الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آثار الأزمة المالية تنعكس على جائزة نوبل للاقتصاد

آثار الأزمة المالية تنعكس على جائزة نوبل للاقتصاد
11 أكتوبر 2008 23:27
يتوقع عدد من الخبراء أن تؤثر الأزمة المالية التي يتخبط فيها العالم حالياً على خيارات لجنة نوبل للاقتصاد في المستقبل وتبعدهم عن أنصار النظام الرأسمالي الليبرالي· وفي هذا الخصوص قال البروفيسور جوزف ستيجليتز في جامعة كولومبيا الحائز هو نفسه على نوبل الاقتصاد عام 2001: ''أعتقد أن الأزمة تحمل تغييراً فلسفياً جوهرياً، لقد أدركنا أن الأسواق غير الخاضعة لأي رقابة يمكن أن تقود الى كارثة''· وستمنح جائزة نوبل في الاقتصاد وهي آخر جوائز هذا الموسم غداً، فمنذ منحها للمرة الاولى في عام 1969 كافأت جائزة الاقتصاد العديد من ميادين الدراسات منها أبحاث عن الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي أو حتى دراسات تمزج الاقتصاد بالعلوم السياسية وعلم النفس· وفي الماضي تعرضت اللجنة للانتقاد لأنها كافأت كثيراً أعمالاً تميزت في أغلب الاحيان بمقاربة اقتصادية نيوكلاسيكية مرتبطة بليبرالية السوق التي تهيمن اليوم على جزء كبير من الاقتصاد، لكن نظريات بعض الاقتصاديين أمثال ميلتون فريدمان الحائز على جائزة نوبل عام 1976 تتعرض للانتقاد بشكل متزايد لدورها في الاضطرابات المالية الحالية إذ أنها تؤيد قيام قطاع خاص قوي مع اقتصار تدخل الحكومات في الاقتصاد على الحد الأدنى· وفي هذا السياق لفت جوزف ستيجليتز الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي الذي اضطر للاستقالة في 2000 إثر الانتقادات الشديدة لسياسة هذه المؤسسة العالمية، إلى أن ''الأحداث الاخيرة تدل على أن الأسواق لا تعمل بشكل جيد وحدها''· وبين الاشخاص الـ58 الذين نالوا جائزة نوبل الاقتصاد، 40 منهم أي ما يمثل 69%، من الاميركيين، كما أن 70% منهم كانوا يعملون في جامعات أميركية عندما تلقوا الجائزة· وجامعة شيكاغو التي أعطت اسمها لـ''مدرسة شيكاغو'' التي شارك ميلتون فريدمان في تأسيسها والمعروفة بتأييدها لاقتصاد السوق ممثلة بشكل واسع مع 25 حائزاً على الجائزة ينتمون الى المدرسة؛ 10 من بينهم أساتذة في هذه الجامعة، وقال ستيجليتز: ''في فترة معينة جرى الحديث مزاحاً عن ستوكهولم- شيكاغو اكسبرس'' كون الجائزة المرموقة تسلم في العاصمة السويدية· وهو رأي لا يشاطره إياه رئيس لجنة تسليم جائزة نوبل للاقتصاد برتيل هولملوند باعتبار أن التوجهات السياسية للحائزين على الجائزة ''مختلفة جداً؛ فبعضهم محافظون جداً أو (مواقفهم) يمينية، فيما آخرون تصب مواقفهم في اليسار بشكل واضح، أو على الاقل في الوسط'' كما قال· ويرى بول سيوبلوم المؤرخ والخبير الاقتصادي في متحف نوبل في ستوكهولم أيضاً أن العديد من الميادين الدراسية المختلفة كوفئت· لكنه أضاف أن ''النيوكلاسيكيين يشكلون بدون أدنى شك المدرسة الاكثر تمثيلاً''· وأوضح: ''أن لهم تأثيراً كبيراً ليس فقط في ما يتعلق بالجائزة ولكن أيضاً في البرامج الجامعية وفي القرارات السياسية'' في سائر ارجاء العالم· وفي ضوء الازمة المالية الراهنة يعتقد سيوبلوم أن لجنة نوبل ستبتعد في المستقبل عن المقاربة النيوكلاسيكية في الاقتصاد، ووافقه الرأي هاكان فريسن كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك السويدي المركزي اس اي بي، وقال: ''أعتقد أن الجائزة ستنفتح على ميادين جديدة''· واعتبر الاخصائيون أن الجائزة قد تخرج من الآن فصاعداً من الدروب المعهودة لتتجه نحو ميادين مرتبطة بالبيئة أو لتبدي اهتماماً لمسائل اقتصادية مهمة لاستقرار السوق أو لنظريات جديدة للفوضى، لكن هولملوند لفت إلى أنه ''لن يكون هناك على الأرجح أي تأثير على المدى القصير''·
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©