الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الماتادور» و «الطواحين» في صراع «العقول»

«الماتادور» و «الطواحين» في صراع «العقول»
9 يوليو 2010 21:08
بعد الفوز الثمين 1- صفر الذي حققه الفريق على المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي وتأهله إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للمرة الأولى، أدار المنتخب الإسباني لكرة القدم بصره وتفكيره إلى المنتخب الهولندي الذي يلتقيه غداً في المباراة النهائية لمونديال 2010 المقام حالياً بجنوب أفريقيا. ولم يستطع المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني أن يخفي ابتسامته وسعادته لدى حديثه إلى الصحفيين بعدما شاهد فريقه يتغلب على المنتخب الألماني مجدداً بفضل أسلوب التمرير المتقن والرائع الذي يتسم به أداء الماتادور الإسباني. وقال دل بوسكي “أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة بداية من الدفاع وحتى الهجوم”، وبفوز المنتخب الإسباني وتأهله إلى النهائي أمام هولندا غداً على ستاد “سوكر سيتي” في جوهانسبرج تأكد تتويج بطل جديد لكأس العالم حيث لم يسبق لأي من المنتخبين الإسباني أو الهولندي الفوز بلقب البطولة. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان للنهائي لم يسبق لهما الفوز باللقب منذ أن تأهل المنتخبان الأرجنتيني والهولندي لنهائي مونديال 1978 بالأرجنتين. وسيكون النهائي أوروبيا خالصا للبطولة الثانية على التوالي حيث جمع نهائي مونديال 2006 بألمانيا بين منتخبي إيطاليا وفرنسا. وبغض النظر عن هوية الفريق الفائز، ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب أوروبي بلقب بطولة كأس العالم خارج القارة الأوروبية. وسيكون النهائي هو الوحيد على مدار تاريخ بطولات كأس العالم الذي يخلو من أي من منتخبات البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا. وأنقذ فوز الماتادور الإسباني نهائي المونديال من روح الثأر التي كان من المتوقع أن تشهدها المباراة في حالة تأهل المنتخبين الألماني والهولندي حيث سبق لهما أن التقيا في نهائي مونديال 1974 وفاز فيه منتخب ألمانيا (الغربية). ولم يسبق للمنتخبين الإسباني والهولندي أن التقيا سوياً في أي من البطولات الكبيرة ولكن المباراة بينهما في جوهانسبرج يمكن اعتبارها مواجهة بين عقول متماثلة أو متشابهة. ومنذ بداية أسلوب “الكرة الشاملة” في كرة القدم الهولندية بقيادة النجم السابق يوهان كرويف في السبعينيات من القرن الماضي وانتقال هذا الأسلوب لجيل ماركو فان باستن ورود خوليت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، اشتهرت الكرة الهولندية بالنزعة الهجومية. ويبدو المنتخب الحالي بقيادة المدير الفني بيرت فان مارفيك أقل توهجاً من نظيريه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ولكن لاعبي الفريق الحالي مثل آريين روبن وويسلي شنايدر يمكنهما مضاهاة عباقرة خط الوسط الإسباني مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز في المهارات والإمكانيات. وصنع هدف الفوز 1- صفر الذي سجله كارلس بيول للمنتخب الإسباني في الدقيقة 73 بمرمى ألمانيا بالدور قبل النهائي، الفارق بين الفريقين الإسباني والألماني بعدما سيطر المنتخب الإسباني على المباراة فكان الأكثر استحواذاً على الكرة كما سدد 13 كرة في اتجاه المرمى مقابل خمس فقط لألمانيا. وقال تشافي “مايسترو” خط وسط المنتخب الإسباني والذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة “استحققنا الفوز.. الفريق أدى مهمة رائعة، سيطرنا على مجريات اللعب، الشخصية الإسبانية فرضت نفسها، استحوذتا على الكرة معظم الوقت، وشعرنا بالسهولة على أرض الملعب”. وربما قدم المنتخب الإسباني في هذه المباراة أفضل أداء لديه في هذه البطولة ونال بهذا الفوز دفعة معنوية هائلة وثقة كبيرة قبل مواجهة الطاحونة الهولندية التي حققت الفوز في آخر 14 مباراة خاضتها وذلك منذ سبتمبر 2008 . وفشل المنتخب الألماني في تحقيق هدفه الذي سعى إليه وهو بلوغ المباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخ مشاركاته بالمونديال ليفقد فرصة مواجهة منافسه