الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الوعي الوطني».. سياج الإماراتيين في مواجهة التطرف

3 سبتمبر 2016 22:54
أبوظبي (وام) وصف تربويون وإعلاميون وبرلمانيون ورجال دين، الروحَ الوطنية العالية التي يتحلى بها أبناء دولة الإمارات اليوم، بأنها انعكاس لحالة الوعي الوطني المتنامي الذي يستند إلى الهوية والتقاليد الراسخة في نفوسهم. وأشاروا إلى أن المبادرات المتلاحقة التي تطلقها الإمارات والخطط الطموحة التي تنتهجها الحكومة وأدت إلى تشكيل ما يمكن أن يطلق عليه «استراتيجية للوعي الوطني» أتاحت للمواطنين الاستفادة من «العولمة» دون التأثر بتداعياتها التي تهدد الحضارات والهويات والأوطان. واعتبروا أن «رؤية الإمارات 2021» آتت أكلها مبكراً في بناء شعب طموح واثق متماسك قوي مثقف متمسك بهويته منفتح على الآخر. وأكدوا أهمية الوعي في حياة الشعوب وتحقيق وحماية مصالح الأوطان والحفاظ على أمنها من خلال نبذ الأفكار المتطرفة وإدراك الأخطار المحدقة التي تواجهها خصوصاً من التيارات التي تتخذ من الدين عباءة لنشر أفكارها الضالة في المجتمعات. وتحدثوا عن مقومات «الوعي الوطني في الإمارات» بما تمثله من نموذج فريد للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين أشخاص من جنسيات مختلفة. وأكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أهمية الوعي في حياة الشعوب خصوصاً الشباب، كونهم يمثلون جانب القوة في الوطن ووجهه المشرق وحجر الزاوية في بناء النهضة والمحافظة على المكتسبات والإنجازات، فهم قادة الغد والمستقبل. وأوضح أنه كلما ارتفع منسوب هذا الوعي في وجدان أفراد المجتمع رجحت مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية. ولفت إلى أن أهم مقومات الوعي الوطني الحضاري تكمن في عدة نقاط هي: عمق الإحساس بروح الانتماء إلى الوطن والمناخ الذي يُصنع فيه هذا الوعي وترسيخ مبادئ المجتمع في الحقوق والواجبات.. إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية. وفي هذا الصدد نوه النعيمي بعمق انتماء الإماراتيين إلى وطنهم وقيادتهم وأجواء التسامح والتعايش التي تعيشها الدولة، إضافةً إلى مبدأ سيادة القانون المتأصل والثقة المتبادلة بين المواطن وقيادة الدولة ومؤسساتها المختلفة. وأشار إلى أن خصوصية المجتمع الإماراتي وتطلعاته إلى المستقبل تطلبت في ظل وظروف العصر الذي نعيشه والتحولات التي يشهدها العالم من حولنا، حالةً كبيرة من هذا الوعي الوطني تعزِّز المكتسبات وتعمِّق الولاء ونبني عليها نجاحاتنا. الآباء المؤسسون وقال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، إن «المبادرات التي انطلقت وتنطلق من الإمارات وضع لبناتها الآباء المؤسسون ونحن نسير على خطاهم ونهجهم وما نفعله اليوم هو مجرد صقل وتنمية لقدرات ومواهب أبنائنا الشباب ومحاولة للحفاظ على فكرهم ووعيهم المنسجم مع المنطق السليم والمتشبث بالهوية والتقاليد الإماراتية رغم انفتاحه على كل الثقافات في عالم يشهد الكثير من المتغيرات المتسارعة في ظل ثورة إلكترونية هائلة». وأشار إلى ثقة القيادة بالشباب الإماراتي الواعي المدرك لقضايا وطنه. الوجدان الإماراتي من جانبه، تحدث الدكتور علي بن