الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كبح جماح النفوذ الإيراني في المنطقة يتطلب نبذ قطر

17 يوليو 2017 01:33
دينا محمود (الاتحاد) ألقى فشل جهود الوساطة الغربية في احتواء الأزمة التي تعصف بالخليج حالياً بفعل العناد القطري، بظلاله على تغطيات وسائل الإعلام العالمية لتطورات هذه الأزمة المستمرة منذ نحو شهر ونصف الشهر. فمن جانبها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية رأت أن الجولة الخليجية لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان تمثل «خوضاً (من جانب فرنسا) في وحل الأزمة القطرية». ولم يفت الصحيفة الإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها لو دريان خلال جولته، وقال فيها إن بلاده تدعم الوساطة التي تضطلع بها دولة الكويت في الأزمة، وأن باريس تسعى للعب دورٍ مساندٍ للوساطة الكويتية في هذا الشأن، وهو ما بدا سعياً من قبل فرنسا للنأي بنفسها عن الانخراط بقوة في جهودٍ يبدو أنه لا طائل من ورائها، في ظل التعنت الذي تبديه قطر على صعيد الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي تستهدف إعادتها إلى البيت الخليجي والصف العربي. وألقت «واشنطن بوست» الضوء كذلك على تصريحات محللين خليجيين، انتقدوا المحصلة المخيبة للآمال للزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للخليج الأسبوع الماضي، والتي أخفق في أن يجبر الدوحة خلالها على الانصياع لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ونسبت «واشنطن بوست» إلى هؤلاء المحللين قولهم، إن مذكرة التفاهم التي وُقِعت بين واشنطن والدوحة بشأن مكافحة تمويل الإرهاب خلال زيارة تيلرسون، لا ترقى إلى مستوى الاستجابة للمطالب الرامية لتغيير السياسات القطرية الداعمة للمتشددين. فشل الوساطات الغربية حظي كذلك باهتمام مركز أبحاث العولمة، الذي يتخذ من مدينة مونتريال الكندية مقراً له، إذ نشر مقالاً تحليلياً بقلم جاري لاب، قال فيه إن عدم قدرة وزير الخارجية الأميركي على إيجاد حل للأزمة الخليجية، يشير إلى أن «نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط آخذٌ في التضاؤل». وأبرز الكاتب ما أشارت إليه صحف أميركية من أن تيلرسون غادر المملكة العربية السعودية، حتى دون محاولة الإدلاء بالتصريحات المعتادة التي تتحدث عن إحراز تقدم تدريجي «ربما لأنه لم يكن هناك» مثل هذا التقدم من الأساس. وفي هذا الصدد استعرض المقال التصريحات والتغريدات التي نشرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ اندلاع الأزمة، وأبدى فيها مساندته لموقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، عبر تأكيده تورط قطر «تاريخياً في تمويل الإرهاب، وعلى مستويات رفيعة للغاية». ومن جهة أخرى، رأى لاب في مقاله التحليلي أن الجهود الرامية لكبح جماح النفوذ الإيراني في منطقة الخليج يتطلب نبذ قطر وطردها من مجلس التعاون الخليجي إذا لم تقبل بالمطالب «غير القابلة للتفاوض» المقدمة إليها. صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية أبرزت التقارير التي أشارت إلى أن «الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب» بجانب اليمن وموريتانيا قد طالبت الاتحاد الدولي لكرة القدم بسحب حق تنظيم كأس العالم في اللعبة عام 2022 من قطر، بسبب كونها «قاعدةً للإرهاب». وأشارت الصحيفة، ذات توجهات يمين الوسط، إلى الملابسات المشبوهة التي أحاطت بفوز قطر بحق استضافة هذه البطولة؛ إذ وصفت «الإمارة المعزولة» بأنها «فائزٌ مثير للجدل» على هذا الصعيد. وقالت «دَيلي تليجراف» إن قطر ذات تاريخ كروي لا يذكر وبنية تحتية فقيرة للغاية فيما يتعلق باستضافة حدث رياضي كبير مثل المونديال. أما الموقع الإلكتروني لقناة «إن بي سي نيوز» التليفزيونية الأميركية فقد أولى اهتمامه لجماعة «الإخوان» الإرهابية، باعتبارها أن دعمها والترويج لأنشطتها يشكل أحد الجوانب الكارثية للسياسة القطرية الحالية. وفي تقريرٍ تحليليٍ مطول، أبرز الموقع كون هذه الجماعة - التي أُسست قبل نحو 89 عاماً - تمثل تهديداً للعديد من الدول العربية، وتخلط بين السياسة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وأشار إلى أن هناك جماعاتٍ منبثقةً عن «الإخوان» تبنت العنف نهجاً لها. وأكد الموقع الإخباري الأميركي الإيجابيات المترتبة على حظر هذه الجماعة في العديد من الدول العربية، مشيرة إلى أن خطواتٍ من هذا القبيل قد أضعفت ذلك التنظيم المصنف إرهابياً في بعض بلدان العالم العربي. ولم يغفل الموقع الإشارة إلى استغلال «الإخوان» للعمل الخيري والأنشطة الاجتماعية «وخلطهما بالنشاط السياسي». كما اعتبر أن «طبيعة الإخوان العابرة للحدود بين الأوطان والعلاقات الغامضة التي تربط بين الجماعات المتفرعة» عن الجماعة الإرهابية الأم، تثيران شكوك المسؤولين في دولٍ عربية عدة ممن يتوجسون خيفة من التدخل الأجنبي في شؤون دولهم. أما بالنسبة لقطر - التي شدد «إن بي سي نيوز» على حقيقة كونها تستضيف العديد من الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان - فتبدو طبيعة العلاقة بينها وبين هذه الجماعة مختلفة. إذ ينقل الموقع عن خبراء قولهم إن الدوحة تعمل على «مغازلة» الإخوان بهدف تدعيم نفوذها على الساحة الدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©