الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الديمقراطية في أفريقيا··· نتائج إيجابية

الديمقراطية في أفريقيا··· نتائج إيجابية
11 أكتوبر 2008 02:07
بالنظر إلى العناوين التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخراً، تبدو 2006 مجرد سنة أخرى من السنوات العجاف التي تلاحق أفريقيا جنوب الصحراء، ففي الصومال طبقت الجماعات الإسلامية نظاماً متشدداً من الشريعة يسمح لطفل في عامه السادس بطعن رجل أمام الملأ اقتصاصاً منه لقتله والده، وفي تجاهل صارخ للضغوط الدولية، ما زالت الحكومة السودانية مستمرة في دعم ميلشيا الجانجويد سيئة السمعة في إطار حملتها الشرسة ضد المتمردين في إقليم دارفور، لكن وبعيداً عن أضواء الإعلام التي عادة ما تركز على الإخفاقات ومظاهر التعثر كانت باقي الدول الأفريقية تعمل في صمت لتحسين أساليب الحكم حسب مؤسسة ''محمد إبراهيم'' التي تعتمد على مجموعة من المؤشرات السنوية لمراقبة أداء الحكومات في منطقة تضم 48 دولة، وفي هذا السياق يقول ''هنية فرحان'' -المدير المسؤول عن الأبحاث في المؤسسة''، رغم التركيز الإعلامي على ما يجري في الصومال وكينيا وزيمبابوي من مشكلات واضطرابات، إلا أنه بغض النظر عن تلك الأنباء حققت أغلبية البلدان الأفريقية تقدماً ملموساً في أساليب الحكم''· تشير آخر الأرقام التي جمعتها المؤسسة اعتماداً على معطيات حديثة تعود للعام ،2006 إلى ظاهرة غالباً ما يتم إغفالها والمتمثلة في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في العديد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء، ويعمل المؤشر الذي تتبناه المؤسسة على قياس التقدم في خمسة مجالات تشمل قدرة الحكومة على إحلال السلام والأمن وضمان احترام حقوق الإنسان والإشراف على النمو الاقتصادي، ثم توفير الخدمات الأساسية للمجتمع، والملاحظ أن أغلب الدول التي سجلت نقاطاً جيدة في هذه المجالات خلال السنة الجارية، قامت بذلك بعد تنظيمها لانتخابات حرة وسمحت بالمشاركة السياسية، ويرى ''روبرت رورتبورج'' -الأستاذ بكلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد الأميركية والذي شارك مع رجل الأعمال السوداني محمد إبراهيم في وضع مؤشر القياس- أن التقدم المحرز على أكثر من صعيد في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء يرجع أساساً إلى صعود الطبقة الوسطى، وتنامي الوعي المدني لدى شرائح واسحة من المجتمع، فضلاً عن الضغوط الوطنية والدولية الممارسة على الحكومات من أجل المزيد من الانفتاح وتبني الإصلاحات الداخلية، دون أن ننسى أيضاً ظهـــور جيل جديـــد من القــادة خلف الزعماء التقليديين الذين هيمنوا على الساحة في مرحلة ما بعد الاستعمار· ويوضح ''روتبورج'' ذلك قائلاً: ''إن التطورات الكبرى تحصل اليوم داخل أفريقيا، حيث التوجه العام نحو الديمقراطية؛ لأن نتائجها كانت مرضية للجميع''، ووفقاً للمسح الذي أجرته المؤسسة وهي أكثر من دولة أفريقية احتلت بلداناً مثل ''موريشيوس'' و''سيشال'' و''كاب فيردي'' و''بوتسوانا'' و''جنوب أفريقيا'' مرتبة متقدمة باعتبارها أحسن البلدان حكماً للسنة الثانية على التوالي، وقد أشاد المسح أيضاً بليبريا بالنظر إلى التحسن الكبير الذي أحرزته في الحكم، حيث انتخبت بعد عقدين من الحرب الأهلية ''إلين جونسون سيرليف'' أول امرأة لرئاسة البلاد التي تولت منذ تقلدها السلطة، عملية إعاد بناء البلاد وتأهيل بنيتها التحتية ومؤسساتها الوطنية، واحتلت ''بوروندي'' أيضاً مرتبة متقدمة في المسح خلال العام 2006 وهي السنة نفسها التي وقعت فيها على اتفاق سلام رعته جنوب أفريقيا، وأنهى الصراع الداخلي بين الحكومة وقوات التمرد الذي استمر لأكثر من 13 عاماً، وحسب المسح دائماً حقق ثلثا البلدان التي شملتها الدراسة نجاحات ملحوظة مقارنة بالعام ،2005 وهو ما يؤشر على تطور عام تشهده القارة الأفريقية في مجال التنمية، لا سيما بعدما أشار البنك الدولي في تقريره للعام 2005 إلى أن أفريقيا ''اجتازت المنعطف'' وانتقلت من مرحلة الفقر والديون إلى إلى أخرى تتميز بالثروة والازدهار· غير أن بعض المراقبين يحذرون من المبالغة في الخطاب الانتصاري، منبهين إلى التحديات القائمة، وهو ما يعبر عنه ''أوساجي إيجوسا'' -أستاذ العلوم السياسية في جامعة ''إيجبنديون'' النيجرية- قائلاً: ''ما زالت سلطوية الدولة متجذرة في أنظمة الحكم الأفريقية، فالانتخابات ليس حرة ونزيهة تماماً، كما أن الفساد منتشر على نطاق واسع، وبالتالي لا يمكننا الحديث عن قطيعة كاملة مع أنظمة الحكم السابقة''، وفيما يبحث المانحون والمستثمرون الأجانب عن بلدان تنظم فيها انتخابات حرة، وتسود فيها الشفافية والقضاء النزيه كشرط أساسي لضخ أموالهم، يشعر القادة الأفارقة بضغوط دولية متزايدة لتبني الديمقراطية على الأقل في الظاهر''· نيكولا بينكيستا-إثيوبيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة 'كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©