الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستعداد للامتحانات مسؤولية المنزل قبل المدرسة

الاستعداد للامتحانات مسؤولية المنزل قبل المدرسة
3 مايو 2011 20:19
التفاؤل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي والسقوط فريسة للمخاوف من الفشل، كل ذلك يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطالب بنفسه، وذلك اضطراب يزداد قبل بدء الامتحانات النهائية، ولذلك تبدأ سلسلة من الإجراءات داخل المدرسة وفي البيت، وهي لصنع حالة من العمل الجاد من أجل تنظيم الوقت بطريقة مناسبة، خاصة داخل الأسرة التي تهتم بالنتائج النهائية والحصول على نسبة عالية كنتيجة للجهد. مع اقتراب امتحانات نهاية العام الدراسي تراعي الأسر تقسيم الوقت بين الدراسة الجادة وتخصيص أوقات للراحة، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، ووضع جدول للمذاكرة يعتبر خطوة ضرورية ومهمة جداً، كي تتجاوز تلك الأسر مع أبنائها مرحلة تجنبهم فيها القلق والخوف. تشرح المعلمة منى العبيدلي من مدرسة رابعة العدوية في الشارقة أن لديها خمسة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، وقد اعتادت هي وزوجها أن تجتمع بهم قبل أسبوعين من بدء الامتحانات كي تعزز ثقتهم بنفسهم، وتزيل أية رواسب قد يكون خلفها الأصدقاء حول رهبة الامتحانات، فلا يقلق إلا من لم يستعد للاختبارات. إجراءات أسرية تعمل منى العبيدلي على وضع برنامج ونظام جديد للأسرة، حيث تضحي وزوجها ببعض العادات اليومية، مثل الخروج للتسوق في وقت الغذاء، أو أخذ قسط من النوم بعد العودة من الدوام اليومي، كما تمتنع عن الزيارات وذلك من أجل البقاء بالقرب من الأبناء كي يشعروا أن هناك من يقف بجانبهم، وتترك لهم فرصة للراحة مدتها عشر دقائق بين كل ساعة وأخرى وحتى خمس ساعات من فترة المذاكرة. ذكرت منى أنها تعمل على تحديد الكميات التي سيذاكرها الأبناء وكل من ينجز ما عليه من كمية يمنح فرصة للعب أو مشاهدة القناة المفضلة، حتى الشغالة يتم تهيئتها كي لا تحدث أية أصوات خلال العمل، وأهم ما في الموضوع أن كل واحد من الأبناء يختار المكان الذي سوف يذاكر فيه، إلا غرفة النوم لأنها تبعث على الكسل والنوم. ذكرت العبيدلي أن الخوف من الامتحانات مبعثه عدم الاستعداد، وفي أحيان كثيرة يضاف له ابتعاد الأسرة عن أبنائها، وبذلك يشعر الطالب أن والديه يحرمانه من الاهتمام، وفي النهاية يحملانه مسؤولية الفشل أو الرسوب أو الحصول على نتائج متدنية، ولذلك ترى أن الأسرة هي المسؤول الأول عن كل ما يحدث للأبناء وليس المدرسة أو الطالب نفسه. رعب الامتحانات أحمد علي البناي مدير مدرسة المهلب الإعدادية سابقاً، قال إن كلمة امتحان تعتبر مرعبة لأي شخص كان، حتى وإن كان اختباراً لوظيفة أو تحديد مستوى، وهو يعمل مع زوجته على تهيئة أبنائه طوال العام، كما أنه كمربٍ كان يدير مدرسته بالتفاهم مع الطلبة، ومن يجد فيه قلقاً وتشتتاً وتدنياً في الدرجات، يحاول التعرف إلى المشاكل التي يواجهها، وفي الغالب يتم الاتصال بولي الأمر، ولكن وجد أحمد أن كثيراً من أولياء الأمور بعيدون عن أبنائهم، وفي الوقت ذاته يرغبون في تفوق أولئك الأبناء، وتلك معادلة صعبة. أكد البناي أن الحالة النفسية للطالب تبدأ من الأسرة وتنتهي عندها، ولأجل أن يشعر بالاهتمام والأمان، على الوالدين اختيار