الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكتابة الجديدة أسهمت في الارتقاء بالعرض المسرحي المحلي

الكتابة الجديدة أسهمت في الارتقاء بالعرض المسرحي المحلي
15 يناير 2014 00:11
عصام أبو القاسم (الشارقة) - ناقشت الندوة الفكرية التي عقدت صباح أمس تحت عنوان «همزة وصل.. نقد التجربة» تجربة المسرح الإماراتي في مرحلة ما قبل الاحتراف، وذلك عبر عدد من المحاور وبمشاركة ثمانية من الباحثين، وذلك ضمن البرنامج الثقافي الموازي للدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح. وضمت الجلسة الأولى في الندوة التي قدمها المخرج خليفة العريفي، ثلاث مداخلات حول تاريخ المسرح الإماراتي وتجارب التمثيل والإخراج والمسرح المدرسي. قدم الأولى الدكتور عبد الإله عبد القادر، والثانية الدكتورة عواطف نعيم والثالثة استاذ التمثيل يحيى الحاج. وفي استهلالية الندوة قال اسماعيل عبد الله الامين العام للهيئة ومدير المهرجان ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حمله التحية لجميع المشاركين وذكر ان سموه يتابع كل فعاليات المهرجان بالكثير من الحب والاهتمام. وبدأت الندوة بمداخلة الدكتور عبد الإله عبدالقادر، حيث تحدث بداية عن الحراك الثقافي في الامارات وخاصة في الشارقة، مشيرا إلى ان هذا النشاط ليس جديدا أو طارئاً، وأضاف: «فنحن نمتلك ارثا ثقافيا كبيرا ولكن نسبة للظروف التي كانت تعيشها الامارات لم يكن متاحا لها ان تشهر هذا الإرث بخاصة انها واجهت عزلة في وقت سابق قياسا إلى سواها من دول عربية». واشار في حديثه عن المسرح فلقد ذكر أن أول من وضع خطوة على الخشبة كان هو المرحوم علي بورحيمة الذي كان معلماً في مدرسة القاسمية «وقد قدم تمثيليات مع تلامذة المدرسة على ما يذكر صاحب السمو حاكم الشارقة وكذلك محمود ذياب. علي بورحيمة وضع نفسه مؤرخاً للمسرح في تلك الفترة ولا نريد أن نحاكمه نقديا لأننا في سياق غير سياقه». ثم استمرت المدرسة القاسمية تقدم تمثيليات ومسرحيات منها «المروءة المقنعة» وشارك في تمثيلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وفي 1958 كتب سموه مسرحية «وكلاء صهيون» والتي اغضبت الحاكم البريطاني فأغلق المسرح، ويلي ذلك، بحسب عبد القادر، في سنة 1959 ثمة مسرحية «الاسلام والتعاون» لعلي غريب وهي الأخرى اثارت ضجة فلقد اثارت الناس وحفزتهم على الخروج ضد المستعمر. ريادة وقال عبد القادر إن سمو حاكم الشارقة هو أول كاتب مسرحي في الإمارات وان نص «وكلاء صهيون» هو أول نص مسرحي في الامارات. من ثم تطرق الباحث إلى تجربة واثق السامرائي الذي جاء من العراق 1963 هربا من المعارك الضارية التي كانت ضربت العراق حينذاك. وصل السامرائي فبراير 1963 ولكن هذا الرجل كان دينامياً ومتحركاً وإذ استطاع خلال اسبوع واحد أن يلتقي الشيوخ وفي هذا السبيل التقى السامرائي بالشيخ صقر، والشيخ سلطان العويس وكوّن فرقة مسرحية ومثّل في مسرحية «من أجل ولدي» في ذات السنة، وفي 1964 قدم مسرحية «سامحيني» وعندما انتقل إلى أبوظبي 1966 قدم العديد من المسرحيات ومن ثم انتقل إلى قطر صحبة مجموعة من الفنانين الاماراتيين وكانت تلك أول رحلة لفنانين اماراتيين خارج الدولة. كذلك عرجت ورقة عبد القادر إلى دور الأندية الرياضية في اثراء تجربة النشاط الثقافي في الامارات، وتابع متكلما عن أول حضور للمرأة في المسرح الاماراتي وحصل ذلك 1972 وقبلها لم يكن متاحا للمرأة ان تصعد خشبة المسرح. ولكن بعد اتحاد امارات الدولة الذي ترافق مع قيام العديد من المؤسسات المدنية بدأ الحراك الثقافي يتوسع وصار حضور المرأة أكثر ظهورا. إذن، في العام 1972 سجل أول ظهور للمرأة في المسرح الاماراتي، حيث ظهرت شادية جمعة ومنى مبارك ثم جاءت تباعا اسماء مثل: موزة المزروعي ورزيقة الطارش ومريم أحمد ومريم سلطان وسميرة أحمد ومنى حمزة ورئاسة عبد الرحمن وتوالت الوجوه النسائية تباعا. المسرح المدرسي في 1979، على ما قال عبد القادر، استقدمت وزارة التربية المصري زكي طليمات الذي وضع خطة متكاملة لتطوير المسرح الاماراتي انطلاق من المدرسة وهو جاء بعدد كبير جدا من المشرفين من شتى انحاء المعمورة وأثروا كثيرا في مسار الحركة المسرحية الاماراتية، وفي 1978 حضر الفنان الكبير الكويتي صقر الرشود الذي ترك الكويت ولبى نداء صديقه عبد الرحمن الصالح وجاء إلى الامارات وحينما وصل طلب استاذه وصديقه إبراهيم جلال من العراق وتعتبر هذه المرحلة التي نشط فيها الرشود صحبة جلال من أكثر المراحل خصوبة في الساحة المسرحية الاماراتية وقد اسسا قسم المسرح في وزارة الثقافة والإعلام في تلك الفترة كما انهما استطاعا اقناع الحكومة بتفريغ الفنان الاماراتي وقد جرى توزيع العديد من الفنانين المتفرغين. وفي تلك الفترة تأسست معظم الفرق المسرحية وقد منحت مكآفات من قبل الحكومة لكي يدوم عملها. وتطرق عبد القادر إلى دورة تدريبية مطولة جرى تنظيمها من قبل وزارة الإعلام تحت اشراف المنصف السويسي وخلصت تلك الدورة بعدد من العروض المسرحية التأسيسية التي كان لها كبير الأثر على تاريخ المسرح الاماراتي الحديث. لم تكن هناك حركة كتابة مسرحية ملفتة حتى أعوام الثمانينيات ولكن في تلك الفترة برز عدد من الكتاب المهمين ومن ثم ظهر جيل تال من الشباب امثال أحمد راشد ثاني وزميله اسماعيل عبد الله وجمال سالم وباسمة يونس وسالم الحتاوي لاحقا وهو الذي ترك ارثا مسرحيا غنيا على رغم وفاته وهو في الاربعينيات من العمر. المناعي.. وتحولات الإخراج المسرحي وفي ورقتها عن «تجارب إخراجية في المسرح الإماراتي» تطرقت الدكتورة عواطف إلى تجربة «مسرح الشارقة الوطني»، بخاصة تجربتي عبد الله المناعي ومحمد العامري. بعد مقدمة مسهبة حول علاقة العرب بالمسرح منذ البدايات الأولى، تكلمت نعيم عن تجربة المناعي مشيرة إلى انه تعرف على هذه التجربة الاخراجية المتميزة في العراق حين زار فريق مسرح الشارقة الوطني بغداد للمشاركة في مهرجان المسرح العربي 1999 وكان المناعي شارك مخرجاً لمسرحية «كوت بومفتاح»، وذكرت نعيم عمق ورصانة المناعي وحساسيته المبدعة العالية. وكذلك تكلمت نعيم عن تجربة المخرج الشاب محمد العامري الذي يعتبر تلميذا للمناعي، مبرزة الخصائص الشكلية والدلالية لمسرحياته، لافتة إلى ان عروضه تبدأ دائما من خارج الخشبة وانها تعتمد على المجاميع «الجوقة» وهو يحذق دائما في بناء صورة عرضه على نحو شاعري وهو يتوسط لإنجاز ذلك بالضوء والموسيقى والتشكيل الحركي، واشارت نعيم ايضا إلى تجربتي حسن رجب وأحمد الانصاري اللذين توجها إلى استلهام التراث المحلي لإسباغ تجاربهم بالطابع المحلي. التمثيل وأجياله الثلاثة من جانبه تحدث الفنان السوداني يحيى الحاج عن الأداء التمثيلي في المسرح الإماراتي واستهل حديثه قائلا: «ان تجربة التمثيل في الامارات لا تختلف في نسق تطورها عن التجارب الموازية لها في البلاد العربية فهي مرت بذات الأطوار في طريقها إلى حاضرنا الماثل حيث تظهر خشبة المسرح الاماراتي الجديد اداء تمثيلا متقدماً في تقنياته ومتحررا من العديد من الاشكاليات التي رافقته زمناً، سواء في الحركة أ وفي استخدام الإشارات والايماءات. قال الحاج ان ثمة مشكلة التكرار التي ارتبطت دائما بأداء الممثل الاماراتي حيث كانت شخصية «النوخذة»، على سبيبل المثال، تستحوذ على كل مهارات الممثلين الاماراتيين والجميع لا يفلح إلا في اداء هذا الدور الذي سرعان ما امسى مكروراً ونمطياً وهو يغلب على المسرحيات الاجتماعية التي كانت تقدم على ما فيها من ضعف درامي، وبالتالي كان ينعكس ضعفها على سائر تفاصيل العرض المسرحي. وبموازاة حديثه عن التمثيل، عاد الحاج إلى تجارب الكتابة المسرحية الجديدة في الإمارات، مشيراً إلى انها اسهمت كثيرا في تطوير مستوى العرض المسرحي الاماراتي بما اقترحته من أجواء وأزمنة نفسية وعلاقات اجتماعية متشابكة وأصوات متعددة. وفي الجلسة الثانية تحدث عبد الرحمن بن زيدان عن تحولات الكتابة المسرحية الاماراتية، وخصص عز الدين هلالي ورقته للمسرح المدرسي في الامارات، وثمة العديد من الأوراق الأخرى حول مسرح الطفل ومسرح الناشئة ومسرح الشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©