الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر.. عودة السودان إلى أهله

غدا في وجهات نظر.. عودة السودان إلى أهله
1 مايو 2015 20:10

 عودة السودان إلى أهله
يقول د.عبدالله جمعة الحاج إن زيارتا «البشير» الأخيرتين مرحب بهما كثيراً خاصة بعد أن أعلن السودان بأنه شريك في عمليات «عاصفة الحزم» في اليمن. خلال الفترة القصيرة الماضية، قام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بزيارتين وحيدتين مهمتين إلى كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مدشناً بذلك مرحلة جديدة، نرجو أن تكون مثمرة، من علاقات السودان مع أهله في دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن تعرضت تلك العلاقات لهزات غير ضرورية تسبب فيها «الإخوان المسلمون»، حين خضع السودان لفكرهم وأيديولوجيتهم التي ربطوا من خلالها هذا القطر العربي بإيران على غير أسس صحيحة، معتقدين بأن إقامة علاقات مع إيران على أسس إيديولوجية فضفاضة ستعود على السودان بالخير، لكن ذلك لم يحدث، وتخبط السودان في علاقاته الخارجية مع إخوانه العرب والخليجيين أيما تخبط، وتعرض لموجة تشييع، رغم أن مكوناته المسلمة من أهل السُنة والإسلام الصحيح.
نحن في هذا المقام لسنا بصدد التطرق بإسهاب لممارسات السياسة الخارجية التي أدخلت بسبب «الجبهة الإسلامية القومية» التي يرأسها حسن الترابي ثم بعد ذلك «جبهة الإنقاذ» السودان في دوامة محيرة من العلاقات السيئة مع أطراف عديدة من المجتمع الدولي أهمها الدول العربية وجيران السودان المباشرين ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي أدت في نهاية المطاف إلى فرض العقوبات الدولية عليه من قبل مجلس الأمن الدولي، وقطيعة شبه كاملة مع دول مجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من الدول العربية وإثيوبيا وأوغندا وأفريقيا الوسطى وتشاد، وإلى تمزيق أوصال البلاد إلى دولتين شمالية وجنوبية، وإلى شبه حصار اقتصادي دمر اقتصاد البلاد أيما تدمير.

دروس مقتل «فرخنده»
يقول د. صالح عبدالرحمن المانع : آن لنا أن نضع ميثاقاً قانونياً وأخلاقياً عربياً وإسلامياً يعالج مختلف أوجه العنف ضد النساء والأطفال، ويربطه بالقانون الدولي الإنساني. أثار مقتل «فرخنده» المرأة الأفغانية ذات السبعة والعشرين عاماً في الشهر الماضي، امتعاض كثيرين وتنديدهم بمثل هذه الجريمة النكراء. ففرخنده لم تكن امرأة عادية، فقد كانت تدرس الشريعة وتحفظ القرآن، وكانت تحاول محاربة البدع والشعوذة التي يمارسها بعض المتطفلين والمسترزقين على رواد المساجد، بما في ذلك مسجد «شاه دو شامشيرا» في كابول، الذي قُتلت بالقرب منه. ويبدو أنها قد هددت صناعة أصحاب هذه البدع والترّهات التي يبيعونها على الفقراء والجهلة، ممن يؤمنون بقيمتها المزيفة. فأبوا إلا أن يتهموها، زوراً وبهتاناً، بحرق المصحف الشريف، وهو ما دفع الرعاع إلى ضربها ومهاجمتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة تحت رؤية وسمع رجال الشرطة الأفغانية!
وهذه الحادثة ليست هي الحادثة الوحيدة من نوعها التي تتعرض لها النساء في بلدان فقيرة مثل أفغانستان، أو الهند، أو غيرهما من البلدان، ففي بعض البلدان تُباع المرأة وتُشترى وتهان كرامتها وربما تفقد حياتها بناءً على إشاعة مغرضة، وقول مسموم. وفي مختلف أنحاء العالم قد تقع جرائم ضد النساء، بما في ذلك جرائم الاغتصاب، بدون تدخّل رجال الشرطة لحماية أولئك النسوة.
وفي الماضي القريب، كاد بعض مسلحي «طالبان» يقتلون «ملالا يوسف زاي) بسبب موقفها المساند لتعليم الفتيات، وعلى رغم ذلك، نجحت «ملالا» في التشبّث بالحياة وغدت رائدة من روّاد تعليم البنات، وأصبحت أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام.
ومثل هذه الحالات، دفعت المنظمات الدولية إلى وضع جدول يقيس أداء مختلف الدول في حماية المرأة، والغريب أنّ أهم دولة جاءت على رأس الدول التي تحاول حماية حقوق المرأة، لم تكن دولة غربية، أو دولة غنية، بل دولة صغيرة تُسمّى «جزر المالديف» في المحيط الهندي، وأغلب سكانها من المسلمين. وهذا يدلّنا على أنّ حماية حقوق المرأة ليست حكراً على مجموعة من الدول، أو حتى تبوّء تلك الدولة درجة عالية من التقدّم العلمي، فمدوّنة حقوق المرأة في المغرب، تضع قوانينها في مقدمة القوانين والشرائع التي تحمي حقوق المرأة.

ابتزاز.. وتدوير زوايا
يرى غازي العريضي أن أميركا وإيران في طريقهما إلى الاتفاق! وبطريقة أو بأخرى ثمة قرار بإغراق المنطقة في اليمن، وبإدخال اليمن في حرب أهلية حتى لو دمّر فيها كل شيء. لم يتصرّف «الحوثيون» ومن معهم في اليمن ومَن وراءهم خارجه على أساس أن المملكة العربية السعودية فتحت باباً للنقاش، أو للحل، عندما أعلنت وقف «عاصفة الحزم» وإطلاق عملية «إعادة الأمل». لم يبادروا إلى تلقفّ القرار، بل لم يتصرفوا على أساس أن القرار السعودي هو «بداية هزيمة العدوان» كما فهموه. يتصرفون حتى اللحظة وكأنهم انتصروا! وهم بذلك يؤكدون الخيار والقرار الإيرانيين.
ليس من باب الصدفة أو الانفعال أن يطلق مسؤولون إيرانيون مثل هذه المواقف. ولا يمكن تجاوزها أو عدم اعتبارها أساس الموقف الإيراني، حتى لو سمعنا كلاماً من دبلوماسيين يقولون إنهم يريدون الوصول إلى «حل سياسي»، وأن حكومتهم على تشاور مع عواصم كثيرة ومؤثرة في العالم وفي المنطقة! فالذين قالوا الكلام العالي قالوا أيضاً إن مسؤوليهم أو بعض حكومتهم، يريدون تغطية الأمور أو التعامل معها بطريقة لا تتناسب مع حجم الأحداث. هم يعبّرون عن رأي وموقف قيادتهم المباشرة أي المرشد خامنئي الذي يوزّع الأدوار. المفاوضون هذا هو دورهم لاسيما وهم يدخلون إلى المفاوضات مع الأميركيين. ويرغبون في الوصول إلى حل حول مشروعهم النووي ويتحدثون عن مرحلة صياغة القرار النهائي ويعلمون بأن الأميركيين يريدون في الوقت عينه الوصول إلى تفاهم معهم والرغبة المشتركة في الوصول إلى تفاهمات حول كثير من الأمور قائمة فيبقى الخطر على السعودية قائماً.

الحرب العالمية الثانية.. لا لاحتكار النصر
يقول بول كيندي سيخلد العالم، أو بالأحرى القوى الكبرى فيه، الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية التي شهدت أكثر أهوالها قسوة وإيلاماً، وسينكب الجميع بهذه المناسبة على الاحتفاء بيوم النصر الأوروبي الذي يصادف الخامس من شهر مايو الجاري، ولن يكون مفاجئاً أن تسعى كل أمة على حدة إلى تمجيد إنجازاتها خلال الحرب العالمية الثانية والتركيز على مشاركتها وحدها باعتبارها كانت الحاسمة في تحرير القارة الأوروبية، مع تناسي تضحيات الدول الأخرى المشتركة في التحالف الكبير الذي دحر النازية وقاد إلى النصر، ولعله من الأمور اللافتة التي تستدعي المتابعة والتحليل الطريقة التي سيتعامل بها الفرنسيون مثلاً مع ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، لا سيما وأنها تحمل بالنسبة لهم ذكريات محرجة عن اندحار سريع لقوة أوروبية أساسية لم تصمد بحضارتها العريقة وتفردها الثقافي أمام جحافل جيوش الرايخ الثالث، فيما سيكون الأمر على الأرجح أسهل عند الإيطاليين الذين سيحملون كل المسؤولية لنظامهم الفاشي الذي تقلد السلطة في غفلة من الزمن وصار الحليف الأول للنازية الألمانية، وبالطبع ليس فقط فرنسا وإيطاليا اللتان سينصب عليهما التركيز بالنظر إلى دورهم المثير في الحرب سواء لجهة الضعف في الحالة الفرنسية، أو التواطؤ بالنسبة لإيطاليا، بل سينصرف الاهتمام أيضاً إلى الطريقة التي ستتعامل بها روسيا مع الذكرى.
فالأغلب أن روسيا بوتين التي تعاني اقتصادياً في هذه المرحلة ستسعى إلى إخفاء مشكلاتها الداخلية بالرجوع إلى إنجازات الحرب العالمية الثانية وتضحياتها، وستنظم عروضاً عسكرية سواء في القرم، أو مناطق أخرى رغبة منها في ترسيخ انطباع لدى المراقب الغربي أنها ما زالت على قوتها، في حين أن المراقب الحصيف لن تغيب عنه المحاولات الروسية لإخفاء الضعف الحالي والهشاشة الاقتصادية من خلال الترويج لخطاب قومي يستحضر إنجازات الماضي وتمجيد الانتصارات التاريخية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©