الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاولة لمنع الانفصال

9 يوليو 2010 20:28
محجوب عثمان انكب كبار قادة "حزب المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، خلال الأيام الأخيرة، على جهد نشط شبهه البعض بأنه محاولة الساعة الساعة الرابعة بعد العشرين. والهدف هو الحيلولة دون انقسام السودان إلي قطرين، وتقديم كل عون ودعم ممكن لدعاة الوحدة من الجنوبيين، وعزل وإضعاف دعاة الانقسام الذين ما زالوا أغلبية. لم تبق إلا ثلاثة أشهر على موعد الاستفتاء، ولهذا فإن ذلك النشاط يعتبر المحاولة الأخيرة التي لا يعلم إلا الله مدى ما ستحقق من نجاح. ويتخذ هذا المجهود مسارات عدة، بعضها مكشوف ومعروف وبعضها ما زال يجري في السر بعيداً عن الإعلام. المسار الأول تمثل في الشروع فوراً في تنفيذ مشروعات إعادة إعمار ضرورية في الجنوب، وكان أن تم التوقيع بواسطة وزراء جنوبيين على عدد من المشاريع الهامة، منها رصف عدد من الطرق على امتداد مئات الأميال بغرض ربط مدن الجنوب وولاياته المختلفة ببعضها البعض، وكذلك ربط الجنوب نفسه بالشمال. كما تم التعاقد على حفر عشرات الآبار لتوفير المياه للزراعة والإنسان والحيوان. ولوحظ أن الشركة التي نالت النصيب الأكبر في هذه العقود المتعددة هي شركة يملكها إسلاميون من السودان ومن خارجه. ولتأكيد الجدية وسرعة الإنجار، انتقل إلى جوبا، عاصمة الجنوب، علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية وأشرف بنفسه على أداء هذا الأمر بالغ الحيوية. أما المسار الثاني فهو الحملة الإعلامية المكثفة، والتي تستمر أغلب ساعات النهار والليل في الدعوة لوحدة السودان والتنفير من الانفصال. إن إذاعة أم درمان المركزية ومحطة تلفزيون السودان الحكومية، وكذلك بعض المحطات الخاصة، لا همّ لها ولا شاغل إلا الدعوة لوحدة السودان. وهناك الندوات، والملتقيات، وهناك المهرجانات مع مئات المواطنين. ثم هناك الأغاني والأناشيد والتمثيليات الصغيرة، كل هذا مجند للدعاية لخيار الوحدة. وباختصار نقول إن الشعار الآن في الإعلام الرسمي هو أن لا صوت يعلو فوق صوت الدعوة للوحدة. أما الجهد السري الذي لم يكشف عنه فهو أن "المؤتمر الوطني" يحاور قادة الحكم في الجنوب لإقناعهم بالعدول عن الوقوف مع الانفصال. وبسبب التكتم والسرية الشديدين فقد كثرت الشائعات حول ما قدمه أو يقدمه الحزب من تنازلات، حتى زعمت بعض هذه الشائعات أن الحزب الحاكم عرض على قادة الجنوب تعديل الدستور بحيث تكون رئاسة جمهورية السودان مناصفة، بمعنى أن يكون رئيس الجمهورية جنوبياً لعامين مثلا ثم تنتقل الرئاسة للشمال لفترة مماثلة! لكن هذه الشائعات لم يؤكدها أي مصدر رسمي. وعلى صعيد آخر فقد أقدمت الحكومة، الأسبوع الماضي، على اتخاذ قرار ظل بعض كتاب المعارضة يطالبون به منذ سنوات، ألا وهو إغلاق صحيفة "الانتباهة" اليومية ومنعها من الصدور. فهي يومية سياسية كثيراً ما اتهمتها المعارضة بالعمل على التفريق بين الشماليين والجنوبيين على أساس العرق والدين واللون. وكان صدورها منذ سنوات واستمرارها بدعم من بعض كوادر "المؤتمر الوطني"، رغم احتجاجات "الحركة الشعبية" على صدورها. وقصارى قولنا إن جهداً محموماً قد بدأ. ولو تم شيء من هذا في الوقت المحدد، وهو بداية تنفيذ اتفاقية السلام، لوفر على الشماليين والجنوبيين الكثير. والآن يظل هناك سؤالٌ الإجابةُ عليه يمكن أن تكون دفعاً لهذا الجهد أو يمكن أن تحول دون أن يحقق أهدافه، ذلكم هو موقف العالم الغربي والولايات المتحدة الأميركية بصورة خاصة؛ هل يدعمون هذا الجهد أم يقفون ضده ويحاولون إبطال مفعوله؟ هذا ما ننتظر ونترقب رؤيته في مقبل الأيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©