الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“سياج” اليمنية تطلق مشروع “الفن لأجل حقوق الأطفال”

“سياج” اليمنية تطلق مشروع “الفن لأجل حقوق الأطفال”
26 ديسمبر 2009 23:55
أطلقت منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن مشروع “الفن لأجل حقوق الأطفال” في حفل فني أقامته للطفل والذي أقيم بدعم من منظمة رعاية الأطفال “save chieldrens”، وتم خلال الفعالية عرض فيلم وثائقي ومسرحية محتوياتهما تنصب حول إعادة الطفل إلى المدرسة ووضع حد لظاهرة التسرب من المدارس إلى الشوارع والتحاق الطفل بسوق العمالة. يتحدث الفيلم عن طفل يدعى عماد عانى كثيرا من العنف والتمييز وينبه إلى مخاطر ذلك على الأطفال في المدارس لتكتمل التحذيرات بالمسرحية التي عرضت تحت عنوان “علموني” قدمها الفنان الكوميدي وقائد فرقة المجد الفنية صلاح الوافي والتي تحدثت في مضمونها عن تسرب الأطفال إلى الشوارع والعمل باكراً وإجبارهم على ترك الدراسة في سن مبكر. وأقيم العرض في حديقة السبعين بصنعاء بحضور حشد كبير من الشخصيات والجهات الإعلامية والحقوقية الناشطة في مجال حقوق الطفل والمجتمع المدني وطلاب المدارس، بنين وبنات، إضافة إلى سكان المناطق المستهدفة بمشاريع منظمة (Save the Children) وهي الصافية والخفجي بأمانة العاصمة صنعاء. رئيس منظمة سياج أحمد القرشي أكد لـ”الاتحاد” أن تدشين مشروع “يوم الفن لأجل حقوق الأطفال” هو الأول للمنظمة، ويتمنى أن يستمر مستقبلاً. وقال: “الفن أهم محطة لتقديم توعية وتثقيف الطفل لما تحمله رسالة الفن من سهولة للوصول إلى وعي الطفل من حيث عدة أشكال فنية مثل الرسم والإنشاد والمسرح وأفلام الكرتون”. حرمان الأطفال قال القرشي إن 150 ألف طفل يعانون الحرمان في صعدة وتنقصهم أبسط حقوقهم الطفولية ناهيك عن تسبب الحرب في تشريد الآلاف منهم والذين يعيشون في مخيمات تنقصهم فيها العلاجات والمياه والغذاء. وتطرق القرشي لما يعانيه الطفل في اليمن إذ يتعرض الأطفال النازحون في صعده لكثير من الظلم والمعاناة وافتقادهم للحرية في ظل النزاعات والحروب الداخلية. وأضاف أن منظمته تقدم خدماتها لقضايا الطفولة عبر 10 محامين يقفون أمام القضاء لمساندة أسر الأطفال لتقديم العون في القضايا الخاصة بالطفولة مجاناً حيث وقعت منظمة سياج مع نقابة المحامين اتفاقية لتبني قضايا الطفولة ولتقديم خدماتها للدفاع عن حقوق الطفل في اليمن. ويرى القرشي أن المجتمع اليمني غير واع بحقوق الطفولة إذ أنه ينظر لحقوق الطفل بمسؤولية أقل، مشيرا إلى أن المجتمع مثلاً ينظر إلى قضية الزواج المبكر بشكل إيجابي. وبين أن منظمته تسعى لإيجاد قاعدة لها لحماية الطفل بمعاونة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن استراتيجية منظمته من عام 2010 إلى عام 2015 م تقوم على أن يكون المجتمع حاميا للطفل لأن أكبر الانتهاكات التي يتعرض لها الطفل تأتي من محيط الأسرة والمعلم. وأكد القرشي أن منظمته أمامها تحديات كبيرة في أن يكون المجتمع حاميا للطفل، معتبرا أن الفن أحد أهم وسائل التثقيف في المجتمع في ظل الأمية المتفشية في أوساطه ولذلك ستقدم المنظمة مشاريعها المستقبلية التي تتمثل في مشاريع التعليم وبرامج توعوية في مجال حقوق الطفل ومشاريع حماية الأطفال في الحروب والنزاعات الداخلية. من جانبه، يرى اندرو مور مدير منظمة رعاية الأطفال أن هذه الفعالية هي شراكة بين منظمته ومنظمة سياج لمناصرة ودعم حقوق الاطفال ودعمهم في مختلف الجوانب. بين التسريب والتهريب أقامت منظمة سياج لحماية الطفولة فعالية مفتوحة لمشروع “الفن لأجل حقوق الأطفال”، وتم في الفعالية عرض أول فيلم وثائقي تنتجه منظمة سياج عن العنف والتمييز ضد الأطفال في المدارس ومسرحية مفتوحة عن التعليم. وكتب قصة فيلم “قصة عماد” واخرجه حمادي الراجحي، وأشرف على إنتاجه أحمد القرشي. وعرض الفيلم الوثائقي الطالب الذي عانى من العنف في مدرسته ما جعله يكره المدرسة ويتركها في سن مبكرة وكذلك عن بعض حالات التمييز بين الأطفال في المدارس ما يؤثر على نفسية الأطفال ويدفعهم إلى مغادرة مدارسهم والتسريب من المدرسة هي أول مشكلة تواجه الطفولة يأتي بعدها مشكلة تهريب الاطفال كنتيجة لتسرب الطفل إلى سوق ما يسمى بعمالة الأطفال. وقصة عماد من الحكايات الواقعية التي تواجه الطفولة في اليمن والتي ركزت على حرمانه من التعليم في حين كانت مؤسسة “شوذب للطفولة والتنمية” أنتجت في وقت سابق أول فيلم كرتوني يمني يتناول مشكلة تهريب الأطفال إلى خارج الوطن بعنوان “عودة أحمد” ومدته 20 دقيقة، والفيلم من تأليف عبد الرحمن عبد الخالق ورسوم رفاء الأشول، ويدور حول حكاية واقعية عن طفل يضطر والده تحت ضغط الفقر، إلى تسليمه لتاجر يمارس تهريب أطفال إلى السعودية. ?و”عودة أحمد” يحكي عن طبيعة المعاناة التي يلاقيها أحمد ورفاقه أثناء عملية تهريبهم، كما يسلط الضوء على استخدامهم في أعمال لا يجيزها القانون كالتسول؛ إلا أن الظروف القاسية التي يواجهها أحمد، تدفعه إلى الهرب والعودة إلى الديار بينما يتطرق فيلم قصة عماد إلى هجرة التلاميذ لمقاعدهم الدراسية وحرمانهم من التعليم لأسباب العنف والتمييز فيما هناك أسباب أخرى لتسريب الأطفال إلى الشوارع، منها بحسب الدراسات الميدانية، الوضع الأسري ومستوى الدخل وارتفاع نسبة البطالة وحجم الإعالة الأسرية من حيث زيادة أعداد الأولاد نتيجة للخصوبة المرتفعه في البلاد وعدم الاكتراث بما يعرف بالصحة الانجابية. ويشير سيناريو فيلم قصة عماد إلى أنه يوجد في اليمن حوالي مليون طفل يواجهون خطر الأمية في البلاد وهو يصدر تحذيرات من مخاطر بقاء الأطفال خارج أسوار مدارسهم التعليمية في عصر ثورة المعلومات والمعرفة. طفل يمني يصرخ: “علموني” قدم الفنان صلاح الدين الوافي، رئيس فرقة المجد، مسرحية بعنوان “علموني” بمشاركة عدد من الفنانين الأطفال والكبار. وتناولت المسرحية معاناة الأطفال كإرغام الآباء أبناءهم على ترك التعليم للتوجه إلى العمل في سن مبكر. وتسعى منظمة سياج لحماية الطفولة لجعل مشروع الفن لأجل الأطفال أحد برامجها الثابتة والدائمة نظرا لأهمية وتأثير الفن في إيصال الرسالة وتحقيق الأهداف، وتأكيداً على حرص المنظمة وسعيها العملي لجعل كافة مكونات التأثير الاجتماعي شركاء لها في حمل رسالتها وتحقيق أهدافها النبيلة وفي مقدمتها تعزيز قيم ومفاهيم حقوق الطفل في أوساط المجتمع.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©