الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام الأمير

3 مايو 2011 20:35
تلقيت رسالة نصية قصيرة «اس ام اس» لتبلغني بأنني قمت بارتكاب مخالفة مرورية أثناء قيادة مركبتي في شوارع المدينة، هذا أمر طبيعي فلا يمكن أن أرتكب مخالفة مرورية لو كنت ماشيا أو ممتطيا دابة على سبيل المثال. كان الوقت فجرا عندما تلقيتها ولوهلة استغربت كيف يمكنني مخالفة قواعد المرور وأنا أغط في سبات عميق، يبدو أن حلم البارحة لم يمر مرور الكرام وأيقنت أن الرادار قد توغل في حياتي لدرجة مريرة فالواقع أنها ليست الرسالة النصية الأولى أو الوحيدة فربما أكون واحدا من أكثر الناس تلقيا لمثل تلك الرسائل الغريبة مع أنني أسير في حالي متأدبا ملتزما بالسرعات المحددة، معترفا بفشلي في الحد من مخالفات المرور لأن كاميرات الرادار لم تتوقف عن تصويري أبدا وكأن بينها وبيني ثارا شخصيا مثلا. من هنا قفزت في بالي فكرة استخدام عربة يجرها حصان بدلا من سيارتي الكحيانة خصوصا بعد أن تبرع أحد الغلابة بصدمها لينهي بؤسها وسنوات خدمتها الطويلة عندي. ووجدتني أضع دراسة جدوى للمشروع فالعربة ستوفر علي الكثير، فسأتخلص من المخالفات المرورية التي تثقل كاهلي، ولن يعد هناك حاجة لخدمات «مواقف» ومخالفاتها ورسومها، وسأستغني عن البترول والمحروقات وما يتصل بها وبأسعارها المرتفعة، إضافة إلى توفير رسوم تسجيل وتجديد السيارة وغيرها من الرسوم التي لطالما لم أفهما لأن مخي يتوقف عن العمل عندما يطالبني احدهم بالدفع. وجدت أيضا أن من فوائد العربة التي يجرها الحصان الذي سأسميه وليام تيمنا بالأمير العريس الذي بدأ حياة جديدة ملؤها الحب والثراء والشهرة، يمكن أن تكون مشروعا تجاريا وسياحيا ووسيلة نقل مستدام وصديق للبيئة وتستخدم الطاقة النظيفة. يمكن أن أضعها برسم الإيجار لجولات سياحية على الكورنيش أو في شوارع المدينة الجميلة، خصوصا أن بلادنا تشهد هذه الأيام أجواء سياحية مدعومة بالاستقرار والأمن الذي ننعم به والحمدلله في زمن عمت فيه الفوضى في المنطقة، ومن أجل التطوير والتميز ربما أضع عليها إضافات وزوائد تزيدها رونقا وألقا بتزيينها لتحاكي عربة زفاف وليام وكيت مما يجعلني سباقا في هذا التقليد الذي قد يرفع أسهم المشروع عاليا فأطرح جزءً منه للبيع فاستفيد من العوائد في التطوير والتوسع وانصب نفسي رئيسا لمجلس الإدارة، فأتوقف عن العمل وأتقاعد مبكرا للتفرغ لأسفاري وترحالي. فجأة رن المنبه بعنف، استيقظت مذعورا، إنها السادسة والنصف صباحا كالمعتاد، تطلعت إلى هاتفي المتحرك، كان هناك ثمة إشارة بوصول رسالة نصية قصيرة. rahaluae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©