التقليدي القديم وهو المنتخب الهولندي الذي سقط في فخ الهزيمة 2/1 أمام ألمانيا في نهائي مونديال 1974 بألمانيا الغربية. وتزامنت مباراة المنتخبين الإسباني والألماني الأربعاء الماضي في الدور قبل النهائي للمونديال الحالي مع الذكرى السادسة والثلاثين لمباراة المنتخبين الألماني والهولندي في نهائي مونديال 1974 . ولكن مباراة إسبانيا وألمانيا في ديربان لم تشهد أي ظلال للنجمين الألمانيين الأسطوريين فرانز بيكنباور وجيرد مولر اللذين قادا ألمانيا للفوز الرائع في نهائي مونديال 1974 . ويمكن عقد مقارنات كبيرة بين المنتخب الألماني الحالي ونظيره الذي خسر بقيادة مديره الفني يورجن كلينسمان أمام المنتخب الإيطالي في الوقت الإضافي بمباراة الفريقين في الدور قبل النهائي أيضا لمونديال 2006 بألمانيا. وأكمل المنتخب الإيطالي مسيرته بعدها ليفوز بلقب البطولة، وضم المنتخب الألماني الذي خسر قبل أربع سنوات أمام إيطاليا ستة من اللاعبين الذين شاركوا في التشكيل الأساسي أمام المنتخب الإسباني كما كان يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني حالياً مدرباً مساعداً لكلينسمان في مونديال 2006 . ويخوض المنتخب الألماني في البطولة الحالية أيضا مباراة “الترضية” على المركز الثالث في المونديال وذلك اليوم أمام أوروجواي بعدما خاض نفس المباراة قبل أربع سنوات وفاز فيها على المنتخب البرتغالي. وقال فيليب لام قائد المنتخب الألماني “لم نؤد بالشكل الجيد الذي يمكننا تقديمه.. أردنا الوصول للنهائي ولكننا فشلنا، ولكننا الآن نريد الفوز بمباراة تحديد المركز الثالث حتى نعود لوطننا بشعور جيد”. واعترف لوف ولاعبوه بأن المنتخب الأسباني كان الفريق الأفضل، وظهر المنتخب الألماني الشاب في هذه المباراة دون المستوى على الرغم من بلوغه المربع الذهبي على حساب المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني. وأظهر المنتخب الهولندي الأكثر خبرة في مباراتيه أمام البرازيل بدور الثمانية وأمام أوروجواي في الدور قبل النهائي أن لديه الإصرار والهدوء الذهني الذي يستطيع من خلاله تشكيل خطورة فائقة على المنتخب الإسباني. وقال دل بوسكي “ربما كان المنتخب الألماني أقل قوة مما توقعنا لأن فريقنا أدى مهمته بشكل رائع، المنتخب الهولندي قدم كرة متميزة وحاول التتويج بلقب العالم لسنوات عديدة ويملك سجلاً متميزاً”. وقال المدافع الإسباني جيرارد بيكيه “المنتخب الهولندي لديه مجموعة من اللاعبين الجيدين مثل (آريين) روبن و(روبن) فان بيرسي وشنايدر، يجب أن نحاول إيقافهم ولكننا نحتاج في نفس الوقت إلى أن نقدم أسلوبنا وأن نحافظ على الكرة ونسجل الأهداف”. وفي نفس الوقت توقع تشافي هيرنانديز نجم خط وسط برشلونة أن تكون المواجهة “مباراة ذهنية”، وقال تشافي “لديهم فريق رائع يضم لاعبين متميزين في خطي الوسط والهجوم، يجب أن نفرض شخصيتنا وإذا لعبنا بنفس الشكل الذي لعبنا به أمام ألمانيا ستكون فرصتنا جيدة”. في النهائي الثامن عشر إسبانيا وهولندا يطرقان أبواب التاريخ جوهانسبرج (د ب أ) - على الرغم من أن المباراة النهائية لكأس العالم بجنوب أفريقيا والتي تجمع غداً بين هولندا وإسبانيا هي المباراة النهائية الثامنة عشرة في تاريخ المونديال،على ملعب سوكر سيتي في سويتو على مشارف جوهانسبرج إلا أن لقاء الفريقين في حد ذاته يمثل حدثاً تاريخياً. وللمرة الأولى بات من المؤكد أن يحرز فريق أوروبي لقب كأس العالم خارج القارة الأوروبية، وستكون هي المرة الأولى أيضاً التي يحرز فيها أي من الفريقين لقب المونديال. وفي نهائي أول بطولة كأس العالم عام 1930 فاز منتخب أوروجواي على نظيره الأرجنتيني 2/4، في المباراة التي شهدت استخدام كرتين، بعد إصرار كل فريق على اللعب بكرته الخاصة. وبعد أربعة أعوام، شارك المدافع لويس فيليبي مونتي في ثاني مباراة نهائية له بكأس العالم، ولكن هذه المرة أنهى اللاعب المولود في بوينس آيرس المباراة بصحبة الفريق الفائز. ولم يكن مونتي في هذه المرة يمثل المنتخب الأرجنتيني، ولكنه لعب في صفوف المنتخب الإيطالي الذي تغلب على نظيره التشيكوسلوفاكي 1/2 ليحرز لقب كأس العالم بعد مباراة شهدت وقتاً إضافياً. وفي عام 1938 