الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

وسطاء يتساءلون: هل تراجع البورصات مؤقت أم انهيار؟

11 أكتوبر 2008 23:49
يبدو أن لا شيء يوقف هبوط البورصات العالمية الذي أثار أسئلة بشأن كونه انهياراً أم تراجعاً مؤقتاً مع امتداد الأزمة المالية التي نشأت في الولايات المتحدة صيف 2007 إلى أوروبا مما أثار المخاوف على الاقتصاد العالمي· وفيما يلي الأسئلة الرئيسية المطروحة بصدد التراجع الحالي: ؟ لماذا التحدث عن انهيار؟ لا يوجد أي تحديد عام للانهيار، لكن الأخصائيين يتحدثون عنه عندما تصل نسبة الانخفاض إلى 20% على فترة قصيرة: في الحالة هذه معظمم الأسواق العالمية الكبرى شهدت تدهوراً يزيد عن 20% في أسبوع واحد· وتتراوح خسائر البورصات منذ بداية العام بين 35% في نيويورك و46% في طوكيو، مروراً بــ38% في لندن و43% في باريس و44% في فرانكفورت· ؟ كيف يفسر ذلك؟ بدأت موجة الذعر الأخيرة مع إفلاس بنك الأعمال الأميركي ليمان براذرز في 15 سبتبمر الماضي لتتبعه سلسلة من عمليات العجز والإنقاذ العاجلة لمؤسسات أوروبية مثل فورتيس وشركة التمويل العقاري هيبو ريال استيت او ديكسيا· وألقت هذه الأحداث ظلال الشك حول مجمل القطاع المالي إلى درجة حدت بالمصارف إلى رفض إقراض المال فيما بينها مما يزيد من مخاطر الإفلاس، كما أنها تحد من القروض للأفراد والشركات· وأخيراً يخشى المستثمرون من أزمة اقتصادية قاسية ومستديمة تطال أصلاً الولايات المتحدة وأوروبا وقد لا توفر الدول الناشئة، وهي أزمة تقضم آليا أرباح الشركات وتجعلها أقل جذباً في البورصة· ؟ هل هي أسوأ أزمة في تاريخ البورصات؟ إن المقارنة صعبة خصوصاً أن بعض المؤشرات حديثة العهد (مثل كاك 40 الباريسي الذي لم ينشأ إلا في العام 1988)، لكن أرقاماً قياسية عدة سقطت هذا الأسبوع وسجلت كل من نيويورك وباريس أكبر تراجع يومي منذ أزمة أكتوبر ·1987 ويتحدث عدد كبير من الأخصائيين عن ''أسوأ أزمة'' منذ انهيار البورصات في 1929 الذي أغرق البلدان المتطورة في ركود اقتصادي كبير· ؟ ماذا تفعل السلطات؟ خلافاً للعام ،1929 حيث التزمت بالمبدأ الليبرالي من خلال امتناعها عن التدخل، تكثر السلطات العامة من المبادرات مثل إنقاذ بعض المؤسسات المهددة (ديكسيا، فورتيس أو شركة التأمين الأميركية إيه آي جي) وضمان الإيداعات المصرفية للأفراد وشراء القروض الهالكة للمصارف (خطة بولسون في الولايات المتحدة)· إلى ذلك، تنشط البنوك المركزية بدورها على جبهات عدة، من خلال ضخ السيولة في السوق المالية ومن خلال خفض معدلات الفائدة الرئيسية بصورة مشتركة منذ الأربعاء· ؟ لماذا لم تؤد هذه التدابير إلى تهدئة الاسواق؟ إن المستثمرين يطلبون المزيد·· لا يمضي يوم واحد من دون تسجيل مطالبة جديدة في الأسواق: مزيداً من التنسيق بين السلطات العامة وتخفيضات أخرى لمعدلات الفائدة و''خطة بولسون على الطريقة الأوروبية'' وضمانة عامة للقروض في السوق بين المصارف··· من جهة أخرى، فإن الرسائل المطمئنة للسلطات تزيد من الذعر: ''تكرار أن كل شيء على ما يرام، لكننا مستعدون للتدخل، إنه أمر أقل ما يقال فيه أنه متناقض'' على ما قال جان لوي مورييه من مؤسسة الوساطة أوريل· ؟ هل يمكن القول إن الأسهم لم تعد ''غالية الثمن''؟ إن المسألة تطرح مع كل تراجع للأسعار تبعاً لمقولة البورصة التي توصي بالشراء عندما يبدو أن الأسهم لامست القاع ولا تستيطع معاودة الصعود· إن المؤشر الأكثر استخداماً هو قسمة قيمة السهم في البورصة لشركة ما على المستوى المتوقع لأرباحها: هذه ''النسبة'' وصلت اليوم بالنسبة للعديد من القطاعات إلى أدنى مستوى منذ عقود· والمشكلة هي أن هذا الحساب يفترض ألا يخطىء المحللون في توقع أرباح مجموعة ما، وفي هذه الحالة فإن الشك الذي يحوم حول النمو العالمي وصل إلى حد لم يعد احد يعرف معه إلى أي مدى حسابات الشركات ستبتعد عن هذه التوقعات· ؟ ما الذي يتوجب عمله لتعود البورصات إلى النهوض؟ يرى جان برنار بيرينتي المسؤول عن سويس لايف: انه ''يتوجب جملة من الأمور: هدوء في السوق بين المصارف، تدابير جديدة عامة، مفاجئات سارة بالنسبة لأداء الشركات واستئناف عمليات الدمج والشراء''· ويعتقد بصورة عامة أنه حتى وإن تبع الانهيار دوماً قفزات محددة، فإن عملية التطهير قد تكون طويلة، وفي هذا الصدد قال أرنو ريفيران من شركة اركيون فينانس: ''سنخرج مترنحين من كل ذلك، لذلك علينا أن نحصي موتانا قبل أن نفكر بالانطلاق من جديد''·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©