أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يعد خطوة إيجابية تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.وأكد الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية على ضرورة استمرار هذه الجهود والتعاون بين مختلف دول العالم، للقضاء على ظاهرة الإرهاب واستئصالها. وأضاف أن مقتل بن لادن لايعني نهاية تنظيم القاعدة والإرهاب. وقال إن الحيطة والحذر واجبة علينا للمحافظة على أمن الإمارات وشعبها كما هي مطلوبة في سائر بقاع العالم.
وأكد الهيدان أن الإمارات لعبت دوراً مهماً خلال العقد الماضي ضمن تحالف الأمم والشعوب في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف، واستهداف المدنيين وتحويل مناطق العالم إلى جبهات مفتوحة. وقال إن ظاهرة الإرهاب كان لها أثر سلبي كبير على سمعة الإسلام والمسلمين، إضافة إلى إزهاق أرواح الآلاف من الضحايا الأبرياء.
وقالت وكالة الأنباء السعودية أمس، إن الرياض تأمل أن يساعد قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي، الحرب ضد الإرهاب وأن يساعد في “القضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه”.
من جهته، أكد مسؤول يمني أمس، أن اليمن يرحب بالعملية الأميركية التي أسفرت عن مقتل بن لادن معرباً عن أمله في أن تؤدي إلى مزيد من الإجراءات بما يمكن من”اقتلاع التشدد من جذوره”. لكن الفرع المحلي لتنظيم “القاعدة” الدموي اعتبر مصرع بن لادن “فاجعة” كما وجه زعيم إحدى الجماعات السلفية الجهادية تهديدات لـ”اليهود والنصارى”. وبالتوازي، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري أن بن لادن شكل “علامة سوداء” في تاريخ الإسلام ووضع هذه الديانة “في موقع عدائي مع حضارات وأديان وثقافات أخرى”.
وبدوره اعلن الأردن عن أمله في ان ينهي مقتل بن لادن «حقبة إرهاب» الجماعات المتشددة في المنطقة الذي الحق الضرر بتأييد العالم للقضية الفلسطينية.
وتابعت وكالة الأنباء السعودية بالقول “عبر مصدر مسؤول عن أمل المملكة العربية السعودية بأن يشكل القضاء على زعيم تنظيم (القاعدة) الإرهابي، خطوة نحو دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه والقضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه”.
وأضاف المسؤول بقوله “شعب المملكة من بين أكثر الشعوب التي استهدفها هذا التنظيم الإرهابي بجرائمه وإزهاقه للأرواح البريئة...وترويع الآمنين وزعزعة أمن واستقرار المجتمع”.
وكانت الوكالة أعلنت في وقت سابق بالقول إن الولايات المتحدة وباكستان أعلنتا مقتل بن لادن في عملية عسكرية أميركية في باكستان قبل أن تنقل رد فعل الرياض على الأمر.
كما صدرت عن اليمن موطن أسلاف بن لادن تصريحات مماثلة لما قالته الرياض ووصف في بيان صادر عن السفارة اليمنية بواشنطن مقتل بن لادن بأنه حجر زاوية مهم في الحرب العالمية المستمرة ضد الإرهاب.
وكان مسؤول يمني طلب عدم ذكر اسمه قال في وقت سابق إن صنعاء تأمل أن يؤدي قتل بن لادن إلى اقتلاع الإرهاب منه جذوره في شتى أنحاء العالم. وتزامنا مع إعلان نبأ مقتل بن لادن، اجتمع وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي صباح أمس، بنائبة السفير الأميركي بصنعاء إليزابيث ريتشارد، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وبحث الطرفان “العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك” بين البلدين، إضافة إلى “آخر المستجدات على الساحة المحلية والدولية”.
وشددت السلطات اليمنية، أمس إجراءاتها الأمنية والاحترازية المشددة أصلاً حول محيط السفارة الأميركية بصنعاء. وقالت مصادر بالسفارة الأميركية لـ”الاتحاد” أنه من المؤكد أن يتم بعد إعلان مقتل بن لادن، تشديد الإجراءات الأمنية حول مبنى السفارة” الذي تعرض في سبتمبر 2008 لهجوم بسيارتين مفخختين أوقع 17 قتيلاً.
ويعد اليمن شريكاً أساسياً للولايات المتحدة في “الحرب على الإرهاب”، منذ هجمات 11 سبتمبر2001. ويواجه اليمن حالياً تحديات أمنية وسياسية واقتصادية جمة بات معها منطلقا لعمليات تنظيم ما يعرف بـ”قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” الإرهابي والذي يشكل الآن أكبر خطر على الولايات المتحدة، حسب تصريح أدلى به مايكل لايتر، مدير المركز الأميركي لمكافحة الإرهاب، لأعضاء مجلس النواب الأميركي، في فبراير الماضي. وبالتوازي، أكد أحد عناصر ما يسمى “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” لفرانس برس أمس، مقتل “الأب الروحي” للتنظيم الإرهابي مشيراً إلى أن الأمر يشكل “فاجعة” لأنصاره.
وقال هذا المصدر رافضاً ذكر أسمه “لم نتأكد من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما فقمنا بإجراء اتصالات مع اخواننا في باكستان فأكدوا لنا مقتله”. وأضاف “مقتله فاجعة بالنسبة لنا لأنه بمثابة الأب الروحي. سنصدر بياناً يحدد خطننا للفترة المقبلة”.
عدد اليوم