تميم، رئيس تحرير «موقع 24» الإخباري، عن دور الإعلام في تشكيل الوعي الوطني، معتبراً أن القطاع لا يستطيع أن يشكل وعياً وطنياً بمعزل عن تجليات الواقع الحقيقية. وأشار في هذا الصدد إلى أن الوجدان الإماراتي مليء بالقيم والتقاليد التي حصّنته من أي تداعيات تمليها العولمة أو غيرها، منفتحاً في الوقت نفسه على قيم العصر وأخلاقيات الحاضر متطلعاً إلى المستقبل. وشدد على أهمية أن يستمر الإعلام في تعزير منظومة الوعي الوطني يحدوه في ذلك الالتزام لا الإلزام، فهو مرآة لا تصنع واقعاً ولا تزيفه بل تعكسه بموضوعية، وهذا ما جسده الإعلام طيلة السنوات القليلة الماضية. ودعا الإعلام بشقيه العام والخاص إلى مواصلة مبادراته المنفتحة على التحولات المجتمعية الخلاقة فيدعم هذا الواقع ويعززه بالثقافة الوطنية خصوصاً أن الوعي متجدد ولا يقف عند حدود. وشدد على أهمية الوعي ودوره في الاستقرار وتعزيز التنوع وقبول الآخر ووضع بذور المستقبل. الشباب والناشئة من جانبه، أكد ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»، أهمية الوعي الوطني عند الشباب والناشئة في الإمارات، مشيراً إلى أن الدولة نجحت في أن تكون أكثر قرباً منهم مجتمعياً ومؤسسياً وسلحتهم بالأدوات اللازمة لمواجهة التحديات. واعتبر أن الأهم في ذلك كله نجاح الإمارات في بث الثقة بنفوس أبنائها ودعم الإبداع والابتكار، الأمر الذي جعلهم الأقدر على التنمية. وفي المحور الديني، أشار الدكتور أحمد الحداد مدير إدارة الفتوى في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، إلى تزايد الوعي الوطني في الإمارات خصوصاً لدى الشباب، وعزا ذلك إلى عدة أسباب أهمها: إدراكه للمخاطر التي تحيط بالبلدان العربية والإسلامية والتي أدت إلى تدمير دول وشعوب. وقال: «إن بلادنا أعز ما نملك ويُضحَّى من أجلها بالنفس والنفيس حتى تبقى شامخة العلم رمزاً للعزة والكرامة لا سيما وقد رأى الشباب ولمس ما حاق بالدول الأخرى التي ضحى بها أبناؤها نتيجة عدم إدراك المخاطر المتوقعة أو المحاكة لها فسوّلت لهم أنفسهم الخروج على ولاة الأمر وسوّل لهم الشيطان الوصول إلى الحكم ولو كان في ذلك إراقة للدماء أو تدمير البلدان». أحمد الشحي: حصانة من الأفكار الدخيلة اعتبر الشيخ أحمد الشحي من مؤسسة «رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه»، تزايد الوعي الوطني بين المواطنين أمراً طبيعياً لأنه نابع عن قيم المجتمع الإماراتي الأصيل الذي ينهل من تعاليم الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى رقي الإنسان ورفعة الوطن. وقال: كما أن الوعي الوطني حصانة من الأفكار الدخيلة التي تهدف إلى الإضرار بالفرد والمجتمع والوطن. سعيد الرميثي: تعضيده بالهوية ومكوناتها رأي سعيد الرميثي عضو المجلس الوطني الاتحادي، أن الوعي يتشكل من الطفولة وينمو ثم يتم تعضيده بالهوية ومكوناتها. وأضاف أن أحد أسباب الأزمات الكثيرة التي عصفت ببعض بلدان المنطقة هو قلة الوعي الذي ظهر بشكل جلي عند شرائح من هذه المجتمعات لا سيما الفئات المنغلقة على نفسها. وأوضح أن الوعي يأتي من خلال الثقافة التي تعد جزءاً أساسياً في تكوينه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©