المكان المناسب للمذاكرة من حيث التهوية والإضاءة، وتنظيم الكتب والمذكرات بشكل يسهل الرجوع إليها، وتعويد الأبناء على الجلوس بوضعية صحيحة ومريحة وتهيئة الجو المحيط بالطالب، وضرورة أن يكون مريحاً ويمتاز بالهدوء وعدم الانشغال بأمور أخرى، ومن المهم الابتعاد عن السهر الزائد وأخذ الكفاية من النوم والراحة، فذلك مما يساعد على الاستذكار، والتغذية المناسبة لأن الجوع والإرهاق الجسماني من أهم ما يجعل الطالب غير قادر على التحصيل والمذاكرة. الابتعاد عن المؤثرات عبدالله عيسى مدير مدرسة المهلب في دبي قال إن الأسرة أهم محور في عملية التهيئة النفسية، لذلك ينصح الأسرة بإبعاد الطالب عن كافة المؤثرات الخارجية التي تشغله عن المذاكرة، لأن القلق من الامتحانات يجعله في حالة تتصف بالخوف والتوقع، أي أنه حالة انفعالية تعتري بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحانات، وتكون مصحوبة بتوتر وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة، تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان، مما يؤثر سلباً على المهام العقلية في موقف الامتحان، ويعود سببها إلى أن الطالب يدرك موقف تقييم الامتحان على أنه موقف تهديد للشخصية. أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الامتحانات فهو أمر طبيعي وسلوك عرضي ومألوف، ويعد دافعاً إيجابياً وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز المثمر، أما إذا كان الطالب يعاني أعراضاً غير طبيعية كعدم النوم المتصل وفقدان الشهية للطعام مع عدم التركيز الذهني، وبعض الوساوس والاضطرابات الانفعالية والجسمية، فهذه هي حالة قلق الامتحان وتكون قبل وأثناء الامتحانات، حيث يشعر الطالب بالضيق النفسي الشديد قبل وأثناء تأدية الامتحان، وربما يعاني البعض عدم التركيز وعدم التمكن من النوم. الضغط على المعلم أم خالد المازم معلمة في مدرسة النوف الثانوية للبنات في الشارقة، وقد ذكرت أن المعلم أيضاً يتعرض للضغوط النفسية، إذا كان الطلاب في مستوى متدنٍ من التحصيل العلمي خلال الفصل الأول أو الثاني، ولذلك دائماً ما تحاول إدارات المدارس أن تتواصل مع أولياء الأمور، ولكن قلة منهم من يساهمون في تأهيل أبنائهم نفسياً من أجل مستوى علمي أفضل. تعتب أم خالد على الطريقة التي يتم التعامل بها لاحتسـاب الدرجات لأنها أثبتت فشـلها، لأن العلامة تضرب في اثنين وتقسم على ثلاثة، وفي ذلك ظلم، لأن الإدارات المدرسية عملت على تدني درجات طالبات متفوقات، وتطالب بإعادة النظر في ما يحدث. كما أكدت أهمية ألا تعمل الأسرة على إرهاب الأبناء بخصوص الدرجات، خاصة إن كان الطالب أو الطالبة من المتفوقين، وعلى العكس يجب تشجيعهم وعلى ولي الأمر أن يبلغ الابن أنه يثق في قدراته، وأي ضعف في الدرجات لا يعني أنه مقصر. الدور الإيماني ينصح عبدالله عيسى مدير مدرسة المهلب في دبي الأولياء الأمور بالعلاج والوقاية من قلق الامتحان كما يقول، وذلك عن طريق توجيه وتعويد الطلاب على ترديد الأدعية والأذكار المناسبة، وتلاوة القرآن الكريم وأداء الصلاة في أوقاتها، لما في ذلك من طمأنينة للنفس في كل الأوقات، وأيضاً تدعيم ثقتهم بأنفسهم والوقوف منذ وقت مبكر على ميولهم وقدراتهم، وتوجيه طموحاتهم لتتوافق مع قدراتهم في اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©