بات المنتخب الإيطالي أول فريق يتوج بلقب كأس العالم مرتين متتاليتين عبر الفوز على المجر 2/4 في المباراة النهائية التي أقيمت في باريس. وأسفرت الحرب العالمية الثانية عن توقف المونديال 12 عاما وعندما تم استئناف البطولة أخيراً عام 1950 في البرازيل، كانت الدولة المضيفة هي المرشح الأول للفوز بالبطولة. وكانت هذه هي المرة الأولى، والوحيدة حتى الآن، التي لم تقم خلالها مباراة نهائية. واحتاج الفريق البرازيلي للتعادل في مباراته الأخيرة مع أوروجواي من أجل إحراز لقب المونديال للمرة الأولى، ولكن منتخب أوروجواي نجح في خطف فوز صعب 1/2 ليحرز اللقب للمرة الثانية. وبعد أربعة أعوام أخرى جاء الدور على ألمانيا التي حققت فوزا مفاجئاً على المرشح الأول للقب، المنتخب المجري 2/3، وهو ما عرف حينذاك بمعجزة بيرني، ليحصل الفريق الألماني على لقب كأس العالم للمرة الأولى. ونجحت البرازيل أخيراً في الفوز بأول لقب لها في كأس العالم عام 1958، عندما نجح الأسطورة بيليه، الذي كان يبلغ السابعة عشر من عمره في ذلك الحين، في تسجيل هدفين خلال الفوز على السويد 2/5 في المباراة النهائية. وتعرض بيليه للإصابة بعد أربعة أعوام وغاب عن تتويج البرازيل بلقب كأس العالم للمرة الثانية عبر الفوز على تشيكوسلوفاكيا 1/3 في المباراة النهائية. وباتت المباراة النهائية لكأس العالم 1966 بين ألمانيا وإنجلترا خالدة في الأذهان، بسبب الهدف الذي أطلق عليه "هدف ويمبلي"، حيث تم احتساب هدف لجيوف هورست الذي ربما تخطى، وربما لم يتخطى خط المرمى ولكنه تم احتسابه هدفا ثالثا لإنجلترا، خلال الفوز على 2/4. وفي 1970 شارك الجوهرة السوداء، بيليه مجددا منذ البداية، وساعد فريقه على الفوز على إيطاليا 1/4 في المباراة النهائية التي يتم اعتبارها حتى الآن أفضل مباراة نهائية في تاريخ المونديال. وشهدت النسختان التاليتان لكأس العالم، فوز الدولة المضيفة باللقب حيث فازت ألمانيا على هولندا 1/2 في المباراة النهائية، قبل أن يخسر المنتخب الهولندي مجددا في المباراة النهائية لمونديال 1978 أمام الأرجنتين 3/1. وتوجت إيطاليا بثالث لقب لها في مونديال 1982 بإسبانيا عندما قاد باولو روسي الفريق لسحق ألمانيا الغربية 1/3، قبل أن يخسر الفريق الألماني بنفس النتيجة أمام الأرجنتين في 1986. وفي مونديال 1990 التقت ألمانيا مع الأرجنتين مجددا في النهائي، ولكن أندريس بريمه سجل هدفا قبل النهاية بخمس دقائق من ضربة جزاء ليمنح منتخب ألمانيا الغربية ثاني لقب له في المونديال على حساب الأرجنتين، التي أنهت المباراة بتسعة لاعبين. وفي عام 1994 كانت أول مرة تنتهي فيها المباراة النهائية بالتعادل السلبي بين البرازيل وإيطاليا، بعد أن فشل الفريقان في تسجيل أي هدف طوال 120 دقيقة. وتوجت البرازيل باللقب عبر الفوز 2/3 بضربات الجزاء الترجيحية، فيما أهدر روبرتو باجيو ضربة الجزاء الحاسمة لإيطاليا. وتلاشت آمال البرازيل في الفوز بلقب كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بعد أن حقق الفريق الإنجاز نفسه في 1962، عندما سقط الفريق في المباراة النهائية لمونديال 1998 بعد الخسارة أمام فرنسا بثلاثة أهداف نظيفة. وكان هناك بعض الجدل قبل المباراة حيث انضم النجم البرازيلي رونالدو إلى قائمة بلاده ولكنه فشل في خوض المباراة. وفي أول كأس عالم ذات تنظيم مشترك، بين كوريا الجنوبية واليابان في 2003، حسمت البرازيل اللقب لصالحها عبر الفوز على ألمانيا 2- صفر في المباراة النهائية. وفي 2006 شهدت ألمانيا ثاني مباراة نهائية يتم حسمها عبر ضربات الجزاء الترجيحية عندما فازت إيطاليا على فرنسا 3/5 بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بتعادل الفريقين 1/1. وكان الفرنسي زين الدين زيدان هو محور الحديث بعد المباراة حيث تعرض للطرد بعد أن وجه نطحة بالرأس في صدر ماركو ماتيراتزي. ومع تحول الأنظار إلى ملعب سوكر سيتي، حين يتنافس المنتخبان الإسباني والهولندي في المباراة النهائية الثامنة عشر للمونديال، فإن الاخطبوط بول ربما هو الوحيد الذي يعرف هوية ثامن دولة تتوج بلقب كأس العالم.
المصدر: ديربان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©