الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بادن ـ فورتمبيرج» الألمانية موطن كروم العنب ومهد صناعة السيارات

«بادن ـ فورتمبيرج» الألمانية موطن كروم العنب ومهد صناعة السيارات
3 مايو 2011 20:27
غالبا ما يترك السفر إلى المناطق غير المتوقعة صورا في البال تسيطر على كل المشاهد التقليدية الأخرى، ومهما تعددت مناطق الإبهار، تحتل التفاصيل المغايرة الحيز الأكبر من الذاكرة، وهذا ما يشعر به السائح الذي يختار ولاية “بادن - فورتمبيرج” الألمانية ليجول في بلداتها ويستكشف منها كيف تجتمع التناقضات تحت مظلة واحدة، من الغابات المعمرة وكروم العنب وأشجار التفاح، قصص تبوح بها الطبيعة النقية إلى البحيرات والأنهار، ومن التطور الصناعي الذي يضاهي بحجمه ماهو موجود في كبريات المدن المجاورة، علامات استفهام تطرح حول القدرة على الجمع بين هذا وذاك. المسافر من منطقة الخليج العربي إلى “بادن- فورتمبيرج”، أصبح بإمكانه التوجه مباشرة إلى الولاية، وتحديدا إلى مدينة “شتوتجارت” من دون توقف، وسواء كان الغرض من الزيارة العمل أو السياحة أو حتى العلاج، فالبلدات هناك تزخر بمجموعة من المرافق والخدمات التي تلبي كافة الاحتياجات. وجهات جذب عامل الراحة الأبرز في هذه المدينة التي تضم أكثر من وجهة جذب، فبالإمكان استغلال الوقت واختصار المسافات لتحقيق الأهداف المطلوبة من الرحلة، كأن يختار السائح الإقامة في أحد الفنادق المحيطة بالمطار، وأقربها فندق “موفنبيك”، الذي يقع على الطرف المقابل لبوابة المطار ولا يبعد سوى بضعة أمتار عن منطقة المعارض، ووسط برنامج التجول بين المرافق الترفيهية، من اليسير الاطلاع على ما توفره المدينة من علاجات طبية وخدمات صحية مدعومة بالتقنيات المتطورة، وعلى سبيل المثال يقدم مستشفى “كلينيكوم شتوتجارت” رعاية شاملة للمرضى القادمين من مختلف أنحاء العالم، كما يوظف أحدث المعارف والطرق العلمية في التشخيص والعلاج، لاسيما أنه يمثل المستشفى الأكاديمي لجامعة “توبنجن” العريقة. وتحرص إدارة المستشفى على توفير كوادر تتحدث العربية للمساعدة على تلبية متطلبات المرضى الضيوف القادمين من المنطقة، كما يتولى فريق خاص القيام بمختلف الإجراءات التي تسهل السفر إلى ألمانيا والإقامة والتنقل فيها. جزيرة العطور هذه الربوع النضرة تفتح الشهية لتلمس كل ما هو مختلف، ومن بين عشرات الخيارات، من المثير التوجه ناحية الحدود ما بين سويسرا والنمسا، حيث تستريح بحيرة “كونستانس” ومن حولها أشجار النخيل وسهول العنب، أما المروج الخضراء التي تغطي الجبال المحيطة، فهي مناظر لا تمحى من البال ناهيك عن أشجار التفاح التي لا بد من تذوق ثمارها الحمراء منها والصفراء. وبالتفاتة ناحية الشمال تبرز سلسلة من قمم جبال الألب الشامخة، والتي تضم مناطق فسيحة للتجول والتزلج والتخييم، وأكثر من ذلك فإن البحيرة تجاورها قرى لا تزال على حالها منذ العصور الوسطى، وبلدات باروكية مثل “ميرسبورج” وقلعتها التي تحمل الاسم نفسه. والمدينة الجامعة “كونستانس”، ومدينة “فريدريشسهافن” التي تعتبر مهد المناطيد مع متحفها الرائع “تسبلين ميوزبوم”. ولا تكتمل الزيارة إلى هذه البحيرة، إلا بالتعرف إلى جزيرة “مايناو” التي تصل مساحتها حتى 45 هكتاراً، ويزورها سنوياً ما يزيد على 1.2 مليون سائح، أما مصدر الجذب فيها، فهو ما تضمه من ورود تتنوع بحسب تعاقب فصول السنة، كما تحتوي على أكبر بيوت الفراشات في البلاد، إضافة إلى ملاعب الأطفال فيها والتي تمتاز بسعتها. الغابة السوداء ومن المواقع الطبيعية الخلابة تبرز الغابة السوداء “شفارتس فالد” بكونها أكثر مناطق ألمانيا شهرة بهوائها النقي، وهي تعرف بكعكها “بلاك فورست كيك” الذي يحمل اسمها، وهناك على طول نهر “الراين” تكثر المروج الكثيفة والوديان والجداول المتدفقة، وتنتشر المنتجعات الصحية والحمامات الحرارية، وعند الوصول إلى هذه المنطقة، يجب السؤال عن بحيرة “تيتي زيه”، والمشاركة برحلة في إحدى السفن التي تعبرها، وكذلك التوجه إلى بلدة “شوناخ” لمشاهدة أكبر ساعة “وقواق” في العالم، وبالطبع فإنه من الضروري عدم تفويت الفرصة للتعرف إلى مدينة “فرايبورج”، عاصمة الغابة السوداء، والتي تعد أكثر المناطق المشمسة في ألمانيا، وواحدة من أكثر مدن العالم خضرة، وعند مركز المدينة القديمة المخصص للمشاة، يحلو الاطلاع على الأبراج الأثرية والتنزه في الشوارع المرصوفة بالحصى والتي تزينها القنوات الصغيرة والمقاهي القديمة. أسطورة السيارات من مناطق الإبهار الطبيعي، إلى عظمة الصناعة التي لم تؤثر سلبا على نقاء البيئة الخضراء، يمكن التعرف من قرب إلى القصة المثيرة لأسطورة السيارات في هذه الولاية، بدءاً من أول مركبة مروراً بسيارات “الفورمولا - 1”، وصولاً إلى الآليات المتطورة، وفي مدينة “شتوتجارت” يوجد متحفان للسيارات، أحدهما متحف “مرسيدس بنز” الذي يمثل أهم نقاط الجذب السياحي في المدينة، ويتميز بهندسته المعمارية التي تبوح بأسرار 125 عاماً من تاريخ هذه الصناعة التي تعود إلى عام 1886 مع المخترعين الرائدين “جوتليب دايملر” و”كارل بنز”، والمتحف الثاني تابع لعلامة “بورشه” والذي ينفرد بمعروضاته الآسرة ولاسيما السيارات الرياضية. وفي حين تفتخر “شتوتجارت” بكونها مهد السيارات، تتباهى بمتاحفها ومسارحها وعروضها الموسيقية المتنوعة، وتتمتع فرقة الأوركسترا في “دار الأوبرا” بالمدينة بشهرة عالمية واسعة، وكذلك يضم معرضها الوطني “شتاتسغالاري” مجموعة فريدة من الأعمال الفنية التي تمثل 700 عام من الحضارة الألمانية والإيطالية والهولندية، بما فيها من أعمال نحت ولوحات عصرية كلاسيكية ومعاصرة. ومن المعالم الثقافية في المدينة متحف الفنون “كونست موزيوم” الذي يشتمل على معروضات من القرن الثامن عشر تروي زمن الانطباعية وأدوات الفن المعاصر، وهو يتألق ببنائه الزجاجي المكعب الذي تنعكس أضواؤه ليلاً على ساحة “شلوس بلاتس” وشارع الملك “كونجيسشتراسه” الشهير، وفي الجهة المقابلة وتحديداً عند الطرف الآخر من ساحة “شلوس بلاتس”، ينتصب القصر الشهير، الذي يجمع بين حقب زمنية مختلفة من “الباروكية” و”الروكوكو”، إلى “الكلاسيكية” و”الامبراطورية”. وذلك نظراً للفترة الطويلة التي استغرقها بناؤه. “ميتسينجن” نتشر في “شتوتجارت” الكثير من المرافق الملائمة للصغار وذويهم، بينها متحف الأطفال “كيندر ميوزيوم”، والقبة السماوية “بلانيتاريوم”، وعرض الليزر “ليزر شو” الذي يمثل رحلة عبر الكون ترافقها الموسيقى، ومن المناسب هناك زيارة حديقة “فيلهيلما”، التي تعد أكبر حديقة حيوانات ونباتات في أوروبا. وكذلك التوقف عند أحد الحمامات المعدنية لما تمثله من فرصة للانتعاش والترويح عن النفس. أما عشاق التسوق فسوف يجدون هناك كل ما يبحثون عنه في مدينة منافذ بيع المصانع “ميتسينجن”، والتي يمكن الوصول إليها بسهولة بواسطة السيارة أو القطار، وتعتبر مدينة التسوق هذه موطن أشهر العلامات التجارية العالمية وتعد واحدة من أهم الوجهات الدولية للـ”شوبينج”، حيث يزوروها سنوياً نحو 3 ملايين زائر، وخلال التجول في أماكن التسوق الواسعة وسط “ميتسينجن”، لا بد من ملاحظة الجمع الفريد بين الهندسة المعمارية الحديثة المنسجمة مع البيوت التقليدية للبلدة القديمة المشيدة من الخشب. وعند التوجه جنوباً يمكن الوصول بيسر إلى قلعة “هوهنتسولرن” التي تعد واحدة من أجمل قلاع أوروبا وأكثرها شعبية، لما توحي به من أجواء تاريخية تعود إلى ألف سنة مضت، وهذه القلعة التي تتربع فوق تلة جميلة مزينة بأبراجها وأسوارها، تضمن إطلالة بانورامية على منطقة الألب. أسواق وأضواء تنتشر في المدينة الكثير من الأسواق التي تتميز في المناسبات العامة بأجواء الفرح وبالأضواء والزينة، ويجد الزائر في مركز “شتوتجارت الدولي” المعروف باسم “أس أي - سنتروم”، برنامجاً ترفيهياً ضخماً أبرز ما فيه المسرحيات الغنائية الاستعراضية. حتى 15 مايو تزخر “شتوتجارت” بالمهرجانات والاحتفالات، مثل مهرجان الربيع الذي يقام حاليا ويستمر حتى 15 مايو الجاري، وذلك على امتداد 3.5 كيلومتر، حيث تصطف الأكشاك جاذبةً 1.2 مليون زائر سنوياً، وهناك أيضاً مهرجان جماهيري آخر يقام من 23 سبتمبر المقبل حتى 9 أكتوبر، ويقام على طول 5 كيلومترات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©