الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة ·· جرأة وشبهة تطبيع

فاطمة ·· جرأة وشبهة تطبيع
11 أكتوبر 2008 02:16
بعض المخرجين السينمائيين التونسيين اختاروا الإقامة والعمل في فرنسا لأسباب مختلفة، وقد تناولوا في كل الأفلام التي أنجزوها مواضيع مستمدّة من البيئة التونسيّة، ولكن بنظرة مختلفة اعتبارا لتأثرهم بالمحيط الأوروبي الذي يعيشون به واستجابة لمطالب الممولين الفرنسيين والغربيين الذين غالبا ما يتدخلون في السيناريو· خالد غربال هو مخرج تونسي يقيم في فرنسا منذ 1970 وقد ذهب إليها طالبا، وأصبح ممثلا، فمخرجا مسرحيا ثم سينمائيا، وقد احدث شريطه الطويل الأول ''فاطمة'' عند عرضه ضجة، فالفيلم يروي قصة فتاة، كانت تعيش حياة هادئة، وتسهر على أخواتها بعد وفاة أمها· وذات مساء اغتصبها قريب لها، هو ابن عمها، وفقدت عذريتها وهي في السابعة عشرة من عمرها· كتمت الفتاة السر الدفين، وواصلت دراستها بالجامعة مقبلة على الحياة إلى أن تخرّجت مدرّسة، وانتقلت للعمل بإحدى القرى حيث تعرفت على طبيب شاب تعلق بها وأحبته واتفقا على الزواج· اخفت عنه حادثة الاغتصاب، ولمّا اقترب موعد الزفاف، التجأت الفتاة لإجراء عمليّة جراحيّة لرتق البكارة وخدعت زوجها بإيهامها له أنها عذراء، ثم بعد مدة أخبرته بحقيقة ما حصل لها فتصدّعت العلاقة بينهما وانتهت بالفشل· ضجّة والضجة التي حصلت عند عرض الفيلم ليست بسبب موضوعه الجريء فقط، بل أيضا بسبب نسبة بطلة الفيلم في حكاية الشريط إلى مدينة ''صفاقس'' بالجنوب التونسي، وهي مدينة محافظة، لم يتقبل أهلها قصة الفتاة المنسوبة في الشريط الى مدينتهم· ولم تقف الضجة التي أثارها الشريط وقت عرضه عند هذا الحد، بل حدث إشكال آخر عند قرار عرض الشريط في الدورة التاسعة عشرة لمهرجان أيام قرطاج السينمائية· تطبيع؟ تجمع يوم العرض عدد من الجمهور في بهو قاعة سينما ''أ· ب· س'' ء وسط تونس العاصمة واعترضوا في هدوء وإصرار على عرض شريط ''فاطمة'' للمخرج خالد غربال· ودار نقاش بينهم - وجلهم من الشباب والطلبة - وبين صاحب قاعة العرض، وانتهى الأمر بإلغاء العرض، وسبب الاعتراض المعلن يعود إلى مشاركة المخرج خالد غربال - وقتها - بهذا الفيلم في مهرجان سينمائي دولي بالقدس المحتلة، وقد حضر المخرج شخصيا عرض شريطه في القدس وأدلى بأحاديث صحفية الى جرائد إسرائيلية بالمناسبة، وهو الأمر الذي رأى فيه البعض تطبيعا ثقافيا من المخرج مع إسرائيل· والملاحظ أن شريط ''فاطمة'' ممول في قسط منه من جهات أجنبية منتجة له، ولا يمكن للمخرج منع المنتج الأجنبي من المشاركة بالشريط في مهرجان إسرائيلي، ولكن اللوم الذي وجهه البعض يخص حضور المنتج نفسه - وقتها - إلى القدس المحتلة· ومما أجج مسألة مشاركة خالد غربال في مهرجان إسرائيلي وقتها إعلانه أنه غير نادم على مشاركته تلك· في حين اعتذر عن الحضور الى أيام قرطاج السينمائية في دورتها 19 عبر رسالة بعث بها إلى وزير الثقافة آنذاك مكتفيا بمشاركة شريطه مؤكدا أن الحملة التي قال انه تعرض لها ''حملة ظالمة'' حسب رأيه· وأعلن العديد من السينمائيين التونسيين وقتها عن استيائهم من موقف المخرج خالد غربال في حين لازم البعض الآخر الصمت ووقف البعض الآخر موقفا وسطا تمثل في رفض حضور خالد غربال شخصيا في القدس المحتلة مع إبداء شيء من التفهم لحرية المنتج الأجنبي في المشاركة في أي مهرجان يريده·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©