الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باحثة مصرية تؤكد على أهمية القراءة في تنمية مهارات التفكير

باحثة مصرية تؤكد على أهمية القراءة في تنمية مهارات التفكير
26 ديسمبر 2009 23:58
حصلت رشا محمد عبد الله على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية (قسم علم النفس) عن الرسالة التي ناقشتها مؤخراً في كلية البنات، جامعة عين شمس، وكانت تحت عنوان “أثر برنامج تدريبي لتعليم استراتيجيات قراءة المحتوى على تنمية بعض العمليات المعرفية”. تناولت رشا محمد عبد الله، في رسالتها، مفهوم القراءة من خلال أحد الاتجاهات الحديثة في التعليم التي تطورت في العقد الأخير يطلق عليه “مدخل تعليم القراءة داخل مجالات العلم المختلفة “ (Reading in content areas) وهو عبارة عن مجموعة من الاستراتيجيات التعليمية التي يمكن أن يستخدمها المعلم أو الطالب أثناء قراءة المواد الدراسية، حيث تساهم في تنشيط وتنمية مهارات التفكير المختلفة، وهي تعتمد في أساس تطبيقها على عملية القراءة، ولا يقتصر استخدامها على معلمي مادة القراءة في اللغة العربية، إذ إن هذه الاستراتيجيات تتمتع بمرونة عالية بحيث يمكن استخدمها مع مختلف المحتويات العلمية والأدبية. تقول عبدالله:”أعددت برنامجاً تدريبياً موجهاً لمعلمي المرحلة الإعدادية، حيث قمت بتدريبهم على كيفية استخدام وتطبيق هذه الاستراتيجيات داخل الصفوف الدراسية، وكيفية إعداد البيئة الصفية المناسبة والتي تتركز على عدة مفاهيم أساسية مثل استخدام لغة الحوار والمناقشة وحرية الرأي، التعلم من خلال المجموعات التعاونية والتأكيد على أهمية العمل الجماعي”. المخ قابل للتعديل تذكر عبدالله أن الأساس النظري لهذا البرنامج التدريبي يرتكز إلى مجموعة من النظريات الحديثة في علم النفس المعرفي والعصبي، مثل نظرية “قابلية البناء المعرفي للتعديل الذاتي”، والتي تشير إلى أن المخ البشري عبارة عن نظام مفتوح قابل للتعديل من خلال مراحل الحياة المختلفة، كما أنه سريع الاستجابة لأشكال التدخل بشرط أن يكون هذا التدخل موجهاً كماً وكيفاً بطريقة مناسبة تبعاً لحاجة الفرد. بالإضافة إلى النظرية الاجتماعية لفيجوتسكي، التي تشير إلى أهمية عملية التفاعل الاجتماعي بين المعلم والطلاب داخل الصف الدراسي، والتأكيد على أهمية توفير البيئة المحيطة المناسبة التي تساهم في تنشيط عمليات التفكير، والتأكيد على عدم إصدار الحكم على ما يعرفه الطالب وما يتقنه فقط، وإنما على ما يستطيع أن ينجزه ويحققه إذا أتيحت له ظروف مختلفة، وبيئة تعليمية ثرية. وتشير الباحثة إلى الدور المهم للمعلم في العملية التعليمية وضرورة تغيير دور المعلم من مجرد الملقن الذي يملي على الطلاب ما الذي يجب عليهم القيام به إلى دور الموجه والميسر في عملية التعليم، كذلك إلى أهمية تغيير دور الطالب من متلق سلبي للمعلومات يقوم بحفظها بشكل آلي إلى التفاعل معها وممارسة عمليات التفكير المتنوعة للوصول إلى الفهم الحقيقي. الرعاية الفكرية تؤكد الباحثة أن طالب العصر الحالي بحاجة إلى الرعاية أكثر من أي وقت مضى، حتى يستطيع أن يواكب متغيرات هذا العصر، وأن الرعاية لا تقتصر على الجوانب الجسمية والاجتماعية والانفعالية فقط، بل ينبغي أن تمتد لتشمل الجوانب المعرفية، وأننا إذا كنا نريد أن نلحق بقطار التقدم على كافة المستويات الذي انطلق بسرعة مذهلة في العقود الأخيرة، علينا أن نخطط جيداً لكي نسلح طالب هذه الأيام بما يؤهله للقيام بأوامره المختلفة في المجتمع بأعلى قدر من الكفاءة بحيث يتمكن من المشاركة الفعالة في حركة التطور الحضاري على المستويين الشخصي والمجتمعي ويمكن تحقيق ذلك من خلال تغيير مفهوم التعليم من الاعتماد الكلي على تحصيل المعلومات فقط إلى تعليم المهارات وعمليات التفكير المتنوعة. وتعتبر هذه الرسالة الأولى التي تتناول هذا المفهوم حول القراءة وعلاقتها بتنمية مهارات التفكير، وبعد مناقشة طويلة دامت عدة ساعات منحت درجة الدكتوراه في فلسفة التربية (قسم علم نفس) إليها. وتقول عبد الله:”شهدت المناقشة حضوراً كبيراً لأساتذة علم النفس بالكلية، بالإضافة إلى عدد من الأدباء والصحفيين”. وتكونت لجنة المناقشة من: الدكتورة صفاء الأعسر أستاذ علم النفس بكلية البنات جامعة عين شمس، الدكتورة، نادية شريف أستاذ علم النفس بمعهد البحوث التربوية جامعة القاهرة، الدكتورة سناء سليمان أستاذ علم النفس بكلية البنات، جامعة عين شمس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©