السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تواجه تحدياً أميركياً في حرب الفستق

11 أكتوبر 2008 01:52
قد تنتزع الولايات المتحدة هذا العام موقع أكبر منتج للفستق في العالم من إيران التي تحصد أحد أسوأ مواسمها منه على الإطلاق· فهذا النوع من المكسرات الذي يحظى برواج كبير هو السلعة التصديرية الرئيسية لإيران خارج قطاع النفط، إذ در عليها أكثر من مليار دولار العام الماضي ووفر فرص عمل للكثير من الناس في إقليم كرمان جنوب شرقي البلاد إضافة 140 ألف مُزارع في حقول الفستق هناك· ووجه الطقس البارد غير المعتاد خلال موسم الازهار في شهر أبريل الماضي ضربة لمحصول العام الحالي وقال مزارعون إنه انخفض بمقدار 75% عن محصول قياسي في موسم العام الماضي بلغ 280 ألف طن· وساعد النقص في زيادة أسعار الفستق لكن بما لا يعوض قلة الكميات· وجاء المحصول الهزيل في خضم جفاف شديد يجبر ايران على استيراد ملايين الأطنان من القمح ويتسبب في نقص الكهرباء في رابع أكبر دولة منتجة للنفط الخام في العالم· وقال المزارع رضا ايراني بينما كان يقف في حر لافح وسط صفوف من أشجار الفستق في منطقة شبه صحراوية ''في كرمان خصوصاً أن هناك نقصا في المياه ومنسوب المياه ينخفض ولسوء الحظ· سقط القليل جدا من المطر خلال السنوات التسع أو العشر الاخيرة''· وتوقع عضو رابطة مزارعي الفستق في ايران مهدي اغا أن تنخفض عائدات التصدير الى ما بين 350 و400 مليون دولار وأن يلحق الطقس البارد هذا العام أضراراً بمحصول العام المقبل 2009 أيضاٍ· ورغم ارتفاع أسعار الفستق الآن بعد فترة من الركود، فإن هامش الربح انخفض نتيجة لازياد معدل التضخم السنوي في البلاد إلى 29·4% فضلا عن تزايد التكاليف· ولم يساعد الاستقرار النسبي للريال الايراني مقابل الدولار الأميركي في تخفيف حدة المشكلة على المصدرين· وقال مهدي اغا إن البلاد تعاني مما يسمى ''المرض الهولندي'' حيث تتمتع قيمة العملة بالقوة بسبب صادرات النفط أو الغاز ويضر ذلك بقدرة القطاعات الأخرى على المنافسة دولياً· وأضاف، في إشارة الى العواقب السلبية للطفرة النفطية على الصادرات الأخرى من غير النفط، ''لقد خسرت صناعة السجاد تجاريا بسبب المرض الهولندي'' · وقال مستشار اقتصادي إيراني يُدعى سعيد ليلاظ ''إن واردات ايران تنمو أسرع من صادراتها غير النفطية مما يجعل البلاد أكثر عرضة للتأثر بتقلبات أسعار النفط الخام''· وتعتمد ايران على مكاسب غير متوقعة من ثروتها من النفط والغاز في ميزانيتها وفي سداد فواتير وارداتها من السلع المتوقع أن تتضاعف تقريبا لتصل الى 83 مليار دولار بين عامي 2005 و·2010 وحذرها صندوق النقد الدولي في تقرير أصدره في شهر أغسطس الماضي من أن فائض الحساب الجاري يمكن ان يتحول الى عجز على المدى المتوسط اذا انخفضت أسعار النفط الى 75 دولاراً للبرميل· ويواجه المزارعون الايرانيون مشكلة أكثر إلحاحاً هذا العام تتمثل في ضعف المحصول في حين يتزايد الطلب من أسواق استهلاك جديدة مثل الصين وروسيا· ومشكلة الفستق وحدها خطيرة بما فيه الكفاية في البلاد البالغ معدل البطالة بها نحو 10% لكن هناك بعدا سياسيا دوليا أيضاً· وذكرت صحيفة ''سارمايا الاقتصادية الإيرانية الشهر الماضي أن إنتاج الولايات المتحدة من الفستق هذا العام قد يفوق إنتاج ايران للمرة الأولى· وزادت الولايات المتحدة إنتاجها، ومعظمه في كاليفورنيا، بأكثر من الضعف خلال العقد الأخير ليبلغ نحو 190 ألف طن في العام الماضي · ويعقب كل عام من محصول الفستق الجيد محصول أضعف في العام التالي ويتوقع أن ينخفض إنتاج كاليفورنيا بما بين 130 و135 ألف طن هذا العام لكنه سيظل أكبر مما يتوقعه كثيرون في ايران· وقالت صحيفة ''ايران ديلي'' في شهر في يونيو الماضي ''إن الولايات المتحدة حاولت تحسين وضعها في الحرب العالمية لإنتاج الفستق وتصديره من خلال تقويض التجارة الإيرانية بشتى السبل''· ويعيش في إقليم كرمان 2,7 مليون نسمة والفستق هو مصدر الدخل الأول لخمس السكان· وقلل المزارعون من تهديد الفستق الاميركي وقالوا ان خطورة ندرة المياه تمثل مشكلة أكبر· واعترفوا بأن نظراءهم الاميركيين أكثر كفاءة في استخدام التربة والمياه لكنهم أكدوا أن الفستق الاميركي ليس منافسا للفستق الايراني من حيث المذاق· وقال مزارع يدعى بهروز اغا ''لقد أراد الاوروبيون لفترة من الزمن التحول الى الفستق الاميركي لكن صادراته الى أوروبا أخذت في التضاؤل خلال السنوات الثلاث الماضية رغم انخفاض الاسعار لأن الاوروبيين يفضلون مذاق الفستق الايراني''· وذكر مزارعون ان ارتفاع الطلب والاسعار يعني ان هناك مجالا لكل من إيران والولايات المتحدة في سوق الفستق عالميا· وقال بهروز ''أعتقد انه سيحدث عجز في المعروض من الفستق على مستوى العالم مع تصاعد القوة الاقتصادية للصين وروسيا والهند''
المصدر: كرمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©