الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زيارة زايد إلى المملكة المتحدة محطة تاريخية في علاقات البلدين

زيارة زايد إلى المملكة المتحدة محطة تاريخية في علاقات البلدين
29 ابريل 2013 23:38
أبوظبي (الاتحاد)- شكلت الزيارة التي قام بها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى بريطانيا في الثامن عشر من يوليو عام 1989، حدثاً تاريخياً على صعيد العلاقات بين البلدين، وكانت لها انعكاساتها على مجمل القضايا الدولية في ذلك الوقت. واستقبلت بريطانيا وقتها القائد المؤسس، كرجل دولة من الطراز الأول، استطاع أن يجسد اتحاد دولة الإمارات، ويعبر به إلى بر الأمان رغم الأعاصير التي شهدتها المنطقة، كما أنه استطاع أن يقود بلاده إلى المحافل الدولية بثبات وحضور مؤثر. وأعطت المملكة المتحدة للزيارة أهمية خاصة، كون القائد المؤسس ليس من قادة الدول التقليديين، بالنظر إلى حضوره على الساحتين الإقليمية والدولية، واستناداً إلى التطورات الداخلية التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادته، وانعكاس هذا الدور على الساحة الدولية تجاه مختلف القضايا. وأشارت تقارير صحفية نشرت بالتزامن مع زيارة القائد المؤسس إلى بريطانيا عام 1989، إلى أن الخبراء رفعوا للملكة اليزابيث الثانية، تقديراتهم السياسية والشخصية عن القائد المؤسس، وعن دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها من أهم الدول المؤثرة إقليمياً ودولياً. وفي تقريرها الأسبوعي للملكة، قالت مارجريت تاتشر رئيسة الحكومة البريطانية وقتها، والذي يقدم عادة كل يوم خميس: “إن قبول صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات تلبية دعوة الملكة إليزابيث الثانية لزيارة البلاد، يعتبر من أهم الأحداث التي تشهدها بريطانيا هذه الأيام، إذ إن هذه الزيارة ستتكلل بمحادثات سياسية رفيعة المستوى، وعظيمة الأهمية بين وفد الدولة برئاسة صاحب السمو الشيخ زايد شخصياً، والمسؤولين البريطانيين وعلى رأسهم السيدة مارجريت تاتشر”. وبحسب التقارير الصحفية، أبلغت تاتشر، الملكة اليزابيث أن حكومتها ستبذل قصارى جهدها لإنجاح الزيارة، وبذل كل ما في وسع المسؤولين البريطانيين من جهود لإخراجها بشكل يليق بمستوى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وبأهمية الإمارات على مختلف الصعد. وقال نورمان بيننت المسؤول في قصر باكنجهام الملكي البريطاني وقتها، إن جلالة الملكة اليزابيث الثانية حين طلبت من المسؤولين في القصر إعداد الدعوة الملكية لرئيس الإمارات، كان أمامها تقرير مطول عن القائد المؤسس، وعن دولة الإمارات العربية المتحدة، تضمن مجموعة من المعلومات عن القائد الزائر ودولته، وقام بإعداد التقرير فريق من الخبراء البريطانيين بشؤون المنطقة. وبحسب التقارير الإعلامية، صاغ الخبراء البريطانيون بإشراف مباشر من الملكة اليزابيث الثانية، وبمعاونة كبار مستشاريها السياسيين، الدعوة الملكية التي وجهت إلى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لزيارة بريطانيا، مؤكدين حرص ملكتهم والشعب البريطاني على إتمام الزيارة نظراً لما تحمله من أهمية كبيرة، على صعيد العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات، وانعكاس هذه الزيارة على مجمل القضايا الدولية التي ستتناولها محادثات رئيس الدولة مع كبار المسؤولين في بريطانيا وعلى رأسهم الملكة اليزابيث الثانية. ونظراً لأن زيارة القائد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبريطانيا كانت زيارة ملكية، فإن التقاليد البريطانية العريقة تقضي بأن تشرف الملكة اليزابيث الثانية بنفسها على كل صغيرة وكبيرة فيها، وبمعاونة طاقم كبير من المسؤولين البريطانيين والخبراء المتخصصين، فضلاً عن المسؤولين في بلاط «سانت جيمس» العريق المتمركزين في قصر باكنجهام الملكي الذي يقع في قلب العاصمة لندن. قائد من الطراز الأول وأجمع عدد من المسؤولين البريطانيين وقتها في استطلاع أجرته «الاتحاد» بالتزامن مع الزيارة، على أهميتها سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو على صعيد القضايا العربية والإقليمية، وأرجعوا هذه الأهمية إلى شخصية الشيخ زايد كقائد عربي ورئيس دولة من الطراز الأول، ساهم بشكل فعّال نتيجة سياسته الواقعية والواعية في تحقيق الانفراج في منطقة الخليج وحل القضايا العربية والإقليمية. وأشاد روي بيرديلي المستشار السياسي للحكومة البريطانية بالقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصفه بأنه رجل دولة من الطراز الأول، عمل على انتهاج سياسة حكيمة ومتوازنة تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، وساهم بشكل فعّال في تحقيق الانفراج الذي تشهده منطقة الخليج العربي بعد وقف إطلاق النار بين العراق وإيران. وأشار إلى أن الحكومة البريطانية تعلق أهمية كبيرة على الزيارة لأنها ستتضمن بحث السبل الكفيلة بتطوير التعاون القائم حالياً بين البلدين، وسيتم خلالها طرح أفكار وآراء جديدة حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية بهدف بسط السلام والاستقرار على هاتين الساحتين. من جهة أخرى، وصف رئيس مجلس تعزيز التفاهم العربي - البريطاني وقتها، ديفيد واتكنز، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأنه قائد فذ ورئيس دولة متميز وسياسي من الطراز الأول، عرف جيداً كيف يقود بلاده نحو التقدم والتطور ومواكبة آفاق التطور، مؤكداً أن المحادثات السياسية التي سيجريها مع كبار المسؤولين البريطانيين ستدعم القضايا العربية المطروحة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقال واتكنز: إن محادثات القائد المؤسس الشيخ زايد ستدفع المسؤولين البريطانيين إلى إعادة النظر في بعض مواقفهم، وستدفع بالجهود الأوروبية ككل إلى الأمام رغم تطور الموقف الأوروبي إيجابياً. ووصف السير انتوني بارسون المستشار السابق لرئيسة الوزراء البريطانية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالحكمة والرؤية الثاقبة تجاه مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية، إنه من الشخصيات الدولية البارزة لانتهاجه سياسة واقعية وواعية حيال جميع القضايا العربية والإقليمية. الزيارة تعكس تعاظم دور الإمارات تحت عنوان “زيارة زايد لبريطانيا تعكس دور الإمارات المتعاظم في منطقة الخليج”، أعدت وكالة «أكاديميك فايل» ومقرها لندن تقريراً بقلم صوفيا مورولين بالتزامن مع زيارة القائد المؤسس إلى بريطانيا حول أبعاد وانعكاسات الزيارة. وجاء في التقرير «أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبوأت دوراً دبلوماسياً واقتصادياً متعاظماً في منطقة الخليج العربي، منذ وقف إطلاق النار بين العراق وإيران في أغسطس عام 1988، وستسلط الأضواء على هذا الدور خلال زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبريطانيا. وقال التقرير، إن وقف القتال بين العراق وإيران أدى إلى إعادة تشكيل الصورة في منطقة الخليج «إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبرز في ظل هذا الإطار الجديد كدولة تحتل مكانة هامة في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي في المنطقة، ولهذا فإن النظرة الجديدة نحو دولة الإمارات، التي كانت قبل أقل من عقدين «الإمارات المتصالحة» ستحتل مركز الصدارة عند قيام رئيسها بزيارته الملكية لبريطانيا. وقال التقرير: إن هذه الزيارة تعتبر ذات أهمية كبيرة للمحللين الغربيين والعرب، نظراً لما يتمتع به، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من موقع بارز تتزايد أهميته على الساحتين العربية والإقليمية، والملكة اليزابيث الثانية تعد كذلك قائدة لإحدى أبرز أعضاء المجموعة الأوروبية المشتركة، بينما يعد الشيخ زايد من بين كبار صناع القرار في العالم العربي، كما يعد من أكثر القادة العرب حنكة وقبولاً في جهوده لتحقيق المصالحات بين الأشقاء، ومنها مبادراته النشطة لحل الأزمة اللبنانية، وسعيه الدائم من أجل تحقيق تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى دوره النشط من خلف الكواليس لتحقيق السلام بين الجارتين العراق وإيران. وقال التقرير: إنه من خلال هذه الأدوار كسب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تقدير واحترام القادة العرب والعالم على حد سواء، بما في ذلك القوى الدولية التي يهمها تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج. وقال التقرير: إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان استطاع أن يقود مرحلة التحول الكبير لبلاده وشعبه. فبدلاً من الخيام وأكواخ السعف، انتصبت الفيلات العصرية والعمارات الشاهقة نتيجة لسياسة حكومته بالانتقال سريعاً إلى آفاق العصر الحديث تعويضاً عمّا فات من السنين، كما دفعت برامج الرعاية الاجتماعية والتعليم الشامل بالإمارات إلى أن تصبح قدم المساواة في المكانة مع جاراتها. ويضيف التقرير: رغم أن دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن تعيش بالاعتماد على مواردها النفطية على نفس مستويات المعيشة لعدة مئات من السنين، إلا أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سارع إلى تحصين بلاده أمام التقلبات المالية والاقتصادية في هذا العالم متسارع التغير، فجرى تطوير الصناعات الثقيلة بما فيها مشروعات المشتقات النفطية إلى جانب الصناعات الخفيفة، وقد تمثل ازدهار التجارة في الإمارات في صعود إعادة التصدير إلى 1.2 مليار دولار عام 1986 وإلى 1.8 مليار دولار عام 1987، وجاء ذلك في وقت يشهد تدهوراً اقتصادياً عالمياً، في ظل هبوط العائدات النفطية وارتفاع تكاليف الواردات إلا أن الإمارات العربية المتحدة، كانت تدير الدفة عبر هذه الأزمة في ثقة بالنفس ورباطة جأش، وزيارة الشيخ زايد إلى بريطانيا ستعزز هذا الاتجاه. «الاتحاد»: حفاوة الاستقبال أشارت كلمة صحيفة “الاتحاد” بالتزامن مع الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى بريطانيا عام 1989 إلى الحفاوة التي استقبل بها القائد المؤسس، تقديراً للمكانة الرفيعة التي يتمتع بها على المستوى الدولي، وفيما يلي نص الكلمة: الاستقبال الملكي الكبير الذي أقيم لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة في لندن، يؤكد مرة أخرى المكانة الرفيعة التي يتمتع بها سموه على المستوى الدولي. ويأتي علامة بارزة في مسيرة القائد الذي عرف بحكمته ودرايته كيف يستقطب تقدير الدول الكبرى وزعمائها من خلال سجل زاهر بالمواقف العظيمة والإنجازات الكبرى. إن خروج جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا وكبار أفراد العائلة الملكية على رأس الاستقبال الحافل الذي قوبل به رئيس الدولة، يشير بوضوح إلى النجاح الكبير الذي حققه زايد القائد في بناء علاقات صداقة بين دولة الإمارات الفتية وواحدة من أعرق الدول الأوروبية الكبرى. وقد كان لقاء صاحب السمو مع جلالة الملكة على مأدبة العشاء مساء أمس مناسبة أشاد فيها زايد بعلاقات الصداقة بين البلدين والشعبين، والتي ترعرعت عبر قرون من التعايش والتعامل والتعاون المثمر والمودة الصادقة، مؤكداً أن وجود جالية بريطانية كبيرة في الإمارات مؤشر بارز على العلاقات الخاصة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة. وكقائد عربي يحمل هموم العرب ويسعى لكسب المساندة الدولية لقضاياهم العادلة، طرح زايد مسألة السلام الإقليمي من خلال ثلاث قضايا بارزة هي السلام الدائم في الخليج، والسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، خصوصاً فيما يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي، ومأساة لبنان. وفي خطابه الذي تميز بدرجة عالية من الدبلوماسية وفن المخاطبة بين قادة الدول، أعرب زايد عن أمله مع إخوانه في مجلس التعاون الخليجي وفي العالم العربي، بأن تتكاتف جهود حكومة المملكة المتحدة مع جميع الدول المحبة للسلام لدفع عملية السلام في الاتجاهات الإيجابية. لقد عبّر زايد بصدق عن آمال أمته، وما من شك في أن جهوده ومساعيه ستلقى الدعم الكبير الذي يسعى لاكتسابه من أجل السلام والأمن للعرب وللعالم أجمع. بروتوكول الدعوات الملكية درجت التقاليد البريطانية العريقة على أن توجه «الملكة» أو «الملك» البريطاني من دعوتين إلى ثلاث دعوات كل عام لكبار زعماء العالم، وتستند هذه الدعوات إلى عدة معايير أهمها: مدى أهمية الزائر على الصعيد الدولي، ومدى حضور دولته على الساحة الدولية والإقليمية فضلاً عن طبيعة العلاقات التي تجمع بين بريطانيا ودولة الزائر الكبير. توزيع علم الإمارات في مدارس بريطانيا احتفلت السلطات البريطانية المختصة، بزيارة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى بريطانيا عام 1989 بتوزيع أعلام دولة الإمارات على تلاميذ عدد من المدارس الذين سيشاركون ضمن مراسم الاستقبال الملكية، كما قامت أجهزة بلدية لندن بغسل الشوارع والميادين المؤدية لقصر باكنجهام الملكي بقلب لندن - مقر إقامة الشيخ زايد خلال مدة زيارته، كما تمت إقامة الأعمدة الحاملة لعلمي الإمارات وبريطانيا على طول الطريق من محطة فيكتوريا إلى قصر باكنجهام. أعضاء العائلة الملكية يلغون ارتباطاتهم كشفت مصادر القصر الملكي البريطاني أنه خلال زيارة القائد المؤسس عام 1989، فإن جميع أفراد العائلة البريطانية الملكية تواجدوا في لندن طوال مدة الزيارة، وإن الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا أبلغت أعضاء أسرتها بضرورة عدم الالتزام بأية مواعيد خارجية خلال فترة الزيارة، ليتم استقبال الشيخ زايد من جميع أفراد العائلة المالكة. زيارة الملكة الأم بقصر كلارينس بحسب سجل الحدث التاريخي، زار القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الأم، والدة الملكة اليزابيث الثانية في قصر كلارينس الذي يقع بالقرب من قصر باكنجهام. وتبادل الشيخ زايد والملكة الأم الأحاديث الودية قبل أن يعود إلى قصر باكنجهام، حيث رافقه خلال الزيارة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس دائرة الأشغال، والعميد الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائد القوات الجوية والدفاع الجوي وقتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©