الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظافر الظاهري: التصوير هواية يصقلها التخصص

ظافر الظاهري: التصوير هواية يصقلها التخصص
3 مايو 2011 20:25
لم يكن الشاب الإماراتي ظافر الظاهري يدري أن ما يقوم به من عبث بكاميرات الفيديو الخاصة بالعائلة وتنقله بتصويرهم بها في كل وقت وحين، يغافلهم في ضحكاتهم وهمساتهم العفوية أثناء النزهات والرحلات وحتى اجتماعاتهم الحميمية داخل المنزل، سيجعله يوما ما فنانا في التقاط الصور الفوتوغرافية بعد أن دخل عالم التصوير من أوسع أبوابه. بدايات ظافر الظاهري 32 عاما مع عالم التصوير الفوتوغرافي كانت بكاميرات الفيديو المنزلية ثم تدرج للكاميرات الفيلمية، يقول الظاهري في ذلك :«منذ صغري وأنا أعتبر شخصية محببة خفيفة الظل على أسرتي لكثرة تعليقاتي القريبة من نفوسهم فكانوا يطلبون مني تصويرهم في رحلاتنا ونزهاتنا بكاميرات فيديو احترافية تملكها العائلية، وبينما كنت أسجل ما يجري كان لساني ينطلق بتعليقات محكية مع المواقف الطريفة التي كنت أصورها لهم تماما كالمذيع الذي يرتجل كلاما منمقا وقريبا من القلب، وعندما نجلس ونرى هذه التسجيلات نضحك ونتذكر أنفسنا وما فعلناه خصوصا بعد أن يمر على ذلك فترة من الزمن، لدرجة أنه يوجد لدينا حاليا مئات أشرطة الفيديو التي تقص أجمل لحظات عائلية عشناها قبل 16 عام وكذلك الأمر مع أصدقائي الذين كنت أصورهم بذات الطريقة وأرتجل تعليقات فكاهية مسجلة أيضا أثناء ذلك ». بداية الفوتوغراف لم ينتبه الظاهري في تلك الفترة إلى أنه يقترب من التعلق بالتصوير فلم يأخذ الأمر بجدية، لكنه شعر بنقص وكأنه فقد عزيزا على قلبه عندما تعرضت كاميرات الفيديو التي كان يصور بها للعطل والخراب فأحس بافتقاده لها وحاجته إليه، فاندفع نحو كاميرا فيلمية موجودة في منزل العائلة ليعوض ذاك النقص ويشبع حاجته في متابعة التصوير العائلي بها وهنا بدأت مرحلة جديدة في حياته يتابع حديثه عنها :« فقداني لكاميرات الفيديو دفعني لأمارس التصوير الفوتوغرافي الذي صار فيما هوايتي المفضلة، وصرت لا أفارق الكاميرا في أي مكان أذهب إليه، وذلك في عام 2007 حيث اقتنيت بعد الكاميرا الفيلمية كاميرا ديجيتال حديثة وصرت أصور بها الطبيعة وكل شيء أراه في أسفاري ونزهاتي، لكن لم أخرج بعد من مرحلة التصوير العشوائي غير المدروس، بمعنى تصوير لا يستند إلى قواعد وأسس علمية صحيحة مجرد هواية نبعت من اعتيادي لحمل الكاميرا والتصوير بها». الدراسة عن بعد بعد هذا العام قرر الظاهري أن يتعلم ويدرس فن التصوير الفوتوغرافي فلجأ إلى الدروس والمحاضرات المسجلة على مواقع عدة في الإنترنت، وصار يطبق ما يراه فيها ويقرأ ما في بطون الكتب حول جودة الصورة وكيفية الحكم بوجود أخطاء بها من عدمه، وكيفية علاج تلك الأخطاء وما شابه ذلك، فكانت مرحلة التعلم الذاتي التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا مع وجود تطور ملحوظ في أدائه، سببه الشغف بهذا التعلم والبحث وسؤال أصحاب الخبرة من المصورين المحترفين والاستزادة من علمهم. يذكر ظافر أن ما ساعده في إحداث نقلة نوعية في تصويره أنه اقتنى عدة كاميرات احترافية ذات جودة عالية مثل كانون 7D و 5D ساعدته على اغتنام لقطات نادرة ومميزة لكل شيء صوره وبالذات عالم الطيور الذي صار العالم الأكثر تميزاً في لقطاته، وذلك بعد أن اتجه إلى التخصص في تصوير الأشياء السريعة التي تتطلب مهارة عالية جدا وكاميرا خاصة ذات عدسات وإعدادات معينة، مثل عالم الطيور والسيارات، وفي السياق ذاته يفيد الظاهري :« صرت ألاحق الطيور في كل مكان وأسافر خصيصا لأماكن تواجدها بنوعيات وأشكال مختلفة لأصورها وأقضي ساعات في انتظارها حتى تحط على شجرة وأصورها على الرغم أنني أعشق تصويرها وهي تطير في الهواء، ولعل نجاحي في تصوير أنواع عدة منها ما أمتلكه من صبر وتأني فتصوير الطيور يختلف عن أي تصوير يحتاج لطول بال غير عادية ومهارة عالية في التركيز وحسن انتقاء اللحظة المناسبة للضغط على زر الكاميرا لأن الطيور سريعة جدا كما أنه مكلف جدا لأن العدسات التي يتطلبها خاصة وغالية الثمن وتصويرها فن لوحده». استوديو منزلي ومما يثير الدهشة والغرابة أن مصورنا المبدع أنشأ استوديو خاصا له في بيته مجهزاً بكل ما يخطر في البال من عدة وإضاءات وفلاشات وجدران ملونة عازلة للصوت، كلفه مبلغا كبيرا من المال، وإنما فعل ذلك ليصبح هذا الاستديو كالمختبر الذي يجري فيه العالم والباحث تجاربه، فهو يجلس فيه ساعات طوالا يجرب ويتعلم كيف يرتقي بفن التصوير ولا يكون مصورا عاديا فيه. تخصص عميق درس الظاهري المحاسبة وأيام قليلة تفصله عن التخرج في دبلوم الوسائط المتعددة من معهد الجاهلي للعلوم والتكنولوجيا، حيث يتناول هذا التخصص بحسبه فن التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، وتصميم المطبوعات والإعلانات، مما يعني أنه اختار هذا التخصص ليصقل موهبته أكثر ويتعلم ما لم يصل إليه بالتعلم الذاتي وهذه خطوة يجب أن يتخذها كل مصور هاو حتى يرتقي بفنه وموهبته، وقد تعلم أيضاً عبر الدراسة كيفية التعامل مع برامج مختلفة تخدم التصوير والتصميم.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©