاء أن المعتصم، نجل الزعيم القذافي، يجند شبابا في بلدة “زليتان” التابعة لمصراته غربي ليبيا. وتقول المعارضة إن معظم المجندين يرتدون ملابس مدنية ويقودون سيارات مدنية. وأعطي لبعضهم أقنعة واقية من الغازات، الأمر الذي أثار تكهنات بشأن نواياهم وتعزيز الثوار لنقاط التفتيش المواجهة لمناطق الغزو المحتملة.
وفي طرابلس، واصل الحلف الأطلسي ضرباته. وقال شهود عيان ان ثلاثة انفجارات دوت قبيل منتصف ليل الاحد الاثنين في شرق العاصمة الليبية بعد تحليق كثيف لطائرات الحلف الأطلسي فوق طرابلس. وقال هؤلاء الشهود ان مصدر الانفجارات هو شرق المدينة.
وقال متحدث اخر باسم المعارضة إن حلف شمال الأطلسي شن غارات جوية خلال الليل على مواقع لقوات القذافي ودمر على الأقل عشر دبابات وعربات. وقال المتحدث باسم المعارضة ويدعى عبد الرحمن لرويترز في اتصال هاتفي من الزنتان “ضرب حلف شمال الأطلسي الليلة قبل الماضية منطقة الى الشرق من البلدة. أحصينا 12 صاروخا سقطت هناك. ما بين 10 و12 دبابة وعربة دمرت”.
وسقطت اربع قذائف ثقيلة أطلقتها كتائب القذافي خلال معارك مع معارضين، على الأراضي التونسية ولكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا وذلك بالقرب من مدينة الذهيبة الحدودية بجنوب تونس.وسقطت اول قذيفتين عصر امس الأول في منطقة صحراوية وعلى بعد 1500 متر من مركز الحدود بين البلدين في الذهيبة. ثم انفجرت قذيفتان بالقرب من مدينة الذهيبة التي تبعد أربعة كيلومترات عن الحدود: الأولى في مكان لتجميع الخردة وعلى بعد مئة متر من منزل والثانية في ارض خلاء.
عدد اليوم
