الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

هل من الضروري أن يعرف الزوجين كلمات السر الخاص بهما؟

هل من الضروري أن يعرف الزوجين كلمات السر الخاص بهما؟
30 ابريل 2013 15:57
قبل سنوات طويلة، وقبل طفرة الهواتف والأجهزة الذكية، وحتى قبل ظهور الهواتف والكمبيوترات المحمولة، وبالتحديد قبل بزوغ شمس "الإنترنت"، وانتشار صفحاتها الإلكترونية لتملأ كرتنا الأرضية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، لتكون اليوم أحد الركائز التي لا غنى عنها في الحياة اليومية، وعلى كافة الأصعدة والمستويات. قبل ذلك، كان مفهوم "رقم السر" أو "كلمة المرور" Password، يقتصر على جوانب قليلة جداً في حياتنا اليومية، بالكاد نسمع عنها أو نراها أمام أعيننا، وقليلاً ما نتعامل معها أو نحتاج إليها. وكانت مثل كلمات أو أرقام السر هذه تقتصر على مشاهد قليلة نراها في حياتنا اليومية في الماضي. مشاهد من الماضي في المدرسة، كان ذلك المشهد يأسر قلوب العديد من الطلاب، ويجعل بعضهم يتسمر في مكانه من شدة دهشته، وكله عيون لا ترمش، بإنتظار أن يقوم الأستاذ في الصف المدرسي، بإحضار تلك الحقيقة العجيبة، التي كانت الأفلام البوليسية أو أفلام "جيمس بوند" القديمة تزخر بها، حقيبة الأستاذ هذه، التي كانت في الغالب من نوع "سامسونايت"، كانت تمتلك رقم سر يحتوي ثلاثة خانات، لا يمكن فتح الحقيبة بدون هذا الرقم السري. أيضاً هذا الحقيقة كنت تجدها بأنواع مختلفة مع الكثير من الطلبة، جالسي المقاعد الأمامية، والمتميزون في الدراسة، والمصغين للمدرسين، والذين يأخذون في الغالب نصيب الأسد من الحصة. فتجدهم يتباهون بحقائبهم الرسمية، التي تخفي وجباتهم الصباحية وبعض الأقلام التي تصطف في مكانها المخصصة في الحقيقة، بالإضافة إلى كتبهم ودفاترهم التي تجعل من هذه الحقيبة تنتفخ، ولا تقفل إلى بالضغط القوي والمستمر عليها. ولا تنسى أيضاً سيدات المجتمع، والعديد من السيدات في تلك الفترة الزمنية، اللواتي لا يمكن أن يخرجن من بيوتهن إلا بصحبة حقائبهم التي تشبه الصناديق الصغيرة، والتي تأتي في الغالب مربعة الشكل أو مستطيلة في بعض الأحيان، والتي كانت تعج بمستلزمات المرأة الخاصة، التي لا يمكن لأي شخص الإطلاع على محتوياتها بدون إذن صاحبتها، لأنها محمية برقم سر رباعي أو ثلاثي الخانات. حاضر جديد ومع إنتشار الإنترنت وبدء إتساع رقعته، وإنتشار المواقع الإلكترونية الخاصة بالبريد الإلكتروني الشخصي، باتت كلمة السر مطلب أساسي و رئيسي للحفاظ على خصوصيتك الشخصية، ورسائلك البريدية الخاصة، وأصبحت كلمات المرور هي جزء جوهري لا يمكن إتمام عمليات التسجيل في المواقع الإلكترونية بدونه، وأصبحت كلمات السر هذه عبارة عن خط الأمان والحماية الأول، لمستخدمي البريد الإلكتروني، والأعضاء في المواقع والمنتديات الإلكترونية المختلفة. ومع إنتشار الكمبيوترات الشخصية المكتبية والمحمولة، زادت الحاجة إلى كلمة السر، بحيث أصبح معظم مستخدمي هذه الأجهزة يلجأ إلى مثل كلمات السر هذه، للحفاظ على خصوصيته الشخصية وحماية مواده الخاصة من وثائق وملفات وصور... وغيرها، من إطلاع الغير وتطفلهم عليها. واليوم ومع طفرات الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، تحولت الحاجة إلى مثل كلمات السر والمرور هذه من حاجة إختيارية، إلى أساسية لا يمكن الإستغناء أو التخلي عنها. ومن المؤكد أن أغلب مستخدمي هذه الأجهزة الذكية لا يرغب إذا فقد هاتفه المحمول الذي يحتوي العديد من المواد الشخصية والخاصة، أن يقع في أيدي أشخاص لا يحق لهم الإطلاع علي ما فيه من مواد خاصة لا يجوز لأحد غير مالك الجهاز الإطلاع عليها. كلمة ورقم السر إذاً.. وبعد هذه المقدمة التاريخية المطولة عن كلمة ورقم السر وأهميته التي برزت مع التطور التكنولوجي والتقني، وتجلت مع موجات الأجهزة الذكية، التي تأتينا يومياً ويكاد الكثير منا لا يستطيع مواصلة ركوبها، يظهر في الأفق سؤال، من المؤكد أن العديد من المتزوجين الرجال، قد نال نصيبه منه، ووجد طريقته الخاصة إما بالإستسلام لتكراره وإستمراره، وإما بالتهرب والإلتفاف حوله. والسؤال الذي من المؤكد أنك قارئنا العزيز "المتزوج" قد وجه إليك مراتٍ كثر، هو، (ما هي كلمة مرورك أو رقم السر الخاص بهاتفك، أو كمبيوترك اللوحي أو الشخصي المحمول، أو المكتبي، أو بريدك الإلكتروني... أو أو أو)؟ هذا السؤال الذي من المؤكد أن العديد من الزوجات قامت بتوجيهه لزوجها، المرة تلو المرة، في محاولة منها الحصول على كلمة السر الخاصة بزوجها، وصل بالكثير من الزوجات إلى طرق مسدودة مع أزواجهن. ومن المؤكد أن هذا السؤال قد أوصل العديد من العلاقات الزوجية بين الكثير من المتزوجين، إلى طرق ووجهات لا تحمد نهاياتها، ولا منجى من خواتيمها. هذا السؤال الذي يشبه المطرقة على الرأس، ما أن تسأله الزوجه لزوجها، والذي بالكاد يجد جواباً يطفأ النار التي تشتعل في جوف الزوجه، ويرضي رغبتها في معرفة السر وراء رقم السر هذا. زوجي يرفض قد لا يخفي الكثير من الأزواج سراً وراء رفضهم المستمر إعطاء زوجاتهم لكلمات وأرقام السر والمرور الخاصة بهم، وقد لا يكترث أيضاً وفي نفس الوقت العدد الآخر من هؤلاء المتزوجين إذا ما أعطى كلمات السر الخاصة ببريده الإلكتروني وحساباته المختلفة وأجهزته التقنية المتعددة، لزوجته بطلبها أو بدون طلبها. من ناحية أخرى، قد يرفض بعض الأزواج طلب زوجاتهم هذا، ربما لسر خاص لديهم، وقد يستحيل على البعض من الزوجات معرفة أرقام السر الخاصة بزوجها، مهما حاولت ومهما فعلت ومهما قالت... فكلمة السر لدى بعض المتزوجين، حدها كحد السيف، ونصلها أمضى وأدق من الخناجر العُمانية و المطاوي المصرية، لا تخرج إلا لتوجع، ووجعها يختلط على الواقعة عليه، ألماً تارة ولذةً تارةً أخرى. وحتى عندما تقوم الزوجة صاغية وخانعة وراضية، مقبلة غير مدبرة، طائعة ومستسلمة لكلمات زوجها، وطلبه الحصول على كل كلمات وأرقام المرور والسر الخاصة بها، بدايةً من كلمة السر الخاصة بالفيسبوك وتويتر، مروراً بكلمة السر المخصصة لكمبيوترها وهاتفها الذكي، وإنتهاءً بكلمة السر الخاصة ببريدها الإلكتروني الشخصي، والرسمي المخصص للعمل... وغير ذلك، فما أن تسمع أغلب ا لزوجة طلب زوجها هذا، إذا هي تنهمر عليه بكل ما تملكه من كلمات وأرقام مرور وسر خاص بها وبحساباتها الإلكترونية وأجهزتها التقنية المختلفة. وعندما تحاول هذه الزوجة التي جاوبت زوجها وأطاعت رغبته بمعرفة كلمات السر الخاصة بها، طلب نفس السؤال من زوجها، إذا بهذا الهادئ والوديع يتحول إلى "بركان فيزوف شرقي نابولي" تارةً، وإلى "زلزال تشيلي الذي بلغت قوته 9,5 درجة بحسب ريختر" تارةً أخرى... وما أن تسأل بعض الزوجات هذا السؤال لأزواجهن، بمبدأ المعاملة بالمثل، إذا ببعض الأزواج يختفي كلمح البصر ولا تعد تجده في مكانه أو تجده غارقاً في نومٍ يفتقده منذ أسابيع، أو يتذكر مكالمة هاتفية ضرورية لا يمكن تأجيلها... هل ستوافق أو توافقي؟ بغض النظر عن ما إذا كان بعض الأزواج يرفض إعطاء زوجته كلمات وأرقام السر الخاصة به، ويثبت على رفضه ويستمر عليه كثبات الجبال الشاهقة، وبغض النظر عن إلحاح العديد من الزوجات وطلبهن باستمرار لمثل هذا الطلب، وتكرار السؤال صباح مساء على آذان أزواجهن. فالسؤال الواجب سؤاله وتوجيهه لك أنتَ، قارئنا "الزوج"، من ترفض إعطاء زوجتك أرقام السر الكثيرة والمختلفة الخاصة بك، هل أنت قادر اليوم على إعطاء زوجتك، مثل هذه الأرقام وكلمات المرور المختلفة؟ وفي المقابل فالسؤال الذي يجب توجيهه إليك أنتِ، قارئتنا "الزوجة"، من تلحين في طلب هذه الأرقام وكلمات السر وتصرين على معرفتها، هل أنتِ قادرة على عدم إعطاء زوجك، مثل هذه الأرقام وكلمات المرور المختلفة، الخاصة بكِ؟ حل نهائي لماذا لا يأخذ كلا الزوجين استراحة محارب قصيرة الأمد؟ ولماذا لا يأخذ كلاهما فاصل قصير؟ يعيد من خلاله كلاهما أورقهما المبعثرة، وينسى ولو للحظة بسيطة أننا نعيش اليوم في العصر التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، التي تتطلب منا كلمات مرور وأرقام سر معقدة مثل (ema_2013XWH1234568__Z) قد يتذكرها الشخص مرة، وينساها ألف مرة، ونعود للوراء إلى زمن حقائب "السمسونايت" التي تأتي بأرقام سر ثلاثية أو رباعية، معدة من المصنع في الغالب تحت الأرقام (000، أو 1234)، يعلم بها الزوج والزوجة وحتى أطفالهم الصغار على علم ودراية بها. ولماذا لا ينسى كلا الزوجين أن لديهما أرقام سر وكلمات مرور معقدة، قد تحمي ملفات ومواد ورسائل إلكترونية... لا تسمن ولا تغني...؟ ولماذا لا تنهي أيها الزوج حيرة الزوجة وشكها الذي في الغالب ليس في مكانه، وتعطيها كل الكلمات المرورية والسرية، وتمنحها بهذا الراحة التي طالما بحثت عنها واستجدتها منك دون فائدة؟ ولماذا لا تهدأي أيتها الزوجة، وتنتظري الوقت المناسب، فكلمات المرور وأرقام السر، ليست بالموضوع الكبير الذي يستدعي، غضبك، والأجدر أن توجهي غضبك على الإنترنت والتقنيات الحديثة، التي باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياتك، لا يمكن لأغلب الزوجات أو الأزواج الإبتعاد عنها أو حتى العيش بدونها... أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات أكثر، فهل أنت أيها الزوج، قادر اليوم إعطاء زوجتك، كلمات المرور وأرقام السر الخاصة بك؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©