الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منافسة 2016.. انتخابات عادية

3 سبتمبر 2016 22:26
تبدو انتخابات 2016 على السطح وكأنها غريبة ومختلفة، مع كل قواعد السياسة التي يبدو أنها تُحطم كل يوم. لكن إذا ألقينا نظرة من بعيد، سنجد أن الانتخابات العامة تمضي، حتى الآن على الأقل، كما ينبغي، نظراً لأن الحزب الجمهوري قد اختار شخصاً من خارجه ليصبح مرشحه. وفي حقبة من الأحزاب القوية، من السهل فهم الانتخابات العامة لعام 2016 باعتبارها انتخابات بين الأحزاب. وعلى جانب الحزب الديمقراطي، أثبتت هيلاري كلينتون أنها مقبولة للجهات الفاعلة في الحزب الديمقراطي، من سياسيين ونشطاء وتكنوقراط وجهات مانحة، وكذلك للمسؤولين الرسميين، وجماعات المصالح، ووسائل الإعلام المنحازة للحزب. هؤلاء الديمقراطيون يسيطرون على حزبهم ومستقبله بقوة. وقد حصلت هيلاري على أغلبية ساحقة من تأييدهم حتى قبل الانتخابات التمهيدية والمؤتمرات الحزبية. ومعظم الجهات الفاعلة القليلة في الحزب التي كانت تؤيد بيرني ساندرز انتهى بها الحال لتأييد هيلاري بعد أن خسر مرشحها الاشتراكي. ورغم قول الكثيرين عن تصنيفها غير المواتي في استطلاعات الرأي الوطنية، فإن هيلاري تحظى بشعبية بين الناخبين الديمقراطيين. وهذا ليس من قبيل الصدفة. فالناس الذين يرتبطون بحزب معين يميلون إلى التجاوب مع إشارات متفق عليها من قبل زعمائه وناشطيه. أما بالنسبة للجانب الجمهوري، فإن سياسة الحزب تفسر أيضاً معظم ما يحدث، لكن فقط تحت ظروف مختلفة تماماً. فالمرشح الذي يفتقر إلى المؤهلات التقليدية لهذا المنصب، ينتهك عقيدة الحزب فيما يتعلق بالسياسة، وغالباً ما يتصرف مثل مهرج ومتعصب رغم أنه يحتفظ بتأييد معظم الناخبين الجمهوريين. والشيء الذي نراه غالباً هو الولاء للحزب. فقد يقول الكثير من الناخبين إنهم يختارون بأمانة المرشح، وليس مجرد اتباع خطى الحزب تلقائياً، لكن هذا ببساطة ليس صحيحاً. فما الاحتمالات التي يقرر فيها الناخب، بشكل مستقل، أن ترامب، وميت رومني، وجون ماكين، وجورج بوش الابن، وبوب دول.. كانوا أشخاصاً أفضل من هيلاري كلينتون، وباراك أوباما، وجون كيري، وبيل كلينتون.. أو العكس بالعكس؟ لذا لا ينبغي افتراض أن ناخبي الحزب الجمهوري الذين يتمسكون بترامب هم المتعصبون الذين يريدون مرشحاً يدير حملة تخاطب المتعصبين. إن معظم الجمهوريين يتمسكون فقط بالحزب لأنها عادة قوية. ومع ذلك، فإن أكثر من العدد المعتاد من الجهات الفاعلة في الحزب الجمهوري والناخبين يرفضون مرشحهم. وهذه أيضاً قصة حزب. ومن السهل أن نفهم لماذا يكون خبراء السياسة الخارجية هم الجهات الفاعلة في الحزب، والتي من المرجح جداً أن تتخلى عن ترامب، وربما تؤيد هيلاري. إن مواقف ترامب بشأن التجارة، والناتو، وروسيا.. على سبيل المثال، بعيدة كل البعد عن التيار السائد للحزب والذي يشعر الجمهوريون الذين يعتبرون الأمن القومي شغلهم الشاغل، أن الحزب من خلال ترشيحه يركلهم أساساً إلى الخارج. والصورة أكثر اختلاطاً بالنسبة للجمهوريين الذين يهتمون في المقام الأول بالقضايا الاقتصادية. فسياسات ترامب المعلنة أحياناً تنتهك عقيدة الحزب؛ كونه يعد بعمل حكومي، ويدافع عن تقليص الحكومة، على سبيل المثال، لكنه مع التيار السائد للحزب الجمهوري فيما يتعلق بخفض الضرائب للأغنياء. هؤلاء الجمهوريون قد يعتقدون أيضاً أن مواقف ترامب بالنسبة للضرائب والإنفاق أقل أهمية إذا كان على استعداد للرضوخ لأعضاء الكونجرس من الجمهوريين. والمجموعة الأكثر ولاءً من الجهات الفاعلة للحزب كانت مجموعة المحافظين الاجتماعيين. وهذا أيضاً منطقي. فالجماعات المناهضة للإجهاض تهتم أكثر بالمحكمة العليا. وهم قد لا يثقون بترامب على الإطلاق في التمسك بالقائمة التي يوافق عليها المحافظون من المرشحين المحتملين للمحكمة الذين يروج لهم. لكنه إذا اختار أسماء من دفتر الهاتف، فهو لا يزال أكثر احتمالا لأن ينتج قضاة محافظين اجتماعياً أكثر ممن ستختار هيلاري. ونتيجة لكل هذا، فالحزب الجمهوري حزب منقسم، ما يعني أن الرسالة في وسائل الإعلام ستكون أضعف وأكثر اختلاطاً، وهذا بدوره يعني أن بعض الناخبين الجمهوريين سيفشلون في دعم ترامب. صحيح أن ترشيح ترامب في المقام الأول يتحدى ما كنا نعتقد أننا نعرفه عن عملية الحزب لاختيار مرشح لمنصب الرئيس. لكن نظراً لأنه تم ترشيحه، فإن كل أدواتنا العادية لتفسير الانتخابات يبدو أنها تعمل على ما يرام، على الأقل في الوقت الحالي